المقناص يجتذب الشباب إلى أحضان الصحاري
المقناص يجتذب الشباب إلى أحضان الصحاري
الاثنين, 10 نوفمبر 2008
أحمد الخيري - القنفذة
بدأ موسم الصقارة والبحث عن الطيور المهاجرة التي تفد إلى المملكة، ويستمتع الصقارة بهواية الصيد وقضاء أجمل الأوقات في الصحراء بحثا عن الصيد الثمين.
«المدينة» كان لها موعد مع الشباب في إحدى رحلات الصيد في منطقة صحراوية تسمى «أبو سدرة»، يفد إليها هواة الصيد من جميع أنحاء المملكة ويشكلون جماعات، يستخدمون بينهم أجهزة الاتصال اللاسلكي لنقل الأخبار اليومية وأخبار الطيور المهاجرة.
في البداية تحدث أبو عبدالعزيز الذي التقيناه في صحراء «أبو سدرة» في مكان مرتفع وهو يجلس بجانب سيارته ويحمل في يديه دربيل للكشف عن الطيور ومتابعتها، وعند سؤاله عن بداياته في هواية الصيد أجاب بأنه يمارس هذه المهنة منذ وقت طويل، يتنقل من مكان إلى آخر بحثا عن الطيور.
أما الأوقات التي يبدأ فيها موسم الصيد فهي من شهر جمادى الثانية من كل عام ويستمر قرابة الثلاثة أشهر، وتكون في فصل الشتاء. وعن قوانين الصيد يقول إن هناك قوانين معروفة بين الصقارة وهواة الصيد يدركها الجميع وتتم معرفة أخبار الطيور عن طريق الأجهزة التي يمتلكها الصقارة أثناء موسم المقناص. وعن أغلى طير تم بيعه يشير إلى أن هناك اختلافا في أنواع الطيور، فمنها نوع يسمى «الحر» وآخر يسمى «قرناس» وثالث يسمى «مثلوث»،
وتأتي بعد ذلك نوع يسمى «الشاهين»، ويصل سعر بيعه إلى 500 ألف ريال وهو من أشهر أنواع الصقور ويطلق عليه «الحر».
صيد وصياد
الشاب عبدالرحمن عابد كان يقوم بعملية التدريب لأحد الطيور التي تستخدم في عملية الصيد، ويسمى «الطراد». يقول: نقوم برمي أحد الطيور من نوع «السمان أو الحمام»، ويقوم الطير بمتابعتها للإمساك بها ونحن نتابعه وعندما يبتعد نناديه باسمه ويعود إلينا، ويؤكد أن الصيد هواية محببة إلى قلبه يزاولها كل عام، وعن معرفته للطيور وأنواعها يقول: نعرف الطير من خلال الشكل والسرعة ونوع الريش والخبرة لها دور كبير في معرفة أنواع الطيور وخاصة الصقور الحرة.
أما الشاب حسين الشيخي فقال إنه يمارس هوايته المفضلة التي عشقها ويخصص لها وقتا محددا في موسم الصيد منذ 8 سنوات. مؤكدا أن الصيد له مذاق خاص ويحتاج إلى الصبر وقوة العزيمة، وأضاف: نحن نقضي أياما جميلة مليئة بالمتعة والإثارة في الصحراء، ونتنقل من مكان إلى آخر بحثا عن الطيور الثمينة، وقد كوَّنا صداقات مع إخواننا الذين يفدون إلى المنطقة في موسم الصيد أو المقناص.
متعة ومغامرة
ويرى الشاب أحمد محمد الزهراني أن موسم الصيد فرصة للبحث عن الرزق، ويقول: في العام الماضي أحد الشباب قام باصطياد طير وبيعه بقيمة 115 ألف ريال في سوق بيع الطيور، مما حدا بعدد كبير من الشباب إلى خوض التجربة في تعلم مهارة الصيد.
ويقول الصقار أحمد بن جحران الشهابي: نقوم بتدريب عدد من الطيور التي نستخدمها في عملية الصيد، وهي هواية ممتعة ومثيرة ولا تخلو من المغامرة. وعن المخاطر التي تواجههم أثناء وجودهم في المقناص يقول: إن هناك عددا من المخاطر منها الأعطال التي تصيب السيارات والتغريز في الرمال التي تشتهر بها الصحراء، وكذلك المناطق الجبلية والمنحدرات.
طابع خاص
لافي الزهراني قال: دائما ألتقي بالصقارة في المقناص وأستأنس بالحديث معهم والبقاء معهم أطول وقت ممكن فهم لهم طابع خاص ويقومون بطهي الطعام وتبادل الأخبار وتناقلها وتربية الطيور وإطعامها وينامون في الصحراء ويتعاونون ويهبون لنجدة بعضهم البعض إذا سمعوا أي استغاثة عن طريق الأجهزة الخاصة التي يستخدمونها.
التوقيع |
مع الشكر والتقدير |
|