مشاركة: ++++++++++عهد الوفاء ++++++++++
٭ متى تأسس الحرس الوطني؟
- تأسس عام 1382 هجرية، وهو إرث لعصر الجهاد والتوحيد المنبعثين من خصائص العقيدة، فهو قبس من تاريخ المملكة، ولم يمض وقت كبير حتى أصبح للحرس الوطني صيغة عصرية جديدة تتناسب مع المرحلة التي عاشتها المملكة وتولى مقاليده في عام 1382ه الملك عبدالله بمرسوم ملكي وكان الانطلاقة الكبرى لذلك الجهاز حيث طوره في جميع المجالات التدريبية والتسليحية والخدماتية، وقد أشرنا إلى أن مؤسس هذا الصرح هو من تولى تربية قائدنا اليوم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز فكان لتربيته الأثر البارز في حياته، حيث تولاه بالتربية والرعاية وهو يخطو خطواته الأولى وعمّق في نفسه جذور الفطرة وصفات النبل والفروسية ونمّى فيه طبيعة العمل والفاعلية، حيث الفروسية هي الأخلاق والشجاعة والكرم والنبل والحنكة والتسامح، وهذه كلها متوفرة في أخلاق الملك عبدالله بن عبدالعزيز.
٭ القرارات المصيرية التي اتخذها ويتخذها الملك عبدالله هل كانت نتاجاً لهذه الخصال المكتسبة؟
- لو تأملنا حياة هذا البطل لوجدنا أن هذه الصفات قد تمثلت فيما يتخذه من القرارات والتوجهات ومنذ تولي مسؤولية ولاية العهد ونيابة مجلس الوزراء أسهم بجهود في بناء النهضة الشاملة وأثرى حركة الفكر والثقافة كما قام حفظه الله بدور ريادي على الصعد العربية والإسلامية والعالمية، وله دور بارز في مسؤوليات التنمية من خلال زياراته ولقاءاته العديدة في المؤتمرات الإقليمية والدولية بصفته الرسمية أو نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله، ونستطيع القول بدون تحفظ إن أهم خصائص الملك عبدالله المتصلة بزعامته هي الحضور والشجاعة وتقديم الحلول والمبادرات النموذجية لحل المشكلات سواء في الإطار العربي أو الإسلامي، فهو بحق رجل المرحلة في بلادنا وحامل راية الإصلاح، نصير الحوار الهادئ وهو صاحب أكثر المبادرات العربية والعالمية فيما نعلم، ولعل من أهم التوفيقات التي صحبته منذ أول يوم تولى فيه قيادة المملكة هو اختياره لأخيه الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولياً للعهد الرجل الضليع في شؤون الحكم منذ نعومة أظفاره فكان اختياره متوافقاً ومتناغماً مع مشاعر المواطنين الذين يكنون له بالغ المحبة والتقدير وفقهم الله وسدد خطاهم إلى كل خير.
٭ في المرحلة التي سبقت تعيين الملك عبدالله في مناصب رسمية ما هو الدور الذي كان يؤديه وكذلك إخوته الأمراء؟
- آل سعود سلسون في الحكم وليس لديهم أنانية ولا يمكن القول أنه إذا تولى أحدهم الحكم يصبح الآخرون معطلين.. قد تقول أن الملك عبدالله لم يتول المسؤولية الرسمية إلا في عام 1382ه هذا لا يعني أنه كان معطلاً حتى في حياة والده كان من ضمن المهام التي توكل إليه في ذلك الوقت القيام برحلات إلى دول العالم والناس مقطوعون في هذا البلد وليس هنا أجهزة اتصالات أو معلومات فكان الملك عبدالعزيز من قدرته العظيمة القيادية يبعث بأبنائه إلى أوروبا وإلى البلاد العربية يذهبون إلى هناك للمقابلة والاختلاط بالزعماء والقياديين والاستماع إليهم وتبادل الأفكار معهم فهم رُسل والدهم وفي مهمات لكن ليس لها مسميات رسمية، فالملك عبدالعزيز لم يعيّن في حياته سوى أولاده الكبار ابنه الملك سعود رحمه الله ولي عهده، ونائبه في الحجاز الملك فيصل رحمه الله هؤلاء من يعملون مساعدين للملك أما البقية فهم أعوان لهم دور لكن هذا الدور ضمن مسؤوليات الملك عبدالعزيز الشخصية.. قل أو ندر تكليف أحد بمناسب سوى تكليف الأمير ناصر رحمه الله والأمير سلطان بإمارة الرياض لأن الرياض فيها بادية وحاضرة لكن أغلب أبناؤه ومنهم الملك فهد رحمه الله الذي كان من مسؤولياته حل المشاكل بين القبائل والأسر والعوائل هذه مهمات ولكن ليس له مكتب في ذلك الوقت، فآل سعود حكمهم تضامني وجميعهم يعملون تحت قيادة رجل واحد وبنفس واحد ولهذا الحكم عندما انتقل إلى الملك عبدالله انتقل انتقالاً سلساً ودون أن تكون هناك عوائق، «مات الملك.. عاش الملك» .. وهكذا انتقل الحكم من الملك خالد إلى الملك فهد وبنفس الأسلوب بدون رتوش وبدون خلاف وبدون نزاع وبدون تأجيل في يومه والولاية تنتقل بسهولة ليست موجودة في البلدان الأخرى فحتى البلدان التي تدعي ديمقراطية إذا مات رئيس الوزراء بقوا مدة للبحث عن البديل عكس السلاسة الموجودة بالمملكة لأن هنا ثوابت دائمة.
٭ كيف ترى الإصلاح في عهد الملك عبدالله.. وهل كان موجوداً في السابق؟
- موضوع الإصلاح ليس جديداً نفس حكم آل سعود يعد إصلاحاً بذاته فعندما حكموا هذه البلاد كان ذلك عملية إصلاح من عقائد الناس أولاً.. كانت في نجد تتفشى عقائد ماهو متفش في البلدان الإسلامية الأخرى من أوثان وبناء على القبور وعقائد شبهية وخرافات وبدع .. وموضوع الإصلاح في عهد الملك عبدالله منطلق من معتقداته وحبه ورغبته وتمسكه بعقيدته فالإصلاح عنده أمر ضروري للتطوير والحياة وكذلك الحوار الهادف حيث يكره العنف ويكره الإكراه، ولكن يرى في الحوار الهادئ أن يحقق ما تصبو إليه الأمة ويصبو إليه الناس وقد تميز في هذا وأثمرت رسالته الإصلاحية وهي من أوائل الخير القادم بمشيئة الله..
وختاماً أود أن أكرر أن الإصلاح بدأ منذ بداية حكم آل سعود في هذه البلاد واستمرت مسيرة الإصلاح طوال المرحلة الماضية فهم مصلحون ومجددون وهذا يلمسه الجميع منذ تولي الملك عبدالعزيز مقاليد الحكم وحتى يومنا هذا.
صورة ضوئية لقصاصة من جريدة البلاد التي نشرت كلمة أهالي الرياض خلال مبايعتهم للملك سعود رحمه الله والتي ألقاها عبدالرحمن الرويشد
٭ عفا الملك عبدالله عن المتربصين به وكان له دور كبير في دعم الاقتصاد السعودي بآرائه وقراراته وشهد له الجميع بانسانيته فهل حدثتنا عن تلك المواقف والخصال؟
- إنه لمما يثلج الصدر ويفرح النفس أن يستهل هذا الرجل العظيم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز عهده بما يليق به وينسجم مع خصال الفروسية، وهو العفو مع القوة والصفح الجميل الذي يزرع في النفوس قوة الأمل والتسامح ويمنح المتردد والمذنب الفرصة للعودة إلى الصف، حيث عفا عن المتورطين في مؤامرة قذرة استهدفت حياته الشخصية عندما كان ولياً للعهد، وما ذلك إلا تجسيد حقيقي لمعاني التسامح عند المقدرة، ونموذج للقيم والأخلاق التي يبشر بها عهده الميمون إن شاء الله، يقدمها مثالاِ حسناً وسلوكاً حضارياً أحسن توقيته - حفظه الله - وأراد منها أن تكون البداية لعهده الجديد أرادها أنموذجاً لشعبه وأمته ليتمكنوا من العيش دون بغضاء أو أحقاد وأن يتماسكوا لتتجه أهدافهم نحو الأهداف الوطنية العليا بدلاً من الانخراط في القضايا الجدلية التي تفرق ولا تجمع.
وما من شك في أن هذا هدف كبير لقائد عظيم يعي جيداً نبض أمته وآمالها وطموحها .. فهو قائد لا يستطيع أحد أن يزايد على إخلاصه وتفانيه في خدمة أمته وبلاده وقضايا اخوته في العروبة والإسلام. وما عمله هذا إلا امتداد لقيادة سعودية قدمت أعظم التضحيات دفاعاً عن الحقوق والمصالح العربية، وقادت أهم المبادرات في التاريخ العربي المعاصر من أجل احتواء الخلافات وتوحيد الصف وأسهمت بما تستطيع في دعم الصمود العربي في أوقات الشدائد والمحن.
ولهذا قال صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام «إن في ذهن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز من مشاريع الخير والنماء للوطن والمواطنين ما يفرح المرء ويريح خاطره، وذلك في حديث أجرته معه صحيفة «السياسة الكويتية»، ولقد عرف خادم الحرمين الشريفين ومنذ توليه المسؤوليات الكبيرة في هذه المملكة اهتمامه بمجال الاقتصاد السعودي فقد أراده اقتصاداً نشطاً. ولذلك فعندما كان رئيساً للمجلس الاقتصادي إبان حرب تحرير الكويت وبلغه أن هناك تحويلات بالبلايين توجهت إلى خارج البلاد اعترض أن يمنع أحد من تحويل أمواله فتبين أن ذلك هو عين الحكمة ولو تم غير ذلك ومنعت التحويلات لفقد الاقتصاد السعودي الكثير من الثقة به، وعادت الأموال الهاربة ومعها مثلها مما يدل على حنكته حفظه الله وجعله الاقتصاد السعودي يعيش هذه الحيوية المنقطعة النظير، فها هو الاقتصاد السعودي رغم كل المحن يحوز ظاهرة الازدهار بحول الله.
ولقد ابتهجت الأمة كثيراً بالمكرمات المتوالية التي استهل بها خادم الحرمين الشريفين عهده فجعلها سلسلة من المكرمات والمبادرات السخية التي عم بها كل فرد والتي أخذت أبعادها تغطي آفاقاً تنموية وإنسانية تتجاوز المتطلبات إلى الأحلام وهي نقلة نوعية في مستوى معيشة المواطن ودفعة قوية في طريق الرخاء والازدهار إن شاء الله.
وكان همه منذ أن كان ولياً للعهد أن يكون دائماً للفقراء والمحتاجين النصيب الأوفر من نفقات الدولة لا سيما بعد الزيارة التفقدية التي قام بها القائد عندما كان ولياً للعهد، وتجول في أماكن عديدة من العاصمة ووقف على احتياج الفقراء وأمر على الفور أن تكون أول استراتيجية وطنية هي مكافحة الفقر، ودفع من ماله الخاص مبالغ لإقامة مشروعات تساعد الفقراء فكان ذلك الجهد الإنساني والعمل الخيري أنموذجاً يحتذى وظهر ذلك واضحاً في فوز الشريحة الأقل دخلاً بحصص لا بأس بها من فائض إيرادات العام الحالي وما قبله، ولعل هذا هو سر ميل خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز إلى البساطة في العيش .. فالمثل الأعلى عنده هو أن يعيش الإنسان بسيطاً، لا يعرف الكبر، وهكذا كان.. فقد كان لا يعرف التعالي إلى قلبه طريقاً، طاهر النفس متسام مع مكارم الأخلاق، يتعامل مع الناس جميعاً برحابة صدر، ينصت لمقابله بكل هدوء، ويوحي له بالاطمئنان، يحب احقاق الحق ودحر الباطل، وهي خصائص ذاتية أهلت هذا القائد لكي يتحمل الدور الكبير الذي يقوم به الآن.
وبأخلاقه الملكية تلك عرف باهتمامه البالغ بشؤون اخوته العرب والمسلمين وتجسد ذلك في حرصه على جمع كلمتهم ووحدة الهدف والمصير، ذلك بأنه يؤمن بأن الإسلام والعروبة المرتبطة بالإسلام هما الرابطان القويان والدعامتان الموحدتان لآمال العرب والمسلمين.
ومن أجل تفكيره هذا حاول ما أمكنه - حفظه الله - أن يقوم بالكثير من المحاولات لاحتواء الخلافات وتقريب وجهات النظر، فزار معظم الدول العربية، وهكذا فعل مع البلاد الإسلامية، كما قام بالعديد من الزيارات إلى الدول الصديقة في العالم كالولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا واسبانيا وايطاليا والكثير من الدول الآسيوية والافريقية، وعمل ما في استطاعته على تحسين علاقات بلاده مع تلك الدول.
فهو بحق رجل دولة ورجل مواقف في السياسة وفي التوجهات الرائدة.. وذلك ليس غريباً على مثله فلقد رافق منذ أن عرف الدنيا تطورات الأحداث التي مرت بها بلاده وتفاعل بفاعلية مع محيطها الإسلامي والعربي.
عاصر والده واخوته الكبار وأسهم في تحمل المسؤولية معهم منذ الصغر في قضايا الحكم والسياسة.
حفظه الله وأمد في عمره وحقق على يديه كل خير لهذا الوطن وأهله.
المصدر جريدة الرياض
|