شروط الزوجين

شروط الزوجين
الاثنين, 13 أكتوبر 2008
عبد العزيز جايز الفقيري - تبوك


بناتنا في هذه الأيام هنّ في مشكلة، وهي كثرة البنات، وقلة الشباب الراغب في الزواج. فمثلاً قديمًا كانت النساء قليلات والرجال كثيرين، فأصبحت النساء الكنز الثمين الذي لا يستطيع الأب التفريط فيه، فكان أمام الزوج شروط هائلة، وعسيرة قد يضطر على العمل سنوات حتى يتم له تجاوز هذه الشروط، وربما يرفض طلبه حتى بعد وفاء الشروط. والعكس ما يحدث اليوم فالرجال قليل والنساء كثير جدًا، لكن ما يزيد غرابة هو عدم اشتراط الرجال شروطًا وأوامر كما فُعِلَ فيهم من قبل؛ فاليوم هم الكنز الثمين الذي لا يُفرط فيه.
أقول رفقًا بالشباب. فالشاب أمامه ألف زوجة جميلة، وألف زوجة مديرة، وألف زوجة طويلة، وألف زوجة واسعة العينين.. فهو الآن يطلب منه أن يكون عميلاً، أقصد زوجًا لأكثر من شركة، أقصد فتاة! فلا تضيعي فرصة أن تكسبي زوجًا، ولو دفعت الغالي والنفيس، فغيرك مليون ونصف هنّ في انتظاره لا ينقصهن من المال، والحسب، والجمال، والدِّين، إلا زوج يكمل نصفها الآخر. إذًا لماذا كل هذه المطالب، والشروط على هذا العميل، أقصد الزوج فهو ليس مضطرًا فمثلاً:
1) غلاء المهر: إن ما يحصل اليوم في المغالاة في المهور فقط؛ لأننا من هذه الأسرة أو تلك لهو شبيه بالبيع والشراء، لا عفة وحياء.. اقتراح: إذًا لماذا لا يكون المهر طقم ذهب، وفستانًا، فأعظم النساء بركة أيسرهنّ مهرًا.
2) العرس: قصر وطقاقة، وحلويات وكروت. فالزوج لم يأكل، والزوجة لم تأكل حلوى، المهم أن يجتمع الحضور على وليمة دسمة يملأون بطونهم منها، ويرقصون طربًا وسهرًا، وقبل هذا وتقدم لهم إلى منازلهم كروت مزخرفة، وكل هذا بدون شك على حساب الزوج المسكين. لماذا لا يكون منزليًّا ومختصرًا جدًا؟
3) شهر العسل: معروفٌ أن العسل غالٍ فكيف لو أضفت قبلها كلمة شهر، معناها أنك ستنفق قرابة 30000 ريال فقط على العسل. فلماذا لا نستبدل بكلمة شهر العسل بيت العسل، فلا يكون هناك تكاليف زائدة على الزوج؟
حال الكثير من بناتنا إمّا شبه عانس أو عانس، ويالهذه الكلمة من وقع حزين على كل فتاة، تحلم بالفطرة المغروسة في جذور قلبها، وهي الزوج، والأبناء. إن شروطنا التعسفية، ورسومنا الغالية هي مَا تدفع عملاءنا أقصد شبابنا إلى العزوف عن الزواج، أو الزواج من أجنبية، أو الوقوع في الحرام والعياذ بالله.