العودة   ::{ مجالس قبيلة هذيل }:: موقع يهتم بتراث القبيلة ومفاخرها > المجالس العامة > المجلس العام
 

المجلس العام لكافة المواضيع التي ليس لها قسم مُخصص

موضوع مغلق
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 08-29-2008, 03:57 AM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

الرحال الهذلي غير متواجد حالياً


شرح ....الأحاديث ...من رياض الصالحين..(2)

بــــاب التوبـــــة:


وعن الأغر بن يسار المزني رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا أيها الناس توبوا إلى الله واستغفروه فإني أتوب في اليوم مائة مرة رواه مسلم .


الشرح

تقدم الكلام على ما ذكره المؤلف - رحمه الله - ليستدل على ذلك بالنسبة . لأنه كلما تضافرت الأدلة على شيء قوي وصار أوكد وصار أوجب فذكر حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أقسم بأنه يستغفر الله ويتوب إليه أكثر من سبعين مرة . هذا وهو الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام الذي غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر . وفي حديث الأغر بن يسار المزني أنه صلى الله عليه وسلم قال : يا أيها الناس توبوا إلى الله واستغفروه فإني أتوب إلى الله في اليوم مائة مرة . ففي هذين الحديثين : دليل على وجوب التوبة لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بها فقال : يا أيها الناس توبوا إلى الله فإذا تاب الإنسان إلى ربه حصل بذلك فائدتين : الفائدة الأولى : امتثال أمر الله ورسوله وفي امتثال أمر الله ورسوله كل خير فعلى امتثال أمر الله ورسوله تدور السعادة في الدنيا والآخرة . والفائدة الثانية : الاقتداء برسول الله ، حيث كان صلى الله عليه وسلم يتوب إلى الله في اليوم مائة مرة يعني يقول أتوب إلى الله أتوب إلى الله . . . إلخ . والتوبة لابد فيها من صدق بحيث إذا تاب الإنسان إلى الله أقلع عن الذنب ، أما الإنسان الذي يتوب بلسانه وقلبه منطو على فعل المعصية أو على ترك الواجب أو يتوب إلى الله بلسانه ، وجوارحه مصرة على فعل المعصية فإن توبته لا تنفعه بل إنها أشبه ما تكون بالاستهزاء بالله عز وجل . كيف تقول أتوب إلى الله من معصية وأنت مصر عليها أو تقول أتوب إلى الله من معصية وأنت عازم على فعلها ؟ الإنسان لو عامل بشراً مثله بهذه المعاملة لقال هذا يسخر بي ويستهزئ بي كيف يتنصل من أمر عندي وهو متلبس به ما هذا إلا هزؤ ولعب ، فكيف برب العالمين . إن من الناس من يقول إنه تائب من الربا ولكنه والعياذ بالله # مصر عليه يمارس الربا صريحاً ويمارس الربا مخادعة وقد مر بنا كثيراً أن الذي يمارس الربا بالمخادعة أعظم إثماً وجرماً من الذي يمارس الربا بالصراحة لأن الذي يمارس الربا بالمخادعة جنى على نفسه مرتين : أولاً : الوقوع في الربا ، وثانياً : مخادعة الله عز وجل وكأن الله لا يعلم وهذا يوجد كثيراً في الناس اليوم الذين يتعاملون في الربا صريحاً أمرهم واضح لكن من الناس من يتعامل في الربا خيانة ومخادعة تجد عنده أموالاً لها سنوات عديدة في دكان فيأتي الغني بشخص فقير يقوده للمذبحة والعياذ بالله . فيأتي إلى صاحب الدكان الذي عنده هذه البضاعة ويبيعها على الفقير بالدين بيعاً صورياً وكل يعلم أنه ليس بيعاً حقيقياً لأن هذا المشتري المدين لا يقلبه ولا ينظر إليه ولا يهمه بل لو كان أكياساً من الرمل وبيعت عليه على أنها رز أو سكر أخذها . يهمه أن يقضي حاجة فيبيعها عليه مثلاً بعشرة آلاف لمدة وينصرف بدون أن ينقلها من مكانها ثم يبيعها هذا المدين على صاحب الدكان بتسعة آلاف مثلا فيؤكل هذا الفقير من وجهين : من جهة هذا الذي دينه ، ومن جهة صاحب الدكان ويقولون : إن هذا صحيح . بل يسمونه التصحيح يقول قائلهم : أصحح عليك أو أصحح لك كذا وكذا ؟ سبحان الله هل هذا تصحيح ؟ هذا تلطيخ بالذنوب والعياذ بالله . ولهذا يجب علينا إذا كنا صادقين مع الله سبحانه وتعالى في التوبة أن نقلع عن الذنوب والمعاصي إقلاعاً حقيقياً ونكرهها ونندم على فعلها حتى تكون التوبة توبة نصوحاً . وفي هذين الحديثين : دليل على أن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أشد الناس عبادة لله وهو كذلك . فإنه أخشانا لله وأتقانا لله وأعلمنا بالله صلوات الله وسلامه عليه . وفيه دليل على أنه عليه الصلاة والسلام معلم الخير بلسانه وفعاله . فكان يستغفر الله ويأمر الناس بالاستغفار حتى يتأسوا به امتثالاً للأمر واتباعاً للفعل . وهذا من كمال نصحه صلوات الله وسلامه عليه لأمته ، فينبغي لنا نحن أيضاً أن نتأسى به إذا أمرنا الناس بأمر أن نكون أول من يمتثل هذا الأمر . وإذا نهيناهم عن شيء أن نكون أول من ينتهي عنه لأن هذا هو حقيقة الداعي إلى الله بل هذه حقيقة الدعوة إلى الله عز وجل أن تفعل ما تأمر به وتترك ما تنهى عنه كما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يأمرنا بالتوبة وهو عليه الصلاة والسلام يتوب أكثر منا نسأل الله أن يتوب علينا وعليكم وأن يهدينا وإياكم صراطاً مستقيما والله الموفق .





.................................................. .................................................. ..
وعن أبي حمزة أنس بن مالك الأنصاري خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لله أفرح بتوبة عبده من أحدكم سقط على بعيره وقد أضله في أرض فلاة متفق عليه . وفي رواية لمسلم لله أشد فرحاً بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة ، فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه فأيس منها ، فأتى شجرة فاضطجع في ظلها ، وقد أيس من راحلته ، فبينما هو كذلك إذ هو بها قائمة عنده ، فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح : اللهم أنت عبدي وأنا ربك ، أخطأ من شدة الفرح

الشرح

قوله - رحمه الله - خادم النبي صلى الله عليه وسلم وكان رضي الله عنه حين قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة أتت به أمه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالت له هذا أنس بن مالك يخدمك ، فقبل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك وصار أنس من خدام النبي صلى الله عليه وسلم . ذكر أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لله أشد فرحاً بتوبة عبده إذا تاب إليه من هذا الرجل الذي سقط عن راحلته بعد أن أضلها وذكر القصة . . . رجل كان بأرض فلاة ليس حوله أحد لا ماء ولا طعام ولا أناس ضل بعيره أي ضاع فجعل يطلبه فلم يجده فذهب إلى شجرة ، ونام تحتها ينتظر الموت قد أيس من بعيره وأيس من حياته لأن طعامه وشرابه على بعير والبعير قد ضاع . فبينما هو كذلك إذا بناقته عنده قد تعلق خطامها بالشجرة التي هو نائم تحتها ، فبأي شيء تقدرون هذا الفرح هذا الفرح لا يمكن أن يتصوره أحد إلا من وقع في مثل هذه الحال لأنه فرح عظيم ، فرح بالحياة بعد الموت ولهذا أخذ بالخطام فقال : اللهم أنت عبدي وأنا ربك أراد أن يثني على الله فيقول : اللهم أنت ربي وأنا # عبدك لكن من شدة فرحه أخطأ فقلب القضية . ففي هذا الحديث : دليل على فرح الله عز وجل بالتوبة من عبده إذا تاب إليه وأنه يحب ذلك سبحانه وتعالى محبة عظيمة ولكن لا لأجل حاجته إلى أعمالنا وتوبتنا فالله غني عنا ولكن لمحبته سبحانه للكرم فإنه يحب أن يعفو وأن يغفر أحب إليه من أن ينتقم ويؤاخذ ولهذا يفرح بتوبة الإنسان . ففي هذا الحديث حث على التوبة لأن الله يحبها وهي من مصلحة العبد . وفيه : إثبات الفرح لله عز وجل ، فهو سبحانه وتعالى يفرح ويغضب ويكره ويحب لكن هذه الصفات ليست كصفاتنا لأن الله يقول ليس كمثله شيء وهو السميع البصير بل هو فرح يليق بعظمته وجلاله ولا يشبهه فرح المخلوقين ولا يشبه فرح المخلوقين . وفيه دليل على أن الإنسان إذا أخطأ في قول من الأقوال ولو كان كفراً سبق لسانه إليه فإنه لا يؤاخذ به فهذا الرجل قال كلمة كفر لأن قول الإنسان لربه أنت عبدي وأنا ربك هذا كفر لا شك فيه . لكن لما هذا صدر عنه خطأ من شدة الفرح صار غير مؤاخذ به ، وكذلك غيرها من الكلمات لو سب أحداً على وجه الخطأ بدون قصد أو طلق زوجته على وجه الخطأ دون القصد أو أعتق على وجه الخطأ بدون قصد ، فكل هذا لا يترتب عليه شيء لأن الإنسان لم يقصده فهو كاللغو في اليمين وقد قال الله تعالى لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم بخلاف المستهزئ فإنه يكفر إذا قال كلمة الكفر لقول الله سبحانه ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزءون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم فالمستهزئ قصد الكلام وقصد معناه لكن على سبيل السخرية والهزؤ فلذلك كان كافرا بخلاف الإنسان الذي لم يقصد فإنه لا يعتبر قوله شيئاً . وهذا من رحمة الله عز وجل والله الموفق .






آخر تعديل حامد السالمي يوم 08-29-2008 في 06:29 PM.
قديم 08-29-2008, 03:16 PM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
أبو خالد

 
الصورة الرمزية حامد السالمي
 

 

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

حامد السالمي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: شرح ....الأحاديث ...من رياض الصالحين..(2)

جزاك الله خيرا يا ابن العم الغالي،

وكتب أجرك، ورفع قدرك،

وجعلني وإياك من التوابين المنيبين،






قديم 08-29-2008, 03:45 PM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو

 
الصورة الرمزية عيسى السويهري
 

 

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

عيسى السويهري غير متواجد حالياً


افتراضي رد: شرح ....الأحاديث ...من رياض الصالحين..(2)

الرحال الزيادي

الله يعطيك الف عافيه

وجعله ان شاء الله في ميزان حسناتك






التوقيع

وفـاي مـن طـبع أبـوي إكـتـسبـتـه

وطبـع السمـاحـة من خـوالي خَـذيتـه

طبـعـي كِـذا مـاهـو بـدورٍ لـعـبتــه

وحكـمـة زمـانـي من شـرانـي شـريتـه
قديم 08-29-2008, 05:13 PM   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

الرحال الهذلي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: شرح ....الأحاديث ...من رياض الصالحين..(2)

الفارس حزين الطلعة عيسى السويهري جزاكم الله خير
وشكرا علي المرور
مع تحيات
الرحال الزيادي






قديم 08-30-2008, 10:09 PM   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
غازي الهذلي

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

هذلي قديم غير متواجد حالياً


افتراضي رد: شرح ....الأحاديث ...من رياض الصالحين..(2)

جزاك الله خيراً
ونفع بك






التوقيع

[

قديم 08-31-2008, 02:49 PM   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

الرحال الهذلي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: شرح ....الأحاديث ...من رياض الصالحين..(2)

هذلي قديم جزاك الله خير علي المرور






موضوع مغلق


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
شرح ....الأحاديث ...من رياض الصالحين الرحال الهذلي المجلس العام 8 08-29-2008 05:17 PM
رياض الصالحين ابوفهد المجلس العام 4 07-09-2007 10:00 PM
بعض من الأحاديث الشريفة نحن الحجاز المجلس العام 0 11-18-2005 03:41 AM


الساعة الآن 10:18 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
الحقوق محفوظة لشبكة هذيل