تأملوا معي هذه القصة في القران الكريم
إخواني
قال الله تعالى (((وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ )))
الله سبحانه وتعالى يصف عبده سليمان بأنه نعم العبد يعني الله يقول لعبد من عباده والنعم بلغتنا الدارجة ، تخيل لو أن ملك أو أمير يقول لك والنعم ماذا ستعمل؟؟
ستفاخر بذلك أمام كل الناس فما بالك بملك الملوك يقول لعبد من عباده ونعم العبد وهذا ليس خاص بسيدنا سليمان فقط بل قد يكون لأي عبد يعمل مثل ما عمل ...
ماذا عمل حتى يكون والنعم ؟؟؟
لنرى
لنكمل الآيات.......
قال تعالى(( إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ )))وهنا يصف الله سبحانه القصة، ويخبر أنه عُرضت أمام سيدنا سليمان الخيول الأصيلة التي كان يمتلكها وكان يتنقل بها وذكر الله أنها صافنات وهي الجياد الفاتنة التي تعرفها من بعيد بغرتها وقوتها وما يميزها أكثر هو أنها تقف على ثلاث أرجل أما الرابعة ...شوف الدلع....تكون مثنية وهذا من دلالها وجمالها فتخيل انك لو تملك واحدة فما بالك بالمئات منها
قال تعالى(( فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ ))
وهنا أشار سبحانه وتعالى أن نبي الله سليمان ألهاه مراقبة ومتابعة خيوله حتى غربت الشمس وفاتته صلاة العصر....
الله اكبر ماذا فعل نعم العبد هذا عندما تفوته صلاة واحدة
وماذا ستفعل أنت لو كنت مكانه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
قال تعالى على لسان نبيه سليمان
(((( رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ وَالأَعْنَاقِ))))
اخبر تعالى أن سليمان أمر جنده أن يأتوا بجميع الخيول التي لديه وهي أعز ما يملك وهي غالية على نفسه ولكن أمام الله كل شي يهون
فقام وقطعها وذبحها تقربا لله ولكن من أين من مواطن جمالها وهي السيقان والأعناق وتصدق بلحمها...انظر أخي إلى التضحية
فهل نحن ضحينا بأشياء نعتقد أنها غالية لدينا وهي تغضب الله وصعب أن نتركها؟؟؟
لنسأل أنفسنا؟؟؟؟؟
ولكن ماذا القصة لم تنتهي انظر إلى الجزاء العظيم.....
قال تعالى على لسان نبيه سليمان
((( قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لا يَنْبَغِي لأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ ))) وهنا سليمان يناجي ربه وبدأ بالطلب ولماذا لا يطلب وهو يسأل ملك الملوك أليس احدنا إذا فعل شي يعجب مديره فإنه يبدأ بطلب العلاوة والإجازة وغير ذلك
فما بالكم بجبار السماوات والأرض فانظر إلى طلب نبي الله سليمان الذي علم أن الله لم يقل له ((والنعم )) إلا بشيء كبير لذا طلب ما هو أكبر فقال ربي هب لي ملكا ليس له مثيل لأحد في الدنيا لا قبلي ولا بعدي انك أنت الوهاب أي القادر على ذلك وحده ...وهنا انظر إلى ما قدمه الله سبحانه له و لم يكن يتوقعه أو يفكر فيه ....
قال تعالى (((فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ))) وقد يستغرب البعض أن النبي ضحّى بالخيول والله أعطاه الرياح ...؟؟
فنقول لا عجب بما أن الخيول هي وسيلة التنقل الخاصة بنبي الله فقد عوضه الله بالرياح التي تنقله هو ومن يشاء إلى أي مكان
فانظر إلى عظم الجزاء والعطاء ... وليس هذا فقط بل انظر إلى العطاء التالي:-
قال تعالى
(( وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ (37) وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الأَصْفَادِ ))
أعطاه الله جنودا من الشياطين والعفاريت تحت أمره تبني له و تغوص في البحار وتأتي له بالأخبار ومن يعص أمره يصفد بالأغلال ويسجن..........
وهنا يقول الرب عز وجل ممتدحا عطاياه التي لا يجاورها عطاء أو تضحية من احد
((((هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَاب )))).......
وهل هذا فقط ؟؟؟؟؟؟
لا انظر إلى العطاء الكبير والكبير جدا وهو الأهم
((( وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ)))
أي في الآخرة له الدرجات العلى في جنة الفردوس الأعلى مع النبيين و الصديقين والشهداء جعلنا الله وإياكم منهم ...آمين
إخواني :: همسة أهمسها لكم
كل هذا الرضا والعطاء من الله لماذا ؟؟؟
هل لأنه نبي ؟؟؟؟
لا والله ............ لأنه غيّر ...
غيّر ماذا ؟؟؟
غيّر شيء وهو مباح كي يرضي الله عز وجل وعوضه الله بكل ذلك فما بالكم بمن يصر على معاصيه
(((غيّر وسوف ترى العجب)))
(((غيّر وسوف ترى العجب)))
(((غيّر وسوف ترى العجب)))
(((غيّر وسوف ترى العجب)))
بإذن الله تعالى
اللهم اغفر وارحم وارزق واستر على من كتبها وقرأها ونشرها
انشرها فالدال على الخير كفاعله منقوووول
كلمة للشيخ الداعية عبدالمحسن الأحمد حضرتها أنا وزميلي وقام بكتابتها لننال الأجر والثواب
ولا تنسونا من الدعاء
التوقيع |
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم |
|