َعجَباً لِهذا القلب
السلام عليكم ورحمة الله....
[poem=font="Arial,4,,bold,normal" bkcolor="" bkimage="" border="none,1," type=1 line=0 align=center use=ex num="0,"]
عَجَباً لِهذا القلب ماأقساهُ=لاتعجبوا فالرانُ قد غطاهُ
قلبٌ يُشَبهُ في القساوةِ بالحصى=وبذكرِ موتٍ يستردُ شِفاهُ
للقبرِ قد أُمِر الفتى بزيارةٍ=كَيْ ماتجولَ بفكرِهِ أُخْراهُ
لكننا في غفلةٍ مِن أَمرِنا=لمْ نتعِظ والذنبُ قارفناهُ
كَمْ مرةٍ زُرنا القبورَ بضحْوَةٍ=وعشيةٍ ولكم أخٍ ننعاهُ
نلجُ القبورَ نخوضُ في دارِ الفنا=فالمرءُ دَوْماً همُهُ دُنياهُ
لَكَأننا في مأْمنٍ مِنْ ربَنا=وكأَن غُفْراناً لنا أَعطاهُ
دَاوِمْ على ذكرِ المماتِ فإنهُ=للقلبِ أعظمُ واعظٍ وكفاهُ
أتريدُ أن تحيا حياةَ بهيمةٍ؟=كالبهمِ يمشس همُهُ مَرْعاهُ
وإذا أمرتُكَ بالمتابِ أجبتني:=اللهُ لم يُنزِلْ علي هُداهُ
أوَ ما أَبانَ لك الطريقَ كليهما=خيراً وشراً حيثُ لا أشباهُ
فالخيرُ قد أمرَ الإلهُ بفعِلهِ=وأَحبهُ والشرُ لا يرضاهُ
هل أنتَ مجبرُ للشرورِ بفعلها؟=مَنْ ذا يردُك إنْ أردتَ رِضاهُ
لكنّهُ الشيطانُ سوَلَ قَولَةً=فأطعتَهُ في كُلَ ما ألقاهُ
ألقى إليكَ مقولةً مسمومةً=فقبلتَها ومشيتَ خلفَ خطاهُ
حتى شَرُفْتَ بأنْ ضُمِمتَ لحزبِهِ=فمرادُهُ قدْ نالَهُ ومُناهُ
فإذا قُبِرْتَ أتيتَ تطلبُ رجعةً=رباَهُ عوْداً للدُّنا رَّباهُ
فيقولُ:كلا لَنْ تعودَ لجِيفةٍ=قدْ كنتَ تعصي والهدى تأبَاهُ
والقبرُ فيهِ من الأمورِ عظائمٌ=وسؤالُهُ عَنْ كُلِّ ما أمضاهُ
إن كانَ مِنْ أهلِ التُّقى وأجابَهُ=يُفْسِحْ لهُ ما أبصرتْ عيناهُ
فيعيشَ في روضِ الجنانِ وحُسْنها=والفضلُ والإنعامُ من مَوْلاهُ
أو كانَ ممنْ قد طغوْا وتجبروا=وأضاعَ زهرةَ عمرهِ وِصِباهُ
عندَ السؤالِ فلا يُحيرُ إجابةً=ويقولُ:لا أدري,فما أشقاهُ
فيضيق قبرٌ والضلوعُ خوالِفٌ=والنارُ في يومِ اللقا مأواهُ
وإذا أردتَ نجاةَ هَولٍ قادمٍ=فاسمعْ لنصحي وافهمنْ فحواهُ
بادرْ وتبْ فاللهُ يغفرُ مامضى=فهو الغفورُ ولا إلهَ سواهُ
والسيئاتُ إذا صدقتَ بتوبةٍ=فمكانُها حسناً بهِ تجزاهُ
عدْ للمهيمنِ ثُمَّ لُذْ بجنابِهِ=واسجدْ لهُ حتماً تَفُزْ بعطاهُ
كنْ موقناً وادعُ بقلبٍ صادقٍ=فإلهنُا ما خابَ مَنْ ناجاهُ
واللهَ فاذكرْ في الصباحِ وفي المسا=فبذكرِهِ تتعطَّرُ الأفواهُ
أعْظِمْ بمن حفظَ اللسانَ وصانَهُ=وبغيبةٍ لا يذكرنَّ أخاهُ
وبمِنْ تصدقَ خُفَْيةً فشمالُهُ=لم تنتبهْ ما أنفقتْ يُمناهُ
وكذاك يُعجبُكَ الفتى منْ حالُهُ=في الفقرِ صبرٌ والثَّنا لِغِناهُ
وإذا رغبتَ بجمعِ نصحٍ موجزٍ=فجماعُ قولي في التُّقى فارعاهُ
وختامُها صلوا على خيرِ الورى=من للشريعةِ عمرَهُ أفناهُ
فصلاتنا موصولةٌ ما أشرقتْ=شمسُ بكونٍ أرضِهِ وسَماهُ
وسلامُنا يغشى النبيَّ محمداً=ماطافَ نحلٌ باحثاً لِجناهُ[/poem]
شعر/ فيصل بن عباد الجليجلي الكبكبي
امام وخطيب بمكة المكرمة
اتمنى ان تحوز على رضاكم
|