دعوة للتاخـــــي في الله
لما كانت الأخوة في الله امتزاج روح بروح و تصافح قلب مع قلب
ولما كانت صفة ممزوجه بالإيمان مقرونة بالتقوى
ولما كانت لها من الآثارالإيجابيه والروابط الإجتماعيه هذا الاعتبار
فقد جعل الله لها من الكرامة والفضل و علو المنزلة ما يدفع المسامين
إلى استشراقها و الحرص عليهاوالسير في رياضها والتنسم من عبيرها.
قال تعالى: ( وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم).
وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال: إن من عباد الله لأناسا ما هم أنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء و الشهداء بمكانتهم من الله .
فقالوا:يا رسول الله تخبرنا من هم ؟
قال: قوم تحابوا بينهم على غير أرحام بينهم ولا أموال يتعاطونها
فوالله إن وجوههم لنور وإنهم لعلى نور لا يخافون إذا خاف الناس
ولا يحزنوا إذا حزنوا
ثم قرأ : ( ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم و لا هم يحزنون).
و قال صلى الله عليه و سلم : ما تحاب اثنان في الله إلا كان أحبهما إلى الله أشدهما حبا لصاحبه
وقال أبو إدريس الخولاني لمعاذ: إني أحبك في الله
قال :أبشر ثم أبشر فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول: ( ينصب لطائفة من الناس كراسي حول العرش يوم القيامة وجوههم كالقمر ليلة البدر
يفزع الناس وهم لايفزعون ويخاف الناس وهم لايخافون وهم أولياء الله الذين لا خوف عليهم و لا هم يحزنون
فقيل من هم يا رسول الله؟
قال:هم المتحابون في الله تعالى).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال عن النبي صلى الله عليه و سلم
قال :أن رجلا زار أخا له في قرية أخرى فأرصد الله تعالى على مرصدته ملكا فلما أتى عليه
قال: أين تريد ؟
قال:أريد أخا لي في هذه القرية
فقال: هل لك عليه من نعمة تربّها عليه؟
فقال: لا غير أني أحببته في الله تعالى
فقال الملك : فإني رسول الله إليك بأن الله قد أحبك كما أحببته فيه.
اخواني في الله أبناء هذه القبيله الهذليه الابيه :
هكذا تكون الأخوة بين الدعاة هي الركن المهم في تربيتنا بعد الصلاة والتسبيح في الاسلام
ويكون فيه أدب الأخوة مترجما في تناصح وتكافل وتحابب يجمع القلوب ويعلمها التحالم
ان لم يكن الحلم عند ابطاء المقصر والشكر عند اسراع المبادر
و رأى رحمه الله من تآخي الرعيل الأول ما أقر عينه حيا و برهان وفاء محبيه من بعده
أن يكونوا دوما عند محاسن هذا الأدب وأن يفيئوا اليه عند أول انتباهة اذا أنستهم الغفلات.
نعم إنها نعمة الأخوة يجعلها عمر بن الخطاب رضي الله عنه أثمن منحة ربانية للعبد من بعد نعمة الإسلام
فيقول:ما أعطي عبد بعد الإسلام خيرا من أخ صالح فإذا رأى أحدكم ودا من أخيه فليتمسك به
و يسميها التابعي مالك بن دينار "روح الدنيا"
فيقول:لم يبق من روح الدنيا الا ثلاثة:
لــقـــاء الإخــــــــــوان
والتهــــجـــــــــــــد بالقـــــــــــرآن
وبيــت خـــــال يـــذكــــراللـه فيـــــــــه
ويصفها لهم الشاعر بصفة الذخيرة فيقول :ـ
لعمرك ما مال الفتى بذخيرة ××× ولكن اخوان الثقات الذخائر
ولهذا كثرت ياخوان توصية السلف باتقان انتقاء الأخ الصاحب لتصاب الذخيرة الحقة والروح الحقة
فكان من وصايا الحسن البصري سيد التابعين :
أن لك من خليلك نصيبا و ان لك نصيبا من ذكر من أحببت فتنقوا الاخوان والأصحاب والمجالس
وهاهم السلف قد زادوا وذهبوا أبعد فعددوا صفات الأحبة يعينوك على دقة الاختيار
أعلى صفاتهم طيبة القول
ذكرها عمر رضي الله عنه فقال:
لولا أن أسير في سبيل الله أو أضع جبيني لله في التراب أو أجالس أقواما يلتقطون طيب القول كما يلتقط طيب الثمرلأحببت أن أكون لحقت بالله
ومن صفاتهم: أن أحدهم يرفع عنك ثقل التكلف وتسقط بينك و بينه مؤنة التحفظ
وضرب لنا مثلاً : في الإمام أحمد بن حنبل في انتقائه الأصحاب
وذلك حين يقول الذي يطريه:
مضيما لأهل الحق لا يسأم البلا ويحسن في ذات الإله اذا رأى بصير بأمر الله
يسموا الى العلا
ومن صفاتهم ايضاً : بـــــــــذل النـــصــــــــح
فأحدهم اخاً : صالح يعاونك في دين الله و ينصحك في الله
اخواني أبناء درع الحجاز وعسكر البارود يجب علينا جميعاً في مجالسنا إتباع قول الله تعالى :
اللهم ارنا الحق حقاً وارزقنا إتباعه وارنا الباطل باطلاً وارزقنا إجتنابه
دعوة :اخوكم ومحبكم في الله
ابوفهد الياسي الهذلي
منقول مع التصرف للفائده