السيدة آمنة.. مقهوية فوق العادة
السيدة آمنة.. مقهوية فوق العادة
الأربعاء, 5 نوفمبر 2008
ريهام المستادي - جدة
السيدة آمنة ربة منزل سعودية، احترفت صناعة القهوة العربية منذ أكثر من ثلاث سنوات، بعد أن طلقها زوجها فلم يكن لديها عائل ولا مال لسد احتياجات أبنائها الأربعة، وخاصة أن الضمان فقط 800 ريال، لا يكفي حتى لإيجار بيتها 1200 ريال. لذلك فكرت في العمل والاعتماد على نفسها، وكانت الفكرة هي صنع القهوة العربية للأسر في المناسبات. التقينا السيدة آمنة، لنتعرف على تجربتها البسيطة في العمل الخاص والاعتماد على النفس، حتى أصبح لها مكانة تحترم في المجتمع، وبات الكثير من الأسر يطلبونها لإعداد القهوة لضيوفهم في مناسباتهم المختلفة. وحول صناعة القهوة تحدثنا السيدة آمنة فتقول: لصناعة القهوة فن خاص، وهي دليل الكرم في الثقافة الشعبية العربية، ولذلك يقولون: «دلال أبو فلان ما تنزل من على النار»، أي أن القهوة دائما جاهزة عنده، وبالتالي فهو على استعداد دائم لاستقبال الضيف. ونحن في منطقة الخليج نعتز بأواني القهوة العربية مثل الدلال، وهي معروفة منذ القدم لصناعة القهوة وتقديمها، حيث كانت تصنع من الفخار قبل أن تنتشر الأنواع المعدنية، وخاصة المصنوعة من النحاس التي يوضع فيها الهيل تمهيدا لسكب القهوة فوقها، بعد أن تفوح بنضجها، ويضاف إليها بعد ذلك المطيبات مثل القرنفل والزعفران والهيل وهذا خاص بأهل المنطقة الغربية، وهناك من يضع بها الشيبة ليعطيها طعما مختلفا.وتضيف السيدة آمنة: أجود أنواع القهوة هي البرية والهرري والخولانية وهي متوفرة بالأسواق، وأصنعها وفقا لطلب زبائني، فهناك من يريدها بالهيل الكثير وهناك من يفضلها بالزنجبيل أو أن تكون قليلة الهيل، فالناس أذواق وعلى أن أرضي الجميع خاصة بعد أن اشتهرت وأصبح لي زبائن يطلبوني في مناسباتهم وأفراحهم من أجل صناعة القهوة وتقديمها لضيوفهم.وحول تقديم القهوة للضيوف تقول: هناك عادات لا يمكن أن نغفلها في تقديم القهوة وتعرف بـ«سنة القهوة»، وهي أن تقدم باليد اليسرى وعلى الضيف أن يتناول فنجان القهوة من المقهوي سواء كانت سيدة أو رجلا، بيده اليمنى، وعند صب القهوة في الفنجان لا يتم ملؤه ولا يوضع فيه قدر ضئيل جدا، بل هو ربع الفنجان فقط، ولا يجوز أبدا تقديم القهوة في فنجان به ولو كسر بسيط، لأن ذلك يعد عيبا كبيرا، وعلى الضيف أن يشرب القهوة فإذا انتهى منها يهز الفنجان للمقهوي، وإلا فمعناه أنه يريد المزيد، ويستمر المقهوي في تقديم القهوة له حتى يهز الضيف الفنجان هزة خفيفة فيعرف المقهوي أن الضيف قد اكتفى، وعليه إذن أن يسلم الفنجان للمقهوي بعد الانتهاء من شرب القهوة ولا يضعه على الأرض، لأن ذلك يعد عيبا في حق المقهوي، حيث على الضيف الاحتفاظ بالفنجان في يده حتى يعود إليه المقهوي ليأخذه منه إن كان قد انشغل عنه بتقديم القهوة للآخرين.ولا يجوز في سنة القهوة التخطي، بمعنى أن تقديم القهوة يكون من اليمين وحسب تسلسل الجالسين حتى وإن كان بينهم طفل صغير، فيجب على المقهوي تقديم القهوة له فإن رفضها فله الحق في الانتقال لمن يليه وإن قبلها فنعم، وله الحق في أن يتناول القهوة حتى يهز الفنجان مثله مثل الرجل الكبير أو المرأة الكبيرة.
التوقيع |
مع الشكر والتقدير |
|