درس من دروس التمام في تفسير أشعار هذيل
الهمزة مع التاء
النبي صلى الله تعالى عليه وسلم- سأل عاصم بن عدى الأنصاري عن ثابت بن الدحداح حين توفي: هل
تعلمون له نسبا فيكم؟ فقال: إنما هو أتى فينا. فقضى بميراثه لابن أخته. هو الغريب إلى قدم بلادك. فعول
بمعنى فاعل، من أتى. توفى ابنه إبراهيم فبكى عليه فقال: لولا أنه وعد حق، وقول صدق، وطريق مئتاء
لحزنا عليك يا إبراهيم حزنا أشد من حزننا.
هو مفعال من الإتيان؛ أى يأتيه الناس كثيرا ويسلكونه، ونظيره دار محلال للتي تحل كثيرا، أراد طريق
الموت.
وعنه عليه السلام أن أبا ثعلبة الخشني استفتاه في اللُّقَطة، فقال: ما وجدت في طريق مئتاء فعرفه سنة.
عثمان رضي الله عنه -أرسل سليط بن سليط وعبد الرحمن بن عتاب إلى عبد الله بن سلام فقال: ائتياه
فتنكرا له وقولا: إنا رجلان أتاويان وقد صنع الناس ما ترى فما تأمر؟ فقالا له ذلك، فقال: لستما
بأتاويين ولكنكما فلان وفلان وأرسلكما أمير المؤمنين.
الأتاوى: منسوب إلى الأتي وهو الغريب. والأصل أتوي كقولهم في عدي عدوي، فزيدت الألف؛ لأن
النسب باب تغيير، أو لإشباع الفتحة، كقوله: بمنتزاح. وقوله: لا اله.
ومعنى هذا النسب المبالغة، كقولهم في الأحمر أحمري، وفي الخارج خارجي، فكأنه الطارئ من البلاد
الشاسعة. قال:
يصبِحن بالَقفْرِ أَتاوِياتِ هيهاتِ عن مصبحها هيهاتِ
هيهاتِ حجر مِن صَنيبِعات
عبد الرحمن- إن رجلا أتاه فرآه يؤتي الماء في أرض له.
أي يطر ق له ويسهل مجراه، وهو يفَعل من الإتيان النخعي- إن جارية له يقال لها كثيرة زنت فجلدها
خمسين، وعليها إتب لها وإزار.
هو البقيرة، وهي بردة تبقر أي تشق فتلبس بلا كمين ولا جيب.
منقول من كتااااب التمام في تفسير أشعار هذيل
|