مَن مَكْتَبَتِي الْصَّغِيْرَه ....(1)
الْسَّلَام عَلَيْكُم وَرَحِمَه الْلَّه وَبَرَكَاتُه
الْحَمْد لِلْه وَحْدَه وَالْصَّلاة وَالْسَّلام عَلَى مَن لَانَبِي بَعْدَه ...كَمَا هُو وَاضِح مِن الْعُنْوَان
إِلَيْكُم هَذِه الْسُّطُوْر مَن مَكْتَبَتِي الْصَّغِيْرَه .. عَلِّمْنِى الْلَّه وَايّاكُم مَا يَنْفَعُنَا وَنَفَعَنَا بِمَا عَلِمْنَا وَزَادَنَا عِلْما...
الْفَرْق بَيْن الموَجَدِه وَالْحِقْد ؟؟
..ان الموَجَدِه الْاحْسَاس بِالْمُؤْلِم وَالْعِلْم بِه وَتُحَرِّك الْنَفَس فِي رَفْعِه فَهُو كَمَال
وَامَّا الْحِقْد فَهُو إِضْمَار الْشَّر وَتَوَقُّعُه فِيْمَن وُجِدَت عَلَيْه فَلَايَزَال الْقَلْب أَثَرِه
وَفَرَّق اخِر: وَهُو أَن الموَجَدِه تُوَقِّع وُجُوْد مَايَنَالُه مِن مُقَابِلَه ,فَالموَجَدِه سَرِيْعَه الْزَّوَال وَالْحِقْد بَطِيْء الْزَّوَال وَالْحِقْد يَجِي مَع ضِيْق الْقَلْب وَاسْتِيْلَاء ظُلْمِه الْنَّفْس زْدْخانُهَا عَلَيْه بِخِلَاف الموَجَدِه فأنُهَا تَكُوْن مَع قُوَّه وَصَلَابَتِه وّقُوة نُوْرِه وَاحُسَاسَه ..
الْفَرْق بَيْن الاحْتِزَّازوَسُوْء الْظَّن ؟؟
أَن الِاحْتِرَاز بِمَنْزِلِه رَجُل قَد خَرَج بِمَالِه وَمَرْكُوْبُه مُسَافِرَا فَهُو يُحْتَرَز بِجُهْدِه مِن كُل قَاطِع لِلْطَّرِيق , وَكُل مَكَان يُتَوَقَّع مِنْه الْشَّر وَكَذَالِك يَكُوْن مَع أَلتَّاهِب وَالاسْتِعْدَاد وَأَخَذ الاسْبَاب الَّتِي بِهَا يَنْجُو مِن الْمَكْرُوْه ,فَالمُحْتَرّز كَالْمُتّسَلّح الْمُتَطَوِّع الَّذِي قَد تَأَهَّب لِلِقَاء عَدُوِّه وَاعَد لَه عُدَّتَه , فَهِمَه فِي تُهَيِّئُه اسْبَاب الْنَّجَاه , وَمُحَارِبِه عَدُوِّه قَد أَشْغَلْتُه عَن سُوَء الظَّن بِه وَكُلّمَا سَاء الظَّن بِه أَخَذ فِي أَنْوَاع الْعَدَّه وَالْتَّأَهُّب .
وَأَمَّا سُوَء الْظَّن فَهُو امْتِلَاء قَلْبِه بِالْظُّنُوْن الْسِيِّئَه بِالْنَّاس حَتَّى يَطْفَح عَلَى لِسَانِه وَجَوَارِحَه فَهُم مَعَه أَبْدَا فِي الْهَمْز وَالْلَّمْز وَالْطَّعْن وَالْعَيْب وَالْبُغْض . يُبْغِضُهُم وَيُبْغُضُونَه يَلْعَنُهُم وَيَلْعَنُوْنَه وَيَحذرَرِهُم وَيُحَذِّرُوْن مِنْه فَأَلاوّل يُخَالِطُهُم وَيُحْتَرَز مِنْهُم وَالْثَّانِي يَتَجْنْبِهُم وَيَلْحَقَه أَذاهُم , وَالْاوَّل دَاخِل فِيْهِم بِالنصيحِه وَالْاحْسَان مَع الِاحْتِرَاز , وَالْثَّانِي خَارِج مِنْهُم مَع الْغِش وَالْدَّغَل وَالْبُغْض
..
كتَاب الْرُّوْح **لِابْن قَيِّم الْـْجوزِية
تَح ـيَاتِي
آخر تعديل فـتى هذيل يوم 11-02-2010 في 09:56 PM.
|