السلام عليكم
تكاد تكون المناسبات الأجتماعيه ... والتواصل بين أفراد المجتمع هي الميزة التي لا زالت تحتفظ بها الدول الشرقية .. ودعوني اخص مجتمعنا السعودي .. أكثر كونه هو ما يهمنا من الموضوع ...!!
استقبلت اتصال من والدي ... ( الو .. [ ابو بشير] استعد اليوم عندنا عشاء ... وجيب معك كذا وكذا )
جنت جنوني .. مع سماع هذا الخبر ..!! يا الله الى متى ونحن نتمسك بهذه العادات والتقاليد .. وفرد خمس من ( الطليان ) لضيف واحد .. و[[ وبقية أفراد القبيلة ]] .!!
بعد الاسترخاء .. وارتماء جسدي على مقعد سيارتي .. حدثتني نفسي قائله : أكرام الضيف ومعه عشرات من رجال الجماعة ونسائهم ... شئ جميل .. ويقوي العلاقة بين الأقارب ..!! عن طريق هذه المناسبات الأجتماعيه ..!!
امتلأ مجلسنا ...
بدأت أخذ بــ عيناي التي لم تذق النوم بحثاً عن إقامة مناسبة ناجحة ..!! دوره سريعة على جميع أنحاء المجلس رأيت كل شخص يتحدث مع الشخص الذي بجانبه .. بتأكيد هو منظر جميل أسعدني كثيراً .. وأزال عني حمل هذا اليوم ..!!
كنت في قمة السعادة
في لحظه كان الكل مشغول بالأحاديث الجانبية ... انتفض المجلس مرحباً بذلك الطفل المسيطر على خطواته إلى حد ما ... ((أهلا .. أهلا .. راكان .. تعال يا بابا .. تعال)) يكاد 90% من المجلس يريد أن يضع قبله على خد وعنق راكان وبقوه تصل إلى التكريز .. وكأنه الحجر الأسود .. وكل من قبل راكان .. ابتسم ابتسامه مصطنعه بــ وجه أبيه .. ((يعني شوفني)) ..!!
ما جعلني استنكر .. واغضب .. أن هناك في المجلس لا يقل عن 4 اطفال ... والطفل معه خد .. أشبه بخد ( هبه نور ) .. دخلوا ولم يجدوا الترحيب ..!!
طبعاً كل القبلات والاحتضان و الترحيب الذي حفي به راكان ليس حباً في [[ خشته ]] ... ولكن لأن اباه ((مهندس في البلديه))
الله وش كثر هم مُنافقون
صوره أخرى .. بعد أن ألغى راكان كل الأحاديث الجانبية ... سأل ذلك العجوز .. شخص اسمه أحمد وهو رجل ملتزم دينياً ومطول ثوبه [تحت الركبة] بكم سنتمتر وهو معلم لغة عربيه ..!! (( هل أنا مجبور أن استمع لخبطة العيد كاملة ..!! ))
أجاب احمد .. (( نعم ))..!!
تدخل سعيد وهو شاب حالق اللحية ومدرس تربيه أسلاميه .!!!
قال عفواً يا شيخ احمد ...(( خطبة العيد .. ليست واجبه ..!! بل سنه ))
وبعدها تفاجأ سعيد .. بأصوات غاضبه .. ونظرات مستحقره .. من زوايا المجلس وهناك من قال (( أين دليلك ..؟؟))
أصبح سعيد يحتاج دليل ... وأحمد لا ..!!
كل ما فعله سعيد هو أثبات كلامه بدليل ... وبعدها لم يقتنع بكلامه الا القليل ..!!
الله وش كثر هم مُصدقين .. ومُقدسين
صوره اخرى ...
تحدث الأستاذ عبد العزيز ... عن معاناته في إحدى المستشفيات الحكومية ومعانات والدته .. في وجود العناية الكافية ..!!
وبدأ ينتقد المستشفيات السعودية ... والتقصير الحاصل ..!! من وزارة الصحة
الكل صمت .. ولم يتفاعل معه احد ..
إلا أبو عواطف ... قال له ... (( اسكت ترى الجدران تسمع ))
الله وش كثر خوافين ..
التزم الجميع الصمت ...و عادو للحديث الجانبي ... ويبدو أنهم يحتاجوا أن يزورهم أبن العقيد .. كي يعود المجلس للحديث الجماعي بعد أن أخرجهم راكان من الحكاوي الجانبية ..!!
فضولي أجبرني على اخذ الشاي من أخي الصغير ... واخذ جولة على المجلس لــعلي افهم في ماذا يتحدثون ..؟؟!!
توقفت أمام محمد وفهد ... لأسكب لهم الشاي .. عيناي في الفنجال .. وأذني معهم ..!!
فهد يقول لــ محمد ...(( عندك اشتراك سيارة..؟؟ )) .!!
أخذت خطوتين عند أبو جاسم .. وأبو سلطان .. نفس الوضعية إذناي مركزه على حديثهم ... أبو جاسم يقول ..(( يا أخي الأراضي اللي في جده جابت لي 8 مليون .. وانا شاريها بـ مليون ونصف .. وما ابغى ابيع ..))
فقلت للبراد .. الذي أثقل يدي
كل واحد معه همه على قده ....
تقدمت قليلاً .. بعد أن تجاوزت رجلين لازالاً .. يستمتعان بــ فنجاليهما ... ومندمجين في سوالفهم .!!
وصلت عند ابن [[ طعشري ]] يتحدث مع رجل [[ ثلاثيني ]] عن البالتوك .. وكيف الدخول والتعارف .. وفتح الكام وشحن الجوال ..!!
كان الثلاثيني منبهراً من التقنية التي لم يلحقها ..!!
جيل قادم ... يجر جيل سابق خلفه ..!!
كان في زاوية المجلس ... شاب قد سقطة عيناه على أحضانه .. مهملاً كل المجلس ..!! اقتربت منه ..!!
فوجد جواله على فخذيه ... وعلى الشاشة قد كتب [[ جاري إرسال سعوديه في السيارة ]] ..!! التفت على زاوية المجلس الأخرى ... فوجد من سقطت عيناه على شاشة جوال ومعه شخصان .. وقد كسا ملامحه الشبق ..!!! هــ كذا يبدو ..!!
الله وش كثرهم حقارا
بعد العودة من جولتي في مجلسنا ... وضعت الشاي بيد أخي .. وجلست مصدوماً ..ومقهوراً على تعبي منذ الصباح ..!!
جاءني صديقي حمودي ... وهمس في أذني .. [[ وش العشاء ..؟؟ ]] قلت [[ سليق]] قال يا أخي ليه ما يكون [[مندي]] قلت هذي رغبة الوالد ..!!
صمت دقيقه .. ثم عاد ليهمس مره اخرى .. [[ طيب متى العشاء .. ترى تأخرتم]] ..!!
قلت حمودي... رجاء التزم الصمت فأعصابي متوترة ..!! ضحك .. واستغل توتري .. ليزيده أكثر ..!!
الله وش كثر همهم .. ملء بطونهم
دخل والدي .. ورحب بالجميع وقدمهم إلى المجلس الأخر .. للعشاء ..!!
أكل الآكلون ... ودمر المدمرون ... ونسف الناسفون .. على رأسهم أبو مندي ..!!
بعد العشاء وقبل أن تنشف الأيادي .. ودع الكثير منزلنا ..!! متجهين إلى القهوة .. فرأس الشيشة بعد المفاطيح ..!!
يخليك تشوف غلام البنقالي الأسمر في القهوه .. كيم كرديشيان ..!!
هــ كذا يتم شكر النعم ..!!
بعد أن رحل جزء كبير من مجلسنا ... وبعد أن ملئت البطون .. أتيحت الفرصة لــجارنا ابو هلال ... لــ يحكي لنا مغامراته مع مقناص الأمير ... وكيف كان هو مبدعاً وعزيزاً على قلب الأمير ..!! رغم ان الجميع يعلم انه وكيل رقيب في الدفاع المدني
سوالف من الخيال .. اضحكتنا كثيراً ..!!
الله وش كثر تحلو السوالف ... بالبكش ..!!
بعد الساعه الــ 12 والنصف ... غادر الجميع من المنزل .. وصعدت أنا إلى غرفتي .. واحتضنت جهازي .. لأشكى له الحال ..!!
لماذا أصبحت مجالسنا ... بهذه التفاهة ...؟؟!!
ولماذا لم تعد تلك المجالس التي يختلط بها أصالة ومعانات الجيل السابق ... بهموم الجيل الحالي ورفاهيته..!!
أين هي طُرف .. كبار السن ..؟؟
وأين هي تلك السوالف .. المحلاة بالقصيد ..؟؟
لماذا الكذب .. والنفاق .. والتكنولوجيا .. استطاعت أن تنحر مجالسنا ..؟؟
لماذا ... وأين .. ومتى ..؟؟ لن تجد اسألتي أجابه مريحة .. إلا أذا عزمت ضيفي على وجبة ماكدونالدز ..!!