حتى لا نقع ضحية تشابه الأسماء بين مسعود بن هاني وهاني بن مسعود
وقال ردا على ابن العم ابو سعيد
ابن العم العزيز / ابو سعيد
حبّا وكرامة
وما أتمنّاه من أخي الحبيب ألاّ ينزعج من رفضنا لبعض مرويّات شيوخنا وكبارنا ( ونؤكّد على قولنا بعض روايات شيوخنا وكبارنا ) فمنهج التحقيق يقتضي التمحيص وعدم القبول بالمتناقضات وهذا الرفض لا ننفرد وحدنا به بل هذا حال الباحثين الجادّين المحقّقين من ابناء القبائل العربية وفيما يلي بعض الأمثلة :
1ــ قبيلة الترابين
الترابين قبيلة من البقوم هذا هو المحفوظ عندهم كما يعلمه الجميع ورغم هذا فقد نقل العارف عن ترابين فلسطين ما نصّه بالحرف : " الراي الشائع بين الترابين أنّ جدّهم يدعى عطيّة وهو من الحجاز ومن قريش وقد كانت منازله في تربة " ( تاريخ بئر السبع وقبائلها ، ص 77 )
قلت : ما ورد صحيح باستثناء القول أن عطيّة من قريش فالترابين يحفظون أنّه من البقوم فهل يقبل أن يقول أحد ترابين فلسطين : ما رواه كبارنا أنّنا من قريش !!! ولوحدث تنازع بين فريقين يقول أحدهما : الترابين من قريش ويقول الآخر : بل الترابين من البقوم فإنّه لا بدّ من الترجيح فإذا ما بحثنا فيمن هم سكّان تربة لوجدناهم البقوم وعندها سيبطل القول الأوّل وبالطبع من غير المعقول أن يقول البعض : إذن فما روي أنّ الترابين من قريش كذب كذبه الشيوخ !!! بل نقول أخطأوا لأنّ الطرف الآخر سيقول : وما نحفظه بأنّ الترابين من البقوم ترونه كذب كذبه شيوخنا !!! فهذا ليس حوارا يسعى أصحابه للوصول إلى الحقيقة بل سيكون مناكفة وتعصّب للأهواء
2ــ قبيلة التياها
التياها قبيلة من بني هلال هذا هو المحفوظ عندهم وهو ما دوّنه بعض الرحّالة منذ عام 1845 م ثمّ نقله نعوم شقير عن تياهة سيناء عام 1906 م ورغم هذا فقد نقل العارف عن تياهة فلسطين ما نصّه بالحرف : " حدثني الشيخ سلامة أبو شنّار من مشايخ التياها الطاعنين في السن أنّ جدّ التياها يدعى سالم التيهي وهو من الخزرج وأنّ هذا كان قائدا لإحدى السرايا التي استعرضها النبي صلّى الله عليه وسلّم عندما انخرط أبو سفيان في لواء الإسلام " ( تاريخ بئر اتلسبع وقبائلها ، ص 104 ) فهل يقبل أن يقول أحد تياهة فلسطين : ما رواه كبارنا أنّنا من الخزرج !!! ولوحدث تنازع بين فريقيم يقول أحدهما : التياها من الخزرج ويقول الآخر : بل التياها من بني هلال فإنّه لا بدّ من الترجيح فإذا ما بحثنا في الروايات القديمة المدّونة عن التياها وجدناهم ينتسبون إلى بني هلال كما سجّله جورج أوغست فالن عام 1845 م وعندها سيبطل القول الأوّل فلا اجتهاد في موضع النصّ وبالطبع من غير المعقول أن يقول البعض : إذن فما روي أنّ التياها من الجزرج كذب كذبه الشيوخ !!! بل نقول أخطأوا لأنّ الطرف الآخر سيقول : وما نحفظه بأنّ التياها من بني هلال ترونه كذب كذبه شيوخنا !!! فهذا ليس حوارا يسعى أصحابه للوصول إلى الحقيقة بل سيكون مناكفة وتعصّب للأهواء
والأمثلة كثيرة
ولنعد لقبيلتنا العزيزة ولنتأمّل الدعاوى الموجودة عن نسبها حيث سنجد ما يلي :
1ــ يقول الأمراء المساعيد في فلسطين أن المساعيد من ذريّة الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما
2ــ يقول المساعيد في مصر أنّ جد القبيلة هو هاني بن مسعود الشيباني
3ــ يقول الأحيوات في مصر والأردن وكذلك المساعيد في الحجاز أنّ جدّ القبيلة هو مسعود بن هاني
4ــ يقول بعض رواة المساعيد أنّ جد القبيلة هو عبد الله بن مسعود الهذلي ويقول آخرون أنّ المساعيد من هذيل
وترجيح قول على آخر يحتاج إلى دليل ... أليس كذلك ؟؟؟
لنعد لما يرويه المساعيد عن ديارهم القديمة حيث سنجد أنّهم متّفقون على أن المساعيد قبيلة حجازية جاءت من جنوبيّ بلاد مكّة المكرّمة التي كانت تعرف اصطلاحا باليمن ومن معالم ديارهم القديمة وادي الليث ويقول الرواة من قبيلة المساعيد في الحجاز وكذلك الرواة من قبيلة الأحيوات أنّ فريقا من المساعيد ظلّ في بلادهم القديمة
قلت : هذا الاتّفاق يهدم القول بالشيبانية من أساسه ... لماذا ؟؟؟ لأنّ بني شيبان من سكّان العراق ولم يكونوا يوما في جنوبيّ بلاد الحجاز كما ذكره المؤرّخون وعلماء البلدانيات ومن زعم لهم وجودا في بلاد الحجاز فعليه بالدليل والبرهان وهيهات هيهات هيهات !!!
وأمر آخر أن ّ القول بأنّ مسعود بن هاني هو جد القبيلة أصحّ من القول الآخر بأنّ هاني بن مسعود هو جدّ القبيلة والدليل أنّ ما سجلّه نعو شقير ونقله عن قبيلة المساعيد في سيناء عام 1906 م أنّ جدّ القبيلة هو مسعود بن هاني ، وهذا يعني أنّ لا يصحّ التمسّك برواية بعض شيوخ القبيلة على حساب التحقيق العلمي وإن ترك الأمر على ما يهواه البعض تعصّبا للراي والهوى فإنّ لمساعيد فلسطين أن يقولا : بل المساعيد من آل البيت وهكذا سيكون حال أصحاب اروايات الأخرى وهذا ما يجوز القبول به
|