( أخلاق مهجورة )
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من ضمن ما قرأت في كتاب بلوغ المرام للحافظ العسقلاني
هذا الحديث الشريف ..عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون الآخر، حتى تختلطوا بالناس ، من أجل أن ذلك يحزنه)..
متفق عليه واللفظ لمسلم..
فخطر في بالي هذا الموضوع .. فيا لهذا الأدب الجم والخلق الرفيع .. في مراعاة مشاعر الناس .. فأين الناس من هذا ؟؟
أصبحنا نعيش في عالم فرض النظريات .. و إهدار الكرامات ..وطلب الواجاهات على حساب مشاعر الآخرين ... و عدم مراعاة الذات .. بالرغم من أن أساس التعامل بين البشر قائم على الرفق .. وعدم التسبب في المعاناة ....
في هذا الحديث وفي غيره من الأحاديث الجليلة .. حث على الحرص من جرح الآخرين .. أو أذيتهم
بأي طريقة ٍ كانت وعلى أي نهج كان .. فالمشاعر كالبركان وإذا كنت تمتلك لسان فحتماً سيكون للطرف الآخر لسان.. فتجرح هذا ومن ثم يجرحك وهكذا تستمر الدائرة حتى تقطع بالنزاعات وإنهاء العلاقات..
وحتماً ستؤدي بنا للقطاعات فيما بيننا .. ونهجر بعضنا فوق الثلاث ليال .. وينقلب بنا الحال .. إلى جهنم وبئس المآل .. وكل ذلك بسبب كلمة لم نراعي فيها الله أولا وجعلناه أهون الناظرين إلينا .. ولم نراعي بعضنا ثانياً..
نجرح ونرمي بعضنا البعض .. ونغضب لو رمينا بمثلها .. والله لحسن الخلق عند الله من أفضل الخصال
وإلا لما جعل الله لمن يحسن خلقه منزلاً في الجنة .. و إن الله لا يحب من العمل إلا أطيبه ومن القول أرطبه
ويكره الفاحش بذيء اللسان .. الذي تجده ينعق في كل ميدان ... ونسي أن لسانه ترجمان .. لصورته الظاهرة للعيان .. وما يزال الملكان يكتبان .. إن أحسن أحسن الله له .. و إن أساء فلا تزر وازرةٌ وزر أخرى..
فلنراعي الله في تصرفاتنا ثم مشاعر الآخرين من حولنا .. والطيب مرغوب والصفح لا شك مطلوب ..
والخلق الحسن رفعة لصاحبه في الدنيا والآخرة.. وعامل الناس بمثل ما تحب ان يعاملوك به..
أختكم / ما تهـــــــــــــاب..
التوقيع |

|
|