حقائق المحاورة ( الحلقة الأولى ) 1

بسم الله الرحمن الرحيم

كنت قد طرحت رأيا عاما في المحاورة وكشف العديد من أسرارها في مشاركة بسيطة لموضوع العضو القدير : أبا بسام ولكن تسببت التقنية في فقدان ما كتبت وها انا أعود إليكم اليوم لأشرع في سرد مايتعلق بالمحاورة ذلك الفن الذي لم يعد فنا أصيلا لدى الكثير ممن يمسكون بزمام قيادته.

الجميع يعلم أن المحاورة بدأت بشعراء منهم المسعودي عبدالله والثبيتي مطلق والمطرفي حاسن وصياف الحربي والجبرتي وبن تويم وبن شلاح وهلال السيالي يرحمهم الله والناصر أحمد وخلف بن هذال والسواط جارالله ومستور العصيمي وبكر الحضرمي ورشيد الزلامي وغيرهم كثر وأنا هنا لا أنسب نشأتها لهؤلاء .. بل أصفهم بأنهم النخبة الذهبية التي قدمت المحاورة وعرفها الجمهور من خلالهم.
كان ذلك في التسعينات هجرية وأستمرت تلك النخبة بخلاف المسعودي والجبرتي يرحمهما الله حتى مابين عام 1413ه وحتى عام 1421هـ وهي الفترة التي شهدت إعتزال بن هذال المحاورة ووفاة مطلق الثبيتي يرحمه الله وقلة مشاركات الناصر وصياف والذي داهمته الأمراض حتى توفي عام 1428ه يرحمه الله.
لقد عاش أبناؤنا خلال تلك الحقبة الزمنية مع محاورات نادرة ومع شعراء كبار قدموا لذلك الموروث أو بالأصح قدموا لنا موروثا سنحتفظ به على أمد التاريخ
ومع بدء عام 1409ه حتى عام 1418ه ظهر العديد من الشعراء من بينهم فيصل الرياحي يرحمه الله ومحمد المسعودي وعبدالله بن سنان الذيابي والذي عاصر الجيل الأول إلا أنه لم يذكر أنفا لما قدمه من شعر عادي خلال تلك الفترة من الزمن وكذلك ظهر حبيب العازمي وعبدالله المطرفي وملفي المورقي وبن طمحي وعمر الخالدي وابو مشعاب وعبدالله العير يرحمه الله ومن هذه الفترة بدأت شرارة الشللية مع إنطلاقة مكاتب الشعر والتي بدأت بمكتب القصير وكنا نسمع بين حين وأخر عن التكتلات التي تجمع حبيب ومستور مقابل الرياحي والخالدي وكذلك المطرفي عبدالله وابو مشعاب والعميري سعود وعتيق القارحي إلا أن كل تلك التكتلات والحزبيات التي ظهرت لم تكن سوى زيادة في إقبال جمهور المحاورة ومحاولات لإستنهاض همم البعض لمتابعة المحاورة.
ظللنا كذلك حتى عام 1420ه وهي الفترة التي شهدت دخول شعراء كثر من بينهم عواض الشهيب وتركي الميزاني وزيد العضيلة وعبدالله بن عتقان ومصلح بن عياد وعبدالله العلاوة وشبيب الزراقي ودخيل الله الزحيمي يرحمه الله وأبو ناب وفلاح القرقاح وعبدالله بن شايق وسلطان الهاجري وراشد السحيمي وشديد الرياحي محمد السناني وبخيت السناني ومحمد بن مشيط وعبدالله الميزاني ومن تلك الفترة بدأنا في رصد الشللية الواضحة مع تزايد إنتشار المكاتب الشعرية وأخذ الناس في متابعة شعراء المحاورة ورصد تحركاتهم ومتابعة حفلاتهم ليزداد الأمر تطورا مع توسع دائرة المتابعة الإعلامية حتى دخولنا في الفترة

من عام 1425ه وحتى عام 1430ه وهي الفترة التي شهدت قفزة هائلة وكبيرة على مستوى الخليج العربي والتي شهدت دخول أكثر من ثلاثون شاعرا جديدا من بينهم عبيدالله القارحي وحامد القارحي وفهد العازمي وعبدالعزيز العازمي وصقر سليم وفواز العزيزي وحمدان العصيمي وإبراهيم الشيخي وفلاح المورقي وحمود السمي البقمي والجلاوي وسفر الدغيلبي وطامي الرياحي وعيضه الثبيتي ومرزوق المقاطي ومحمد العطاوي وعبدالله القثامي ومحمد العازمي وسلطان المنصوري وسلطان المطرفي وعبدالمحسن القويعي وزبن القاضي وراضي عتقان وسامي السفياني ومستور السفياني وعلي البقيلي وسالم المطرفي وسلطان المسعودي ومعتق العياضي ونامي السلمي وتركي البقيلي ومن هؤلاء الأسماء من خدمتهم البرامج التلفزيونية التي ظهرت مؤخرا أو خدمتهم ظروفهم وعوامل عديدة ساهمت في بروزهم.

لا يختلف إثنان في أن من بين تلك الأسماء من يستحق أن يشار إليه بأنه (شاعر) ويستحق أن يكون بجانب الشعراء الكبار هم عبدالله الميزاني وحامد القارحي وإبراهيم الشيخي وحمود السمي وصقر سليم وسفر الدغيلبي وبن عتقان وبخيت السناني وفهد العازمي مع إحترامي لكل البقية.


وبالرغم من كل تلك الأسماء وكل تلك الشاعرية التي يمتلكها البعض منهم إلا أن المحاورة لم تعد ذلك الفن الأصيل ولم يجد المتابع للساحة الشعرية سوى (حلقات تهريج ) بخلاف عدة محاورات شهدت شعرا حقيقا ونزالات قوية جمعت عددا من الشعراء ...

وقد يتسأل الكثير عن الأسباب التي دعتني لوصف الساحة بأنها ساحة تهريج وبحث عن المادة دون إرضاء وإشباع لذائقة المتابع المغلوب على أمره ... أقول للجميع أن التكتلات والحزبية التي شهدتها الساحة مؤخرا أضرت بشكل كبير على سير منهجية الساحة ولا ضير أن نفصل تلك المشكلات والحزبيات في النقاط التالية بعيدا عن السرد التتبعي الذي إنتهجته أعلاه لعل البعض يعرف مكامن الخلل في ساحة شعبية ستندثر بفعل هؤلاء.

** تشكيل بعض الشعراء أحزابا للعب مع بعضهم البعض دون أخرين من زملائهم.

** تأثير مكاتب الشعر في عدد من الشعراء ونجد أن مكتب القصير ومكتب صدى الشعراء ومكتب بيت الجنادرية خلف إنحراف الساحة في الكثير من الأمور منها :

قيام مكتب القصير بجمع التحالفات بين الشيخي والدغيلبي ومحمد السناني ومصلح بن عياد كجهة معينة يلعبون مع بعضهم ..

وتأتي جهة أخرى تجمع : حامد القارحي والمنصوري ومرزوق المقاطي ومحمد العازمي ويتم توزيعهم جغرافيا مع عدة شعراء لمختلف المناطق.

ويأتي من جهة أخرى مكتب بيت الجنادرية ليجمع : ملفي المورقي وتركي الميزاني وفهد العازمي وفواز العزيزي وزيد العضيلة وراشد السحيمي

ويأتي مكتب حبيب المعروف بتراث الشعراء ليجمع : فلاح القرقاح وبخيت السناني وحبيب ومستور وصقر سليم وسلطان الجلاوي وعبدالعزيز العازمي بالإضافة لفواز العزيزي الذي يستفيد من كافة المكاتب.

وتأتي مكاتب أخرى موزعة بمختلف المناطق تتسلم زمام الأمور في توزيع حفلات كلا من : منيف المنقرة وبن مشيط ومعتق العياضي وعبدالله الميزاني وعدد من الشعراء.

ولم تتوقف مشكلات المحاورة وهمومها عند مكاتب الشعر بل تعدت ذلك لتصل للشعراء أنفسهم والتي سأتطرق إليها في حلقة أخرى إنتظروها قريبا ...


(( في الحلقة القادمة ))

** أسرار ولأول مرة عن المحاورة قديما وحديثا
** بعض مايدور بين الشعراء قبل المحاورات وبعدها
** أماكن تجمع الشعراء وكيفية إدارة الحفلات فيما بينهم
** كيفية توزيع الحفلات والحديث عن ماذا سيقدمون في كل ليلة
** ماذا يقولون عن بعضهم البعض في المحاورة وخارجها
** مؤامرات تحاكى وقصص تروى وحقائق تظهر لا يعلمها الكثير ستجدونها في الحلقة القادمة ...