العودة   ::{ مجالس قبيلة هذيل }:: موقع يهتم بتراث القبيلة ومفاخرها > المجالس العامة > المجلس العام
 

المجلس العام لكافة المواضيع التي ليس لها قسم مُخصص

إضافة رد
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 04-05-2009, 03:14 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

ملكة الحرف غير متواجد حالياً


افتراضي فضل نعيم الجنة على متاع الدنيا

متاع الدنيا واقع مشهود، ونعيم الجنة غيب موعود، والناس يتأثرون بما

يرون ويشاهدون، ويثقل على قلوبهم ترك ما بين أيديهم إلى شيء

ينالونه في الزمن الآتي، فكيف إذا كان الموعود ينال بعد الموت؟ من

أجل ذلك قارن الحق- تبارك وتعالى - بين متاع الدنيا ونعيم الجنة، وبين

أن نعيم الجنة خير من الدنيا وأفضل، وأطال في ذم الدنيا وبيان فضل

الآخرة، وما ذلك إلا ليجتهد العباد في طلب الآخرة ونيل نعيمها.

وتجد ذم الدنيا ومدح نعيم الآخرة، وتفضيل ما عند الله على متاع الدنيا

القريب العاجل في مواضع كثيرة، كقوله - تعالى -: (لكن الذين اتقوا

ربهم لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها نزلاً من عند الله

وما عند الله خيرٌ للأبرار) [آل عمران: 198]، وقوله: (ولا تمدن عينيك

إلى ما متعنا به أزوجاً منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك

خيرٌ وأبقى) [طه: 131].

وقال في موضع ثالث: (زين للناس حب الشهوات من النساء والنساء

والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة

والأنعام والحرث ذلك متع الحياة الدنيا والله عنده حسن المئاب * قل

أؤنبئكم بخير من ذلكم للذين اتقوا عند ربهم جنات تجرى من تحتها

الأنهار خالدين فيها وأزوج مطهرة ورضوان من الله والله بصير بالعباد)

[آل عمران: 14-15].

ولو ذهبنا نبحث في سر أفضلية نعيم الآخرة على متاع الدنيا لوجدناه

من وجوه متعددة:

أولاً: متاع الدنيا قليل، قال - تعالى -: (قل متاع الدنيا قليل والآخرة خير

لمن اتقى) [النساء: 77].

وقد صور لنا الرسول - صلى الله عليه وسلم - قلة متاع الدنيا بالنسبة

إلى نعيم الآخرة بمثال ضربه فقال: " والله ما الدنيا في الآخرة إلا مثل

ما يجعل أحدكم إصبعه هذه وأشار بالسبابة في اليم، فلينظر بم

ترجع "(1). ما الذي تأخذه الإصبع إذا غمست في البحر الخضم، إنها لا

تأخذ منه قطرة. هذا هو نسبة الدنيا إلى الآخرة.

ولما كان متاع الدنيا قليلاً، فقد عاتب الله المؤثرين لمتاع الدنيا على نعيم

الآخرة (يا أيها الذين ءامنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله

اثاقلتم إلى الأرض أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاع الحياة

الدنيا في الآخرة إلا قليل) [التوبة: 38].

الثاني: هو أفضل من حيث النوع، فثياب أهل الجنة وطعامهم

وشرابهم وحليهم وقصورهم أفضل مما في الدنيا، بل لا وجه للمقارنة،

فإن موضع سوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها، ففي صحيح

البخاري ومسلم عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول

الله - صلى الله عليه وسلم -: " موضع سوط في الجنة خير من الدنيا

وما فيها "(2).

وفي الحديث الآخر الذي يرويه البخاري ومسلم أيضاً عن أبي هريرة

قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " ولقاب قوس أحدكم

من الجنة خير مما طلعت عليه الشمس " (3). وقارن نساء أهل الجنة

بنساء الدنيا لتعلم فضل ما في الجنة على ما في الدنيا، ففي صحيح

البخاري عن أنس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " لو

أن امرأة من نساء أهل الجنة اطلعت على الأرض لأضاءت ما بينهما،

ولملأت ما بينهما ريحاً، ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها " (

4).

الثالث: الجنة خالية من شوائب الدنيا وكدرها، فطعام أهل الدنيا

وشرابهم يلزم منه الغائط والبول، والروائح الكريهة، وإذا شرب المرء

خمر الدنيا فقد عقله، ونساء الدنيا يحضن ويلدن، والمحيض أذى،

والجنة خالية من ذلك كله، فأهلها لا يبولون ولا يتغوطون، ولا يبصقون

ولا يتفلون، وخمر الجنة كما وصفها خالقها (بيضاء لذة للشاربين * لا

فيها غولٌ ولا هم عنها ينزفون) [الصافات: 46-47] وماء الجنة لا يأسن،

ولبنها لا يتغير طعمه (أنهار من ماء غير ءاسن وأنهار من لبن لم يتغير

طعمه) [محمد: 15]، ونساء أهل الجنة مطهرات من الحيض والنفاس

وكل قاذورات نساء الدنيا، كما قال - تعالى -: (ولهم فيها أزوج مطهرة)

[البقرة: 25].

وقلوب أهل الجنة صافيه، وأقوالهم طيبة، وأعمالهم صالحة، فلا تسمع

في الجنة كلمة نابية تكدر الخاطر، وتعكر المزاج، وتستثير الأعصاب،

فالجنة خالية من باطل الأقوال والأعمال، (لا لغو فيها ولا تأثيم) [الطور:

23]، ولا يطرق المسامع إلا الكلمة الصادقة الطيبة السالمة من عيوب

كلام أهل الدنيا (لا يسمعون فيها لغواً ولا كذابا) [النبأ: 35]، (لا

يسمعون فيها لغواً إلا سلاما) [مريم: 62]، (لا تسمع فيها لاغية)

[الغاشية: 11]، إنها دار الطهر والنقاء والصفاء الخالية من الأوشاب

والأكدار، إنها دار السلام والتسليم (لا يسمعون فيها لغواً ولا تأثيماً * إلا

قيلاً سلاماً سلاما) [الواقعة: 25-26].

ولذلك فإن أهل الجنة إذا خلصوا من النار حبسوا على قنطرة بين

الجنة والنار، ثم يهذبون وينقون بأن يقتص لبعضهم من بعض، فيدخلون

الجنة وقد صفت منهم القلوب، وزال ما في نفوسهم من تباغض

وحسد ونحو ذلك مما كان في الدنيا، وفي الصحيحين في صفة أهل

الجنة عند دخول الجنة " لا اختلاف بينهم ولا تباغض، قلوبهم قلب

واحد، يسبحون الله بكرة وعشياً " (5). وصدق الله إذ يقول: (ونزعنا ما

في صدورهم من غل إخواناً على سرر متقابلين) [الحجر: 47].

والغل: الحقد، وقد نقل عن ابن عباس وعلي بن أبي طالب أن أهل

الجنة عندما يدخلون الجنة يشربون من عين فيذهب الله ما في قلوبهم

من غل، ويشربون من عين أخرى فتشرق ألوانهم وتصفو وجوههم.

ولعلهم استفادوا هذا من قوله - تعالى -: (وسقاهم ربهم شراباً

طهورا) [الإنسان: 21]. (6)

الرابع: نعيم الدنيا زائل، ونعيم الآخرة باق دائم، ولذلك سمى الحق-

تبارك وتعالى -ما زين للناس من زهرة الدنيا متاعاً، لأنه يتمتع به ثم

يزول، أما نعيم الآخرة فهو باق، ليس له نفاد، (ما عندكم ينفد وما عند

الله باق) [النحل: 96]، (إن هذا لرزقنا ما له من نفاد) [ص: 54]، (أكلها

دائم وظلها) [الرعد: 35]، وقد ضرب الله الأمثال لسرعة زوال الدنيا

وانقضائها (واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء

فاختلط به نبات الأرض فأصبح هشيماً تذروه الرياح وكان الله على كل

شيء مقتدرا * المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خيرٌ

عند ربك ثواباً وخيرٌ أملا) [الكهف: 45 46].

فقد ضرب الله مثلاً لسرعة زوال الدنيا وانقضائها بالماء النازل من

السماء الذي يخالط نبات الأرض فيخضر ويزهر ويثمر، وما هي إلا فترة

وجيزة حتى تزول بهجته، فيذوى ويصفر، ثم تعصف به الرياح في كل

مكان، وكذلك زينة الدنيا من الشباب والمال والأبناء الحرث والزرع...كلها

تتلاشى وتنقضي، فالشباب يذوى ويذهب، والصحة والعافية تبدل هرماً

ومرضاً، والأموال والأولاد قد يذهبون، وقد ينتزع الإنسان من أهله

وماله، أما الآخرة فلا رحيل، ولا فناء، ولا زوال (ولدار الآخرة خير ولنعم

دار المتقين * جنات عدن يدخلونها تجري من تحتها الأنهار) [النحل: 30-

31

الخامس: العمل لمتاع الدنيا ونسيان الآخرة يعقبه الحسرة والندامة

ودخول النيران: (كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم

القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا

متاع الغرور) [آل عمران: 185].




(1) صحيح مسلم: (4/2193). ورقم الحديث: 2858.

(2) مشكاة المصابيح: (3/85) ورقم الحديث: 5613.

(3) مشكاة المصابيح: (3/85). ورقم الحديث: 5615 والقدر: الموضع والمقدار.

(4) مشكاة المصابيح: (3/85). ورقم الحديث: 5614 والنصيف: الخمار.

(5) رواه البخاري عن أبي هريرة، كتاب بدء الخلق، باب ما جاء في

صفة الجنة، فتح الباري: (6/318).

(6) التذكرة، للقرطبي:ص 499.


موقع المختار الإسلامى






رد مع اقتباس
قديم 04-05-2009, 07:41 PM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو

 
الصورة الرمزية ابو محمد الخالدي
 

 

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

ابو محمد الخالدي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: فضل نعيم الجنة على متاع الدنيا

بارك الله فيك ياسحاب






التوقيع



رد مع اقتباس
قديم 04-05-2009, 08:44 PM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو

 
الصورة الرمزية مـسـك
 

 

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

مـسـك غير متواجد حالياً


افتراضي رد: فضل نعيم الجنة على متاع الدنيا

بارك الله فيك

كل الشكر والتقدير,,






التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 04-05-2009, 08:49 PM   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

عناد المطرفي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: فضل نعيم الجنة على متاع الدنيا

جزاك الله كل خير






التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 04-05-2009, 10:39 PM   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

ملكة الحرف غير متواجد حالياً


افتراضي رد: فضل نعيم الجنة على متاع الدنيا

أثابكم الله ورفع قدركم.....وشكراً على مروركم...






رد مع اقتباس
قديم 04-05-2009, 10:50 PM   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو

 
الصورة الرمزية بث تجريبي
 

 

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

بث تجريبي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: فضل نعيم الجنة على متاع الدنيا

ما الذي تأخذه الإصبع إذا غمست في البحر الخضم، إنها لا

تأخذ منه قطرة. هذا هو نسبة الدنيا إلى الآخرة.

بارك الله فيك أختي الكريمه

وجزاك الله خير

تقبلي مروري وإحترامي






التوقيع





[RAMS]http://www.hothle.com/vb/uploaded/3828_11325092339.mp3[/RAMS]
رد مع اقتباس
قديم 04-06-2009, 10:44 AM   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
غازي الهذلي

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

هذلي قديم غير متواجد حالياً


افتراضي رد: فضل نعيم الجنة على متاع الدنيا

بارك الله فيك






التوقيع

[

رد مع اقتباس
قديم 04-06-2009, 10:32 PM   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

ملكة الحرف غير متواجد حالياً


افتراضي رد: فضل نعيم الجنة على متاع الدنيا

أثابكم الله أخواني الكرام .....وانت أخي بث تجريبي وقفاتك وردودك دائماً رائعة وتشبيهك يجعل الإنسان يقف وقفة متأمل ينظر لهذه الدنيا نظرة إحتقار.....






رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الفوضوية وعدم احترام حقوق الآخرين والأنظمة. حامد السالمي المجلس العام 35 06-08-2009 07:03 PM
هل كلمة منقول تدل على ضعف الشخصية وعدم القدرة على الابداع ؟؟؟ ابو خالد الندوي المجلس العام 5 01-11-2008 04:20 PM
هل كلمة منقول تدل على ضعف الشخصية وعدم القدرة على الابداع ....؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ فهد الطلحي الهذلي المجلس العام 6 12-27-2007 02:40 PM
أهل الجنة يرثون نصيب أهل النار في الجنة الهذلية المجلس العام 5 08-26-2007 05:24 PM
ادّعاء الرافضة كفر عائشة وعدم إيمانها وزعمهم أنها من أهل النار زيزفون المجلس العام 2 03-31-2007 04:46 PM


الساعة الآن 01:36 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
الحقوق محفوظة لشبكة هذيل