بقلم : د.
أحمد إبراهيم الفقيه
* يتغذي الحب بموارد كثيرة من أهمها الخيال, فحب لا يدعمه
رصيد كبير من الخيال
محكوم عليه بالسكتة القلبية.


* يأتي الحب كهبة إلهية, يهبط علي صاحبه بمثل ما تهبط مائدة
من السماء, وهذا هو حب المحظوظين الذين لا يبذلون جهدا في
الحصول علي الحب, ولكنه ايضا يأتي بالعمل المضني والجهد
والمعاناة, فيكتسبه صاحبه اكتسابا, وينتزعه من أعماق الأفق
انتزاعا دون ان يكون هبة ولا منحة.

* ليس سهلا أن تعثر بسهولة علي الحب الذي حلمت به,
ولكن الأمر الأكثر صعوبة ومشقة هو أن تتمكن من أن تحافظ عليه.

* ليس في الحب رابح أو خاسر فإما يربح العاشقان معا أو يخسران معا.

* الحب في حالة أهل التصوف, هو الحلول, وفي حالات أخري
نادرة هو التوحد مع المحبوب والاندماج فيه, كما عبر عنه الشاعر
من أنت أنت ومن أنا اثنان أم احد هنا؟

* أما في حالات الحب ذات الشيوع والانتشار, التي تحدث بين
العاديين من النساء والرجال, فإن الحب هو انتفاء المسافات بين
كياني المحب والمحبوب, دون ان يذوب أحدهما في الآخر.

* تربط القصص الرومانسية الحب بالعزلة والبعد عن البشر في
جزيرة أو غابة او شاطيء مهجور او برج فوق قمة الجبل, لضمان
الاستمرار لهذا الحب قويا جياشا بعيدا عن بقية البشر, لانها
تفترض وجود عنصر شرير لدي هؤلاء البشر يؤدي الحب ويسعي للقضاء عليه.

* المحب يفيض بحبه علي العالم, ولذلك نجد الفتي العاشق
في الأفلام الرومانسية يعانق الأشجار ويحتضن أعمدة الكهرباء
ويغني لاحجار الطريق فرحا وغبطة, وهنا يصبح الحب ملح
الأرض واكسير الحياة والوجود, بينما يفعل الحقد العكس,
عندما يفيض الحاقد بحقده علي العالم ويدمر نفسه
ويدمر الآخرين, كما نري في كثير من الانتحاريين هذه الأيام,
الذين يقيمون إقامة دائمة في نشرات الأخبار ويفجرون
أجسادهم في المقاهي والفنادق والأسواق الشعبية يزرعون الموت والدمار بين الناس.
* القلب المفعم حبا تراه مضيئا مثل نور الشمس,
والقلب الذي خلا من الحب تراه مظلما مثل غلس الظلام.
* الحب أعمي عن قبح الحياة, فهو لا يري إلا كل شيء جميل.،
اقترب من الحب برفق, وتحدث اليه باسما هامسا, ولا تحتد في
الانفعال في حضوره قولا أو فعلا, لأنه ناعم كأوراق الورد, مهما
بدا امامك كبيرا قويا عتيا.

* الحب يظهر في النفس أجمل وأنبل ما فيها, بينما تظهر
مشاعر النقمة والغيرة والحقد أبشع ما في نفس الانسان.
* الحب لا يعرف الحسابات, وما أكثر العشاق الذين ألقوا
بأنفسهم, عن رضا وطواعية, الي التهلكة, من أجل من يحبون.
* هل الحب نعمة ينعم بها الانسان في مرحلة الشباب
فقط, أم هو دوحة تفيء بظلالها علي أعمار اكثر تقدما؟
هذا يحدث احيانا بالتأكيد, ولكن الحب باعتباره ربيع الحياة,
فلابد, بالضرورة, ان يلتقي باستمرار, مع ربيع العمر اكثر من
التقائه بفصول العمر الأخري.
* يوجد في العالم أناس يملكون كل أسباب العيش اللذيذ
السعيد, وآخرون لا يملكون شيئا من هذه الأسباب, والانتقال
من معسكر التعساء المعدمين الي معسكر الحياة اللذيذة,
دائما شديد الصعوبة, إلا في حالة واحدة, هي حالة الدخول
في الحب, لان من يملك حبا يكون قد وضع في يده مفاتيح
السعادة ووصل الي منابع الفرح والهناء.
* للحب أعداء كثيرون, يسعدهم مطاردة الحب والمحبين,
وهم أولئك الذين تسميهم الأغاني العواذل, وهؤلاء هم
الأعداء الخارجيون, الذين لا يفلحون دائما في تحطيم الحب
كما يفعل الاعداء الداخليون, اي الموجات السالبة الموجودة
في قلوب المحبين انفسهم, وأخطر هذه الموجات السالبة التي
تقتل الحب, الغيرة.
* نعم, هناك قصص حب تصل إلي نهايتها, بعد أن تكون قد استنفدت
أغراضها وأعطت أصحابها قسطا وافرا من السعادة, مشكلة بعض
الناس أنهم لا يغادرون محطة هذا الحب بعد أن يغادرهم, ويظلون
جلوسا حول رماده, يخدعون انفسهم وينتظرون الحصول علي الدفء
من هذا الرماد, بدل الانتقال الي مواقع اخري في الحياة تعد بانوار
جديدة ودفء حقيقي.
* يقول جلال الدين الرومي لا سبيل لملامسة السماء إلا بقلوبنا,
لأن هذا الشاعر الصوفي الجليل يعرف ان للقلب امكانيات
لا يحلم بالوصول اليها أي عضو آخر من أعضاء الإنسان أو ملكة
من ملكاته بما في ذلك العقل.

* بالحب وحده نتملك العالم, وننتصر علي عوامل القهر والإحباط فيه.