قصة : الحوار الناجح ونتائجه 000
أبناء درع الحجاز تعالوا نشاهد ماحصل بين الشمس والرياح
حدث ذات يوم تحدٍ بين الشمس والرياح
عندما وجدا شخصاً يسير في طريقه وهو يرتدي رداءً ثقيلاً !!
.gif)
فبادرت الرياح الشمس قائلةً :
" أمهليني قليلاً لأُجبر هذا الشخص على أن ينزع عنه رداءه ! "
.gif)
قَبلت الشمس التحدي وأخذت تُتابع ما تقوم به الرياح
استجمعت الرياح كُل قوتها وهبّت بعنف على ذلك الشخص
فتشبث بردائه أكثر من قبل وجمع أطرافه بكلتا يديه ..
وكان كُلما ازداد هبوب الرياح كُلما ازداد تمسكه بذلك الرداء!
استمر الوضع على تلك الحال حتى أعلنت الرياح إستسلامها
فالأمر يسير عكس ماخططت له !!
.gif)
وهُنا ابتسمت الشمس وبدأت في تنفيذ التحدي على طريقتها
فأخذت تنشر أشعتها حول ذلك الشخص وتغمره بدفئها
رويداً رويداً حتى بدأ يشعر بالدفء والحرارة
مما أجبره على خلع ذلك الرداء الذي كان قبل قليل متشبثاً به حتى كاد يلتصق به..
فرماه بعيداً عنه واستمتع بأشعة الشمس الدافئة..
.gif)
بذلك فازت الشمس بالتحدي..
وأيقنت الرياح العاتيةأن في الدفء قوة مؤثرة قد تتفوق على قوتها العاتية *
.gif)
هذه القصة الرمزية لها أبعاد أخرى تنطبق بشكل خاص على أساليب الحوار !
فسواءً على صفحات المُنتديات أو في حياتنا العامة ..
قد تختلف وجهات النظروتتضارب الآراء ..
لذا نحتاج لاكتساب مهارات مُعينة تمكننا من القيام بحوار ناجح ..
.gif)
قد لمسنا البعض منها في القصة السابقة ومن ذلك :
أن نتيقن أن أسلحتنا من صوت عالٍ وكلمات رنانة وأسلوب قاسي
لن تُجبر الطرف الآخر في الحوار على التخلي عن رأيه
أو تُرغمه على تبني أفكارنا بل ستزيده تمسكاً بقناعاته ..
على العكس تماماً
نجد أن للحوار الهادئ والأسلوب اللطيف في عرض وجهة نظرنا أثراً كبيراً في نفوس الآخرين
وإن لم يظهر لنا ذلك أثناء الحوار فسيظهر حتماً ولو بعد حين ..
أو على الأقل سيجعلهُم يُراجعون أوراقهم ويبحثون بجدية عن حقيقة
ما سمعوه من آراء مُخالفة لهم ..
.gif)
للحوار أكثر إيجابية وأكثر تأثيراً في الطرف الأخر ..
ينبغي أن نُثني في بداية الحوار على آرائه الإيجابية من خلال ذكرها وتأييده عليها ..
ومن ثم نُعرج بطريقة ذكية على النقطة التي اختلفنا وإياه عليها ..
فالإنسان بطبيعته ينفر ممن ينظر إليه على أنه كومةً من السلبيات ..
ويستجيب بسهولة أكثر لمن يعترف بإيجابياته أولاً
لنستحضر دائماً وقبل الخوض في أي حوار أننا بشر
ووجهات نظرنا تقبل الصواب كما تقبل الخطأ ..
وهذا ينطبق على قناعات الطرف الآخر ..
إن المخيلة الطبيعية عند الأناس الناجحون غالباً ما تبدع عند الاحتكاك الحقيقي لأفرادها مع الآخرين
فأصحاب تلك المخيلة يعرفون عادة أين موقعهم في الحياة
وبذاك فهم أعرف أعرف كيف تكون البداية الناجحة لأي حوار فصفة احترام المقابل لا تعتريها أي شائبة
أما ما يمكن التنبيه منه عند بعض المتحاورين فهو التعصب اللاموضوعي لفكرة ما سبق اختمرت في أذهانهم
وبالذات حين إذا ما اعتبروا أن تنازلهم أو إعلان موافقهم لصحة الآراء عند المقابل
ومجاراتها هو نوع من التنازل أو الارتداد عما يحملوه من آراء وانطباعات
تكاد أن تكون من ثوابت آرائهم وانطباعاتهم مع أن في ذلك مغالطة كبرى
وطعن بأصوليات النقاش أو الحوار الذي ينبغي أن يوصل في العقول عند المتحاورين
مادام التعايش بين الآراء المختلفة لا يؤدي تدمير الفضيلة المطلوبة دوماً للنفوس
.gif)
وهذه بعض نتائج الحوار الناجح
1. إن الأسرة المسلمة يمكن أن تجني من الحوار منافع عظيمة وفوائد عديدة نظرا لتعدد الأراء وأختيار الأصح والأنفع.
2. بالحوار يمكن أن نغرس الإيمان بالله عز وجل، وصحبه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
3. بالحوار يمكن أن نحل خلافاتنا ونتغلب على مشكلاتنا.
4. بالحوار يمكن أن نعلم أولادنا الصدق في القول والأمانة في العمل.
5. بالحوار يمكن أن نقوم الأخطاء ونصحح المسار.
6. بالحوار يمكن أن ندعو لكل خير وننهى عن كل شر
.gif)
لذا يتوجب علينا
أن نتجنب إصدار أحكامنا على المتحاورين عند نهاية الحوار بالصواب المُطلق
أو الخطأ المُطلق ولا ينبغي بارك الله فيكم تعميم نتيجة الحوار
سواء كانت سلبية أو إيجابية على علاقتنا بالشخص الذي نتحاور معه .
فاختلاف الرأي لا يُفسد للود قضية ..
وأخيراً : ليكن شعارنا في حواراتنا أن الاحترام المُتبادل هو أساس الحوار الناجح
وانا شخصيا ((أحترم ذاتى كى يحترمنى الاخرون)) ..
ولكم مني فائق التقدير والإحترام
وتقبلوا تحيات
مشرفي المجلس العام
التوقيع |
هـــــــــــــــــذيـــــ ـــــل عـــــــزوتـــــــــــــي ونـــــــــاســــــــــــ ـي
 |
آخر تعديل ابوفهد الياسي يوم 04-08-2009 في 01:13 AM.
|