الحقيقة أنني ترددت في طرح الموضوع ....
تارة أقول : يا ســحــاب لن تصلحي الكون !
و تارة يحرضني شعوري كمسلم في ضرورة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر
لـيّرق قلبي و أقول : سأطرح ما عندي فلعل الله ينفع بهذا التذكير من هم غافلين ....
و بين هذه و تلك ، قررت طرح الموضوع .. و اسأل الله الهداية للجميع .
بالأمس ، كنت أشاهد " قناة العربية " ومن ضمن الأخبار .. خبر عن سعودي
في عمر الخمسين أصيب بسرطان في حنجرته وعلى إثر ذلك تم استئصالها
مما سبب له صعوبة بالكلام أو عدم الكلام إلا بواسطة جهاز يوضع عند حلقه شبيه " بالمايكرفون " حتى يسمع الآخرين حديثه
وهذا الجهاز يصدر صوتا ً مزعجا ً وكأن الذي أمامك جهاز إلكتروني ناطق وليس بإنسان ....
هل لكم أن تتخيلوا كل هذا ؟!
و السبب : سيجارة !
هو مدمن " للدخان " و عندما أصيب بهذا المرض ندم على تعاطيه للدخان ، و لكن هل ينفعه الندم
بعد الخسارة ؟
خسر نعمة الكلام ، أحد النعم التي كرمنا الله بها و ميزّنا بها عن جميع خلقه .
و الآن هو يناشد بعمل حملة توعوية بأضرار التدخين ، كما أنه قام بدعوى في المحكمة ضد شركات " التبغ "
مطالبها بتعويض قدرة 15 مليون دولار ....
يا أخوة ..
الله سبحانه وتعالى قال : " ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة "
و أنتم محاسبون على صحتكم و أنفسكم و ستسألون عنها غدا ً ......
فالكل يعلم خطورة التدخين ، حتى شركات " التبغ " نفسها تعلم خطورة التدخين و تنوه على ذلك في علب السجائر
و لكن .... !
الواحد منا عليه شكر النعمة و شكر الله على نعمه ، وفيه فرصة للتعديل من أنفسنا و التراجع الآن .. كما أن الحكومة ما قصرت
فتحت عيادات للمدخنين ووفرت لهم المكان و الأطباء ، ولم يبقى عليكم سوى الإرادة .
و الإرادة سهلة جدا ً ، وما عليكم أولا ً ، سوى : القرار ....
والموضوع بين أيديكم و كذلك هو حال قراراتكم !
دمتم أصحاء .