أغرب .. وأعجب ... وأسمن أضحية !! " دسمه "
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله القائل ( فصل لربك وانحر ) ، عدد ما أقبل ليل وأدبر ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في ربوبيته وألوهية وأسمائه وصفاته وبما لنفسه استأثر ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله خير البشر ، صلى الله عليه وآله وأصحابه الميامين الغرر ، وسلم تسليما كثيرا إلى يوم المحشر أما بعد :
فهذه أعجب وأغرب أضحية حصلت على مر العصور دفاعا عن الدين والسنة ، وهي حصلت في عهد التابعين ، ولا يعيب على فاعلها عائب ، بل يدعى له ونسأل الله أن يتقبل أضحيته وأن يجعلها في موازين حسناته ، وما أحوجنا في هذا الزمان لإراقة دماء أمثال هذالرجل بأن يرجم كل من يستحق ذلك يوم النحر ثم يضحى بهم ، ويوزع أجر أضحيتهم على على فقراء الحسنات لردع أهل الزيغ والفساد ، ومجازاتهم على رؤوس الأشهاد ليكونوا عبرة لمن يعتبر كالجعفري وأمثاله :
روى الإمام البخاري في كتاب أفعال العباد، وابن أبي حاتم في كتاب السنة، وغير واحد ممن صنف في كتب السنة أن خالد بن عبد الله القسري خطب الناس في عيد أضحى فقال: أيها الناس، ضحوا تقبل الله ضحاياكم، فإني مضح بالجعد بن درهم، إنه زعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلا، ولم يكلم موسى تكليما، تعالى الله عما يقول الجعد بن درهم علوا كبيرا، ثم نزل فذبحه في أصل المنبر.اهـ .
وقد كان هذا في زمن التابعين فشكروا ذلك .
فالجعد بن درهم هو أول من عرف عنه أنه أظهر في الإسلام مقالة التعطيل.1
قال الهروي: (وأما فتنة إنكار الكلام لله عز وجل فأول من زرعها جعد بن درهم، فلما ظهر جعد قال الزهري -وهو أستاذ أئمة الإسلام وقائدهم-: (ليس الجعد من أمة محمد صلى الله عليه وسلم).2
وقال ابن القيم: (فلما كثرت الجهمية في أواخر عصر التابعين كانوا هم أول من عارض الوحي بالرأي، ومع هذا كانوا قليلين أولاً مقموعين مذمومين عند الأئمة، وأولهم شيخهم الجعد بن درهم، وإنما نفق عند الناس بعض الشيء لأنه كان معلم مروان بن محمد وشيخه، ولهذا كان يسمى مروان الجعدي، وعلى رأسه سلب الله بني أمية الملك والخلافة وشتتهم في البلاد ومزقهم كل ممزق ببركة شيخ المعطلة النفاة.
* سئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في رجل قال: إن الله لم يكلم موسى تكليماً، وإنما خلق الكلام والصوت في الشجرة وموسى عليه السلام سمع من الشجرة لا من الله، وأن الله عز وجل لم يكلم جبريل بالقرآن وإنما أخذه من اللوح المحفوظ، فهل هو على الصواب أم لا؟ فأجاب: الحمد الله، ليس هذا على الصواب، بل هذا ضال مفتر كاذب باتفاق سلف الأمة وأئمتها، بل هو كافر يجب أن يستتاب فإن تاب وإلا قتل، وإذا قال لا أكذب بلفظ القرآن وهو قوله " وكلم الله موسى تكليماً " بل أقر بأن هذا اللفظ حق فإن هؤلاء هم الجهمية الذين اتفق السلف والأئمة على أنهم من شر أهل الأهواء والبدع حتى أخرجهم كثير من الأئمة عن الثنتين والسبعين فرقة.
قال الإمام ابن القيم في نونية هذه عن هذه الحادثة :
جهم بن صفوان وشيعته الألى ... جحدوا صفات الخالق الديان
بل عطلوا منه السموات العلى ... والعرش أخلوه من الــرحمن
ونفوا كلام الرب جل جـــــلاله ... وقضوا له بالخلق والـحدثان
قالوا وليس لربنا سمـــــع ولا ... بصر ولا وجه، فكيف يــدان
وكذاك ليس لربنا من قـــــدرة ... وإرادة أورحمة وحنــــــــان
كلا ولا وصف يقوم به ســوى ... ذات مجردة بغير معـــــــان
وحياته هي نفسه وكلامـــــه ... هو غيره فاعجب لذا البهتان
وكذاك قالوا ما له من خلـــقه ... أحد يكون خليله النفسانـــي
وخليله المحتاج عندهم وفـي .. ذا الوصف يدخل عابد الأوثان
فالكل مفتقر إليه لــــــــــذاته ... فــــــي أسر قبضته ذليل عان
ولأجل ذا ضحى بجعد خالد الـ ... ـقســـري يوم ذبائح القربان
إذ قال إبراهيم ليس خــــليله ... كلا ولا مــوسى الكليم الداني
شكر الضحية كل صاحب سنة ... لله درك مــــــن أخي قربان
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
التوقيع |
[blink][grade="FF4500 4B0082 0000FF 000000 F4A460"](( عليك بآثار من سلف وإن رفضك الناس ، وإياك وآراء الرجال وإن زخرفوه لك بالقول ))[/grade][/blink] |
|