هل يشترط أن يكون للتيمم غبار؟
السلام عليكم ورحمةالله وبركاته
التيمم يكون بالتراب على ظاهرقول النبي صلى الله عليه
وسلم،<<جعلت لي الأرض مسجداوتربتهالناطهورا>>.
فجعلت التربةلأمةمحمدصلى الله عليه وسلم،طهوراً.
فقالوا:دل هذاالحديث على أن التراب يتيمم به ،وهذامستفادمن آيتي
النساء،والمائدة،<<فتيممواص عيداًطيباً>>.
إذاثبت أن التراب يتيمم به بدلالةنص الكتاب والسنةفإن العمل عندأهل
العلم على ذللك فليس هناك خلاف بين أهل العلم رحمهم الله أن
التراب يجزيء في التيمم ،ولكن الخلاف بينهم هل يشترط له غبار؟
هذه المسألةالأولى:
هل ينحصرالتيمم في التراب الذي له غبار؟
المسألة الثانية:
هل ينحصرالتيمم في التراب فقط؟
فجواب المسألةالأولى هو:
الأصح أنه لايشترط أن يكون له غبار؛فليس هناك دليل من الكتاب
والسنة يدل صراحةعلى أن يشترط أن يكون له غبار.
فقالواالذين اشترطواأن يكون له غبار:أن قوله
تعالى:<<صعيداًطيباً>>الوصف بالطيب يقتضي أنه يكون على ذلك
وهذامردود؛لأن الوصف بالطيب المرادطهارته من النجاسة،فلايتيمم
بتراب نجس،ثم نقول لوأنه خص التراب بماله غبارلنافي ذلك مقتضى
الرخصة،فإنك تعلم أن كثيرامن الأرض في بعض الأماكن رمال
لاغبارلهاكماقررالعلماءذلك .
فلوقلناأن التيمم لايصلح إلابالتراب الذي له غبارلأجحف بالناس ففي
بعض الصحاري ربماتسيريوماًكاملاًولاترى أرضاًلهاغبار.
وجواب المسألةالثانية:
أصح الأقوال يجوزالتيمم بكل ماعلى وجه الأرض.
يجوزلك أن تتيمم بالحجروغيره مماهومن جنس الأرض،ولاحرج عليك
فيه كالنورة وغيرذلك.
وذلك على ظاهرقوله تعالى<<صعيداًطيباً>>والصعيد هو:كل ماصعد
على وجه الأرض،فلوأن إنساناًلم يجدالتراب ووجدحجراًصح له التيمم
بالمسح عليه،وذلك أن الله تعالى قال:<<صعيداًطيباً>>،والنبي صلى
الله عليه وسلم،وصف المدينة(بطيبة)مع أن أكثرهاحِرار.
ولكن يشترط أن يكون طاهراً،فلوكان نجساًلايصح أن يتيمم به،والدليل
قوله تعالى:<<صعيداًطيباً>>فالصعي� �كل ماصعدعلى وجه الأرض
ويكون من جنسها،والأصل في العام أن يبقى غلى عمومه حتى يرد
مايخصصه.
وأماقول من خصص التيمم بالتراب فاستدلوابقول الرسول صلى الله
عليه وسلم:<<جعلت الأرض لي
مسجداًوتربتهاطهوراً>>،فالأ ستدلال بهذاالحديث يرد من وجهين:
الوجه الأول:
أنه استدلال من باب مفهوم اللقب ،ومفهوم اللقب ضعيف في القول
الراجح عندالأصوليين.
توضيح ذلك:أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:<<وجعلت
تربتهاطهوراً>>أي :أن تربتهاطهوراً وهذا هومفهوم اللقب ،فمفهوم
تربتهاأن غير التربة لايعتبرطهوراً.
إن ذكرأحدأفرادالعام إذاثبت الحكم لأحدأفراد العام لايقتضي تخصيص
الحكم به لأن النصوص التي في الكتاب عامة<<صعيداًطيباً>>.
وبالنسبةلهذاالحديث ذكرفرداًمن أفرادالعام،والقاعدة(أن ذكربعض
أفرادالعام لايقتضي تخصيص الحكم به).
(منقول من دروس الشيخ:محمدالشنقيطي_حفظه اله ورعاه_)
آخر تعديل ابوهذيل يوم 05-21-2009 في 03:27 AM.
|