كسـرة خبز بدرجه .. والغيبه بريـال ..!!!
هي مدرسة تموج بطالباتها كالبحر المتلاطم من مختلف المناطق والجنسيات...وحين يدق الجرس معلنا بدء
الفسحة ينحدرن الطالبات مسرعات لتناول إفطارهن ومن ثم العودة للفصول تاركين ساحة المدرسة تئن
وتشتكي مما تناثر على سطحها من بقايا الخبز والأطعمة تدوسها الأقدام وتزدريها الأعين متناسين كم من
أفواه جائعة تحلم بكسرة خبز... وتمضي الأيام على هذا الحال المؤلم إلى أن تتحرك نخوة المعتصم في نفس
معلمة مباركة تجاه امتهان تلك النعمة فأعلنت حالة استنفار لدى الطالبات لكل من ترفع الخبز وبقايا الطعام
درجات ورصدت الجوائز لهن ورغبتهن في جزيل ثواب الله وقامت بشراء سلال ذات لون مختلف وكتبت عليها
(سلة حفظ النعمة) واشتعل الحماس في نفوس البراعم الناشئة رغبة ورهبة وامتلأت السلال بالخبز وتبرعت
إحدى المعلمات أن تنقل الخيز لصاحب أغنام فرح بها فرحا بالغا ...واستمر الحال على هذا المنوال الحسن
لنرى أن نعمة الله أصبحت بعيدا عن الإمتهان .. وبالمقابل وفي غرفة المعلمات كان هناك اتفاق على محاربة
وضع أرق الكثيرات وهو مايدور بينهن من أحاديث قد يكون غيبة لمديرة أو طالبات المدرسة أو الزميلات مما
تفيض به النفوس فقرروا وضع صندوق كل واحدة تغتاب أحدا تضع به مبلغ صغير من المال لعله يكون رادعا لها
ثم تجمع الأموال وتوضع فيما يعود بالنفع على الطالبات .... وهكذا اختفت الغيبة والنميمة من مجنمعهن بفضل
الله ثم بإحساسهن بوجوب حفظ أعمالهن وأوقاتهن ....
هذه خلاصة تجربة ناجحة.... فلنكن مباركين كالغيث أينما حل نفع وليكن همنا في أي مكان وجدنا فيه أن
نتلمس العوار لنصلحه أو على الأقل لا نشارك فيه ..ولنكن قدوة لغيرنا وخاصة من يعمل في مجال التعليم حيث أن
المعلم هو محط أنظار الجميع منه يستقون تصرفاتهم فهو مثلهم الأعلى....وماأعظم شعور الفرد حين يكون عمله لله وما أكبر الفرحة بالغنيمة والثواب
" قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون "
|