القاتل المحترف
المقدمة
مشكلة التدخين في أيامنا هذه من المشاكل التي تشغل تفكير وعقول الأطباء والمهتمّين بالصحة العامة. وذلك نظراً للمشاكل والاۤثار السيئة التي يسبّبها التدخين.
والتدخين عادة سيئة أصبحت تلازم كثيرين من الناس. رجالاً ونساءً، الأغنياء والفقراء، الكبار والصغار. وقد أصبح التدخين كالأخطبوط الذي يمدّ أرجله إلى كل ناحية يصطاد بها كل من يقترب منه.
وتزداد أعداد المدخّنين كل يوم، وينتشر التبغ وأمراضه في الأجساد ويفتك بالملايين من البشر في جميع أنحاء العالم. فلا تخلو بقعة من العالم من دخان ومدخّنين. والعالم العربي ضمن دول العالم التي ينتشر فيها التبغ انتشاراً مهولاً.
السيجارة عبر التاريخ
أجمع الباحثون على أنّ الرحّالة الأسبان هم الذين وجدوا هذه النَّبتة للمرة الأولى في جزيرة «توباكو» ومنها اشتُقَّ اسمها. وكان أول من شاهد نبات التبغ هو الرحّالة كريستوف كولومبوس، وبحارته الذين رافقوه في رحلته الاستكشافية إلى القارة الامريكية. فشاهد هو ومرافقوه كيف كان الهنود الحمر يلفّون أوراق التبغ، ثم يشعلون فيها النار ويستنشقون أبخرتها. وكانوا يحرقونه أيضاً في المناسبات الدينية، اعتقاداً منهم أنّه يطرد الأرواح الشريرة. وهكذا ذاق بحارة كولومبوس التبغ، ثم نقلوه وغرسوه في حدائقهم، واعتنوا به كما يعتنون بالمواد الغذائية الأخرى.
وعندما عاد كريستوف كولومبوس ومرافقوه من رحلتهم الثانية من أمريكا الوسطى، جلبوا معهم نبات التبغ إلى أسبانيا والبرتغال. وكانوا يقدّمون منه لضيوفهم فينفر منه الضيوف أول الأمر، ثم يبدأون في تدخينه وينفخون دخانه أمامهم ليثيروا شهيّتهم للتدخين. ثم يقدّمونه لهم قائلين: ذوقوا واحكموا هذه «سجارلا» بمعنى أنه من حديقتنا. أي أنّه من النباتات التي غرسوها في حدائق منازلهم لمّا كانوا في أمريكا. ومن هنا جاء اسمها «السيجارة» الذي أصبح اسماً عالمياً في جميع اللغات.
ومن أطرف ما ورد عن السيجارة القصة التالية:
يُقال بأنّ أول رجلٍ شوهد في أوروبا يدخّن هو البحّار «رودريجودي هرتس» وهو أسباني رافق كولومبوس في رحلته التي اكتشف فيها أمريكا. ولمّا عاد أحضر معه بعض أوراق التبغ. ولمّا رآه أهل بيته ينفث الدخان من أنفه، وكان كاثوليكياً، أبلغوا به ديوان التفتيش «محاكم كنسية كاثوليكية في القرون الوسطى»، وقالوا إنّه رجل يبتلع النار من فمه ويقذف الدخان من أنفه. فلا بدّ أن يكون فيه شيطان.
معاقبة المدخّنين
هذا سيكون موضوع الدرس القادم
|