الصعود على أكتاف الآخرين
الصعودُ على أكتافِ الآخرين
يسعى الإنسانُ إلى النجاحِ دائماً ، ويبحثُ عن التميزِ في مجالهِ ، ويحاولُ الرقيَ بالاعتمادِ على اللهِ ثم على نفسهِ وله ذلك ، وحينما يرتقي الإنسانُ على كتف غيره في الوقت الحاضر ، ربما لن يجده لاحقاً ليصعد بل ربما يصاب بالإحباط ويأوي إلى الاعتزال المبكر خوفا من الهزيمة والفضيحة .
إنَّ النجاحَ الحقيقي هو نجاحُكَ في عملكِ وعلاقاتِك ثم هو نجاحُ الآخرين مِن خلالك وبمساعدتِك وتشجيعِك لا على حسابِ نفسكِ وجُهدِك المسروق .
عادة تحدق العيون في الشخصِ الناجحِ إما للإعجابِ أو للحسدِ عِندَ بعضِ النفوسِ المريضةِ التي تصلُ نظراتهم للحقد .
إذا حضرتَ حفلَ تكريم مسؤول فلا داعي أن تكيل الشكرَ والتقديرَ أثناءَ تقديمِ الرجالِ هداياهم ، ولا تحاول رفعَ الهدايا معللاً بأنها لاتحمل اسماً لامعاً إلا إن كنت ممن يتابع العدسات وتلاحقه الفلاشات ويشارك بوجهه في تكريمِ الرجال ، وهؤلاء ما أكثرهم فلهم مواسمهم وبروزهم المعتاد ، أما من يسرقك ويسرقُ جهدَكَ لِيصعَدَ عَلى كتفِكَ قاصداَ مختبئاً خلفَ ستارةِ الاعتقاد بأنَّه متقنٌ لفنِ التغابي ؛ فلا أعده إلا غبياً يحاول الهروب من الهزيمة القذرة التي تلحق بمن لايستحق حتى الهزيمة ، وليتنا نجيد ونتقن أعمالنا بأنفسنا لانسرقها من زملائنا حتى لايقال لنا :
أوردها سعد وسعد مشتمل ما هكذا يا سعد تورد الإبل
لأنه يضرب لإدراك الحاجة بلا تعب ولا مشقة .
أعجبتني كلمة قالها لي مدير (سابق) : اعمل خيراً ، ويؤشرُ بيدهِ للخلف ، ولعلَّكم أدركتم المثل المقصود ، لكن تمثليه بابتسامه أوصلها سريعاً .
أخيراً:
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا ويأتيك بالأخبار من لم تزود
خالد إبراهيم العفيصان
|