قراءات شخصية في خطاب أوباما
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
خرج اليوم الكثير من المسلمين يتخبطهم الشعور بالرضى من خطاب الرئيس الامريكي باراك اوباما ، متأملين بداية عصر جديد يملاءه التفائل والسلام بعد أن خذلتهم السياسات السابقة لهذه الدولة العظمى.
متناسين حقيقة أمريكا ودعمها السخي لعدونا الأكبر على مرأى ومسمعٍ منا ، وهذا ما قاله أوباما وأكده عندما تطرق للعلاقة الأمريكية الإسرائيلية .
والحقيقة أن الرئيس اوباما نجح في التأثير علينا من ناحيتين :
1- التوجيه ، فنلاحظ أن الخطاب موجه للعالم الإسلامي ، أي خطاب للشعوب .
2-أسلوب الخطاب ،وهذا يظهر جلياً في الأستشهاد بمعاني القرآن الكريم في عدة مواضع ولفظة(السلام عليكم).
ومن هنا يتضح لنا المغزى الحقيقي من الخطاب ،في أولوية السياسة الامريكية ومتطلباتها ، ومحاولة خطب ود الشعوب الإسلامية لهذه السياسة من باب الإحترام (المنشود) وتلمس ثقتها.
ولعل الأمر يتضح شيئاً فشيئاً من خلال النقاط المهمه التي توقف عندها اوباما في خطابه ، ومحاولة التأثير في الرأي العام من حيث أن سياسته ستكون مبنية على الود والحب والسلام مع المسلمين، وتجنب مصطلح الإرهاب لاإسقاط التطرف ، ككلمة ربما يتقبلها المسلمين أو ستكون في كلا الحالتين جديدة لن يكون وقعها عليهم مثل (الارهاب).
كما اتضح رأي السياسة الجديدة في سياسة بوش ،وكذلك لبعض الممارسات المغلوطه ضد المسلمين ،من نواحي سطحية تصب في مصلحة توجيه الخطاب واللعب على وتر الشفافية ،فالرجل يخطب ودنا ليعمل ضدنا، فلا أعتقد أن اوباما يخفى عليه غوغائية الشعوب العربية بالذات.
اوبا الان في بداية مهمة ، وإيران هي المعضلة الحقيقة ، ومن هنا إنطلقت سياسة اوباما في خطابه ،فكسب ود الشعوب الإسلامية من خلال الاعترافات ببعض الحقوق ،ستكون بداية رائعه لتخفيف حدة التوتر الذي احدثته السياسة السابقة.
الغريب أن اوباما استشهد في خطابه بمعاني القراآن الكريم ،ولكن للأسف كانت كلها تدين الإسلام في سياقاتها !! فمثلا عندما تكلم عن التطرف استشهد بمعنى قوله تعالى «من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنّما قتل النّاس جميعاً ومن أحياها فكأنّما أحيا النّاس جميعاً».متناسيا كم من الأنفس قتلت في العراق وفلسطين !! ليبرر مأساة العراق بغطرسة صدام ، وتسرع السياسة الامريكية القديمة...! فهم رغم خطأهم وقتلهم للأبرياء ، لم يقتلوا الناس جميعا..؟!
لن تُحدث سياسة اوباما فرقاً ،في قضايا المسلمين ، فالخطاب موجه للشعوب فقط ،وهذا دليل على عدم جدوى الحكومات الإسلامية وتبعيتها،ولكن المقام الآن يستوجب تخفيف حدة التوتر من وجهة نظر السياسة الجديدة للرئيس الجديد.
فلا نفرح كمسلمين (بالسلام عليكم) ، ولا برأي اوباما في تغطية رأس المرأة المسلمة، ولا توجيه النداء لااسرائبل بوقف توسع المستوطنات ، فعلاقة إسرائيل بأمريكا أكبر من طموحاتنا كمسلمين (برئيس كافر ينصرنا).
التوقيع |
[flash=http://dc15.arabsh.com/i/02385/wbsm3102i6o8.swf]WIDTH=500 HEIGHT=300[/flash]
لزيارة مدونتي |
آخر تعديل عماد الهذلي يوم 06-05-2009 في 12:30 AM.
|