يقضي سكان منطقة القصيم هذه الأيام أغلب فترات أوقاتهم خارج المدن والمحافظات، وذلك للتمتع بلون الخضرة التي تكتسي منطقة القصيم والأجواء الربيعية التي عمت كافة المنطقة.
وأكثر ما يعيش تلك الأجواء هم كبار السن الذين هم أكثر هواة الخروج للبر، ومن محبي إشعال النار للتدفئة وتجهيز القهوة والشاي والطعام على حطب النار، متنقلين بين الصحاري والكثبان الرملية للبحث عن الفياض الخضراء للاستمتاع بالمناظر الخلابة.
نهاية فصل الشتاء (المربعانية) هي الأيام المفضلة لسكان منطقة القصيم للذهاب للبر لمعرفتهم أن نهاية هذه الفصل واعتدال الجو هو وقت ظهور العديد من أنواع الأعشاب الطبيعية في البر مثل نبات القحوان والحميض واليهق، وخاصة نبات الفقع الذي هو أفضل وأغلى النباتات البرية لما له من قيمة غذائية التي عادة تكون في داخل الصحاري والفياض الخضراء.
المعلم سليمان العلي الرباح من سكان بلدة القوارة بمنطقة القصيم، وأحد هواة البر يقول إن "هذه الأيام تعتبر من أفضل الأيام للذهاب للبر"، مشيراً إلى أنه يجد متعة وسعادة كبيرة أثناء التجول داخل الفياض الخضراء، وأضاف الرباح أن إجازة نهاية الأسبوع موزعة بين عائلته وأصدقائه، مبينا أن "الطعم الخاص عند إشعال النار بحطب الغضاء وتداول السوالف مع الأصدقاء في البر له نكهة لا يمكن أن نجدها في أي مكان آخر".
وقال نهاية فصل المربعانية هي أفضل أيام الربيع من حيث إن نبات العشب يخرج، حيث إن بعض النباتات لا تظهر إلا بعد خروج الشتاء".
وقال سليمان الملحم "تعودنا منذ الصغر على الذهاب للبر، وهذه عادة قديمة من أيام الدراسة، وفي البر عدة فوائد منها اجتماع الأصدقاء ونسيان الروتين اليومي الممل الذي نعيشه داخل المدن في البر، ومتعة التأمل في مخلوقات الله من الأشجار وبعض النباتات وبعض مخلوقات الله الصغيرة وغيرها من الفوائد".
وأضاف الملحم "في القصيم عدد من الريضان والفياض الخضراء التي لابد أن أزورها بعد هطول الأمطار مثل روضة الجرذانية وروضة صلصال، فهذه الرياض مع أي هطول مطر سريعة النبات وجميلة المناظر".
وقال الشيخ أبو سعود الشهوان (من سكان بلدة القوارة) "أبلغ من العمر ما يقارب 90 عاما، والنسبة العظمى من عمري قضيتها بالبر، فالبر أفضل مكان، وفيه الكثير من الأمور التي توسع الصدر، من أهمها اجتماع الإخوة والأصدقاء والتجول والبحث عن الفقع وتناول حليب الإبل".