ماذا يحصل إذا عزم الرجال على أمر كبير
ماذا يحصل إذا عزم الرجال على أمر كبير ؟
هذا ما قصه القرآن الكريم عن طالوت وجالوت ، عندما طلبوا بنو إسرائيل من نبيهم أن يبعث لهم ملكاً قال تعالي
( َلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُواْ لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكاً نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلاَّ تُقَاتِلُواْ قَالُواْ وَمَا لَنَا أَلاَّ نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَآئِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْاْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ{246} وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكاً قَالُوَاْ أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ{247} وَقَالَ لَهُمْ نِبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلآئِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ{248} فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلاَّ مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُواْ مِنْهُ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ قَالُواْ لاَ طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُو اللّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ{249} وَلَمَّا بَرَزُواْ لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُواْ رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ{250} فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَـكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ{251} تِلْكَ آيَاتُ اللّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ )
فكرت في هذه الآيات ـ وهو ليس تفسير ولكن مجرد خواطر ــ وخرجت بالتالي :
1 ــ أن المؤمنون من بني إسرائيل عزموا على الجهاد وطلبوا من نبيهم أن يبعث لهم ملكاً ، يعني هم الذين طلب الجهاد ولم يفرض عليهم وأكيد أن من يطلب الأمر يكون صادقا فيه .
لكن النتيجة أنه عندما كتب عليهم الجهاد تولوا أي بدواء بالأعذار مثل ( أنا مريض أنا فقير عندي عائلة من يعتني بهم إذا مت وهكذا )
ثم تدبر من بقي منهم لم يبقي الإ القليل منهم ( وهذه الصفوة الأولي من الجادين في أمرهم )
2 ــ بعث الله عزوجل لهم ملكاً ثم جادلوا في الصفات التي أهلته للملك .
3 ــ أيد الله عزوجل ملكهم ( طالوت ) بأن يأتي مما تبقي من التوراة .
4 ــ خرجت الصفوة الأولي من المؤمنين مع طالوت وبعد أن ظمئوا ابتلاهم الله عزوجل بالنهر الذي وجدوه فقد أمرهم الله عزوجل بأن لا يشربوا منه ـــ تخيل نفسك معهم بعد العناء والمسافات الطويلة والماء أمامك يقال لك لا تشرب منه الإ غرفة تغرفها بيدك ــ لكن شربوا المؤمنين الذين كانوا مع طالوت الإ قليل منهم ( وهذه الصفوة الثانية )
5 ــ تجاوز طالوت ومعه الصفوة الثانية وعندما رأوا جنود جالوت قالوا ( قَالُواْ لاَ طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنودِهِ )
الله وكبر كيف أنخرت عزائم الرجال وليس أي رجال
6 ــ لكن من بين الصفوة الثانية صفوة الصفوة ( الثالثة ) حيث قالوا ( قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُو اللّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ )
ثم لجأوا إلى الله بالدعاء مع الاستعداد مسبقا للعدو ( فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ )
فكر عزيز القارئ في قوله تعالي
( وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَـكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ )
هذا ما خرجت به أفكاري والله يوفق لما يحبه ويرضاه
والسلام عليكم
|