عرض مشاركة واحدة
قديم 10-01-2007, 10:54 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

هشام الهذلي غير متواجد حالياً


افتراضي أشياء تعجبني (( 2 ))

[align=right]أشياء تعجبني
( الثانية )
...................


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عذراً تأخرت كثيراً ولكنها الحيرة في الاختيار والانشغال بعدة أمور فأعذروني .

بحثت عما يعجبني فوجدت الكثير من القصائد ولكن لابد أن أختار قصيدة .

فوقع الاختيار على قصيدة ( عنكبوت أحلامنا ) للشاعر الكبير / عبيد الله العرابي .

وأعلم أنها مغامرة أن تتحدث عن قصيدة لشاعر بحجم شاعرنا عبيد الله العرابي ولكن أرجو التوفيق .

دائما العنوان هو المدخل الأول للقصيدة ، وهنا كان العنوان مختلف الصنعة ومبتكر الفكرة ، فبمجرد قراءة العنوان تتيقن أنك ستقرأ نص يعتمد الرمزية والحداثة .

وللآسف البعض من الشعراء يظن الحداثة كلفظ مبرر أن يأتي بما لا يفهم ويقول أنه من الشعر فهل كان هذا موجود في القصيدة لنرى .

حينما ننظر إلى المفردات الواردة في النص نجد ترابط كبير بين المدلولات التي تشير إليها وبين الفكرة العامة والسياق الداخلي .... كيف ؟

النص أعتمد على مجموعة من الألفاظ الدالة على السير فنجد ( قدامنا / يخرج / للمسير / الدرب / المسافه / البعيد / القريب / مطافه / يسوق ) وشخص لنا الحلم على أنه من كان يخطو هذه الخطوات وجعل النهاية المقصودة ( ثمرة العاشق ) ولكن السؤال هنا هل قطفها ؟

لنذهب للنص .

اختار الشاعر أن يبدأ بشرح مبرر الكتابة هنا فينفي أن تكون الدعوة ( ما دعا ) لمجرد ( حلم وهم تافه ) فمسألة الكتابة لديه أكبر من الحلم والهم ( التافه ) فهي مسألة تحكمها الذكرى والتي تثير شاعريته فتنتج له نص جديد مع ذكر أن الوحدة هي زمان ومكان الكتابة دوماً ( وحدتي ) .

ولكن يبقى حلم الوصول صعب ولا يكتشف ويفاجئنا بالمفارقة الغريبة بين بياض العشق وظلمة الناتج ( كن ما يخرج من أبيض عشقنا غير السوادي) .
وهنا نعلم أن الطريق مخيف طويل مظلم والخطوات تترقب بخوف ( المسير / توحشه ) ويؤكد على الوحدة ( لا مجيب ولا منادي ) .
ولكن جبروت الكاتب هنا يكتشف هذا الغموض وينبه الليل بالتوقف عن التمادي ( لا تكيل ) فالنتيجة معروفة لديه مسبقاً ووجدها كثير ( ولا حقق مرادي ) وقد طال انتظاره للحلم وفي كل مرة لا يجد سوى :

إنتظرت إنه يسوق السحر للبحـر وضفافـه
قبل لا يحكي عن أحلامي وقصـة سندبـادي
قبل يهديني قصيد وباقـي أحـلام وخرافـه
وألف ليله كل ما أقرى جمرها تلهب زنـادي


هنا كانت الرمزية أقوى من ذي قبل وحينا كان اللقاء عزيز كنّا عنه الشاعر بـ ( السحر ) وكان قلب الشاعر مجتهد فكنّا عنه بـ ( سندباد ) ولشدة بعد الغاية كان الناتج ( قصيد / أحلام / خرافه ) وكانت الليالي كالجمر يقرأ الشاعر دقائقها وثوانيها ولحظاتها وتزداد مشاعره حرارةً واشتياق .

ولو طرحنا سؤال : لماذا كل هذا الحرمان والبعد هل هي قسوة المعشوق ؟

لندع القصيدة تجاوب :

قبل يرسم ضحكةٍ صفـرا ويملاهـا كلافـه
تنتهي لحظـة بدايتهـا وتسكتهـا المبـادي

هنا نعلم أن السبب أكبر من جفاء المحبوب وبعده السبب ( المبادي / المعتقاد / العادات ) وهنا تكون الأمور أكثر تعقيدا ونتيّقن أن :
مادعا الشاعر لنظم الشعر حلم وهـم تافـه
كل ماذكر شي يزعج وحدتي يغري مـدادي

قد يتفاجأ البعض من إيرادي للبيت الأول ولكن هذا هو التفسير ( للسواد الخارج ) و ( الوحشة ) و ( صمت المجيب والمنادي ) وهنا نعلم لماذا ( نبه الشاعر الليل بالتوقف )

لننظر كيف عاد بنا هذا البيت ليفسر الكثير من الغموض .

وبعدها يأتي الشاعر ليختم لنا بما آل إليه من حال فالعمر هو عمر الزهور ( زيزفون العمر ) الشباب الذي أصبح يقطفه ليطويه على ما فات من عمر ذابل لم يحقق هدفه وغايته .

ويتركنا أخيراً ويعلن لنا أن القادم مجهول فأمّا أن يكون صحوة وتمرد وفرح :

بعدها من يضمن إن الملـح مايعلـن زفافـه
للكهوف اللي وعدها الليل بآحـلام الرقـادي

وإمّا أن يكون خسارة معركة ومسيرة طويلة لم تقطع :

بعدها من يضمن إن الشاعر اللي سل قافـه
مايموت بمعركة حرفه ويصبح شـي عـادي


ونحن نعلم أن القادم لن يكون إلا بجمال المتقدم

من القصيدة :
1- الترابط بين الألفاظ والمدلولات كان واضح وظاهر وكنا نتتبع الخطوات بثبات .
2- كان النص يمثل كتلة واحدة يصعب تجزيئها فنجد أنّا نعود ببيت متأخر لنكتشف أحد أسرار بيت متقدم .
3- الرمزية التي أعتمدها الشاعر في النص لم تكن جزئية بكل كانت عامة


أخيراً :

دام الشاعر بصحة وسعادة

وعذراً على الإطالة


للذهاب للقصيدة


http://hothle.com/vb/showthread.php?t=8132

[/align]






رد مع اقتباس