الحمد لله القائل : ( فجاءته إحداهما تمشي على استحياء ) ( القصص : 25) والصلاة والسلام على رسوله القائل : ( صنفان من أهل النار لم أرهما ..) ، وذكر الصنف الثاني : ( ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة ، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها ،وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا ) " رواه مسلم " ، أما بعد :
فالحجاب أمر الله تعالى ليس مجرد لباس خاص بالمرأة مثل باقي الملابس تراعي فيه الجمال ، بل أمر الله عز وجل الذي خلق الإنسان ويعلم ما ينفعه وشرعه له ( مثل الحجاب ) ويعلم ما يضره ويفسده وحرمه عليه ( مثل التبرك بكافة أنواعه الظاهر والباطن ) وهذا الموضوع قد أشبعه الدعاة والمصلحون خطابة وكتابة وما يدفع الإنسان للكلام فيه هي أمور :
في عصرنا هذا حدث في الحجاب أعظم فساد وقع على الحجاب وهو عندما تغير مفهومه ، وغفل بعض الناس وأولياء الأمور عن كونه عبادة ، وغفلوا عن الفائدة من مشروعيته ، وخلطوا بينه وبين باقي الملابس .
أختاه : مر بنا في بداية الكلام حديث الرسول صلى الله عليه وسلم : " كاسيات عاريات " وبلا شك تعرفين معناها فلا يقتصر على من كشف جزءا من جسمها بل يشمل التي تضيق الحجاب حتى يكون ملاصقا لجسمها وهذا لا ستر فيه ، بل إنه يجمل ما قد لا يكون جميلا قبل لبس الحجاب ، أو شفافا فلا يصف لون البشرة فقط ، بل ويزينها في أعين ذئاب البشر .
أختاه : الحجاب ليس لبسا فقط ، بل يشمل أمورا منها :
1-ألا يكون في المرأة عطر عند خروجها من البيت .
2- وألا تلين في الكلام مع الرجال الأجانب .
3- ألا تلفت المرأة بحجابها الأنظار .
أختاه : أنت جوهرة نفيسه يجب المحافظة عليها فضعاف النفوس لا يتجرؤون على من كانت متحجبة محتشمة ،وقد سمعنا بقصص اعتدي فيها على نساء متبرجات ، ألم تسألي نفسك لماذا اعتدوا على المتبرجة وهابوا واحترموا المتحجبة .
أختاه : اليوم عمل ، وغدا حساب ولا عمل ، تذكري فالموت يأتي بغتة ، وبعده القبر وظلمته ، وما فيه من أهوال ، وما يتبعه من أهوال البعث ، والحساب ، والنار وما فيها من العذاب ، هل أعددت لذلك اليوم ؟ هل تأملت حالك ذلك اليوم ؟ هل تأملت صومك وحجك وصلاتك ، ما الفائدة منها إذا صدق عليك حديث : ( صنفان من أهل النار لم أرهما ... ) أختاه هذا نداء ، لتقفي مع نفسك وقفة صادقة وتسأليها وتحاسبيها ... والله تعالى أعلم وصلى الله على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه ، وعلى من اتبع أمره ، واستن بسنته ، واقتفى أثره إلى يوم الدين .
التوقيع
[blink][grade="FF4500 4B0082 0000FF 000000 F4A460"](( عليك بآثار من سلف وإن رفضك الناس ، وإياك وآراء الرجال وإن زخرفوه لك بالقول ))[/grade][/blink]
جزاك الله خيراً
فالمعركة بين أهل الحجاب وأهل السفور
قديمة متجددة
والأدهى من ذلك أن المتبرجات لم يكتفوا بتبرجهم
ولكن يدعون إليه
إما باسم الدين أو باسم التقدم والتحضر
يروى عن عثمان بن عفان رضي الله عنه أنه قال ( ودت الزانية لو أن النساء كلهن زواني )