كتاب الحس القصصي في أشعار الهذليين ..

كتاب الحس القصصي في أشعار الهذليين
للدكتور عبد الناصر محمد سعيد

الطبعة الأولى عام 1408ه

لأول مرة على الشبكة العنكبوتية ...

سحب على الماسح الضوئي خصيصا لمجالس قبيلة هذيل..

ولا أنسى اخي العزيز الفارس حزين الطلعة " ابو خالد " لإهدائي نسخه مصوره من هذا الكتاب..

من مقدمة الكتاب..

ظل هذا العنوان ( الحس القصصي في أشعار الهذليين) يطاردني لسنوات عديدة ،وأصرف الذهن عنه ، ويلج في المطاردة كلما قرأت شعرأ للهذليين، يرثى فيه الشاعر، أو يبكي ويتغزل في محبوبته ، أو يشكو الهجر ويبث الشوق ، أة يبكي غائبا، ومع ذلك ، ومع خصوصية هذه الموضوعات ، يعرج الشاعر على قصة من القصص لحمار أو ثور أو إنسان ، أو ما شابه ذلك، يعطي له سمات معينة من العزة والمنعة أو التخبط والضياع ، يقاوم عدواً له سمات معينة أيضا، وتطول هذه المقاومة لتنتهي الحياة كما يريدها الشاعر ، أو كما يريدها الموضوع الذي يتناوله.
ومن هنا أقبلت على الموضوع بعد أن تراكمت عندي عدة ظواهر تستحق الدراسة ، وكنت أحسب أن القصة الشعرية غير موجودة ، أو أنني سألقي كثيراً من العنت والمشقة حتى أرسم صورة للقصة الشعرية عند الهذليين.
فوجود القصة عموما في أدبنا العربي الجاهلي والإسلاميلا تحظى بالتأييد والموافقه ، أو تحظى بذلك مع قليل من الحماس وكثير من الفتور ، ولكني وجدت جل الكتاب الذين كتبوا عن الشعراء الصعاليك قد تحدثوا عن هذه الظاهرة وخصوا صعاليك هذيل ، بل شعراء هذيل عامة، وليس الصعاليك منها فقط.
تعرض لذلك الدكتور / يوسف خليف في كتابه "الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي " تحت عنوان " القصصية" مشيراً إلى أن شعر الصعاليك في مجموعة شعر قصصي يسجل فيه الشاعر الصعلوك كل ما يدور في حياته الحافلة بالحوادث المثيرة التي تصلح مادة طيبة للفن القصصي ، ثم أشار إلى أن هذه الظاهرة تتجاوز دائرة الصعلكة إلى شعر هذيل.
و قد تعرض الدكتور عبدالحليم حفنى في كتابه"شعر الصعاليك" منهجه وخصائصه " مؤكداً على أن اللذين أسسوا القصة في شعرنا العربي ووصلوا بها إلى مستوى القصة الكاملة وإنما هم الصعاليك . وأنا الظاهرة ليست خاصة بالصعاليك وإنما تتعداهم إلى غيرهم من شعراء هذيل . ولم يكتف الدكتور/ عبدالحليم حفني برصد هذه الظاهرة في شعر الهذليين ، ولكنه أشار إلى وجود معالم القصة من وصف حوار وتحليل نفسي، وهو أدل على تأصل الاتجاه القصصي في شعرهم لأن الشاعر فيه متعمد خلق الموضوع.
وأما وجود العناصر القصصية في القصة الجاهلية فقد بسق هذا البحث بدراسات في هذ المجال. منها على سبيل المثال: دراسة الدكتور علي عبدالحليم محمود . تحت عنوان "القصة العربية في العصر الجاهلي" والتي أكد فيها على أن ما تعارف عليه النقاد من خصائص تطبع كل قصة بطابعها ، ويتحتم وجودها في كل عمل قصصي ، موجود في القصة الجاهلية من حدث وسرد وبناء وشخصية وزمان ومكان وفكرة.
زمنها أيضا تلك الدراسة التي قامت بها الدكتورة / مي يوسف خليف تحت عنوان: العناصر القصصية في الشعر الجاهلي ، ودراستها الثانية في هذا المجال تحت عنوان "بطولة الشاعر الجاهلي وأثرها في الأداء القصصي".
ومن هنا كانت دراستي لأشعار الهذليين ، محاولاً تلمس القصة ووجودها في أشعارهم ، وتجلية العناصر القصصية فيها.
وقد بدأت بما بدأ به ديوان الهذليين ، بدأت بأشعر شعراء هذيل غير مدافع ــ بدأت بأبي ذؤيب الهذلي .

للتصفح من


[hide]هنا[/hide]
لتحميل الكتاب اضغط بالزر الايمن ثم حفظ الهدف بإسم..

ودمتم سالمين..