قبل سنوات وفي طفرة الأسهم وارتفاع المؤشر بلا رقيب ولا حسيب ، حققت عدد من الشركات أرقاما فلكية في حين أن بعضا منها لم تكن سوى مكتب يضم موظف استقبال وعامل وثلاث كراسي انتظار . ولم تمضى شهور حتى أشرقت شمس الحقيقة فتهاوى المؤشر هبوطاً سحيقاً كما تهاوت أبراج أمريكا ، ولكن أمريكا أعلنت أسماء من فجر واسقط ونحن صمتنا بعد أن ضاعت الأموال وغدا صاحب الملايين معسراً ، وتراقصت البنوك فرحاً على جراح المواطنين المغلوبين بعد أن خنقتهم بتحويل الراتب وسداد التمويل . لقد كانت صورة مأساوية لمجتمع لا مكان فيه لمقاضاة من تسبب أو خدع أو زيف وهرب . بعد انهيار سوق الأسهم لا مكان إلا لغني أو فقير فلا وسط بينهما ... الأغنياء إلى الغنى يزيدون و الفقراء بين لهيب الأسعار وسدد المديونيات يكتوونفي ظل هذه الأوضاع يتلمس المواطن يدٍ حانية تقدر أزمته وتعيش معاناته وتخفف عن كاهله ما يجده من عناء من ارتفاع الأسعار ورسوم الخدمات . لا يصنع ولاء بالأغاني الوطنية وبفوز المنتحبات الرياضية ... ولن ينجح الخطاب الديني أن يزيد ولاء وهو لا يتحدث إلا عن الواجبات ويزجر وبقسوة كل من سئل وطالب بالحقوق ... يريد المواطن من وطنه اليوم أن يكون به رحيم وان يحن عليه كما تحن الأم على طفلها الصغير فهي تخشى عليه برد الشتاء ولهيب الصيف وربما نامت جائعة وطفلها شبعان . يريد المواطن من وطنه أن يستقبله طالبا وموظفاً وعاملاَ فلا يؤثر عليه غريب ولا يقدم عليه بعيد .
عندما حدثت أزمة ارتفاع الأسعار وقفت وزارة التجارة موقف المتفرج بل والساخر وهي ترى المواطن يقع فريسة بين تجار السيارات والأرز ومواد البناء وقائمة تطول من التجار الجشعين .
لقد باركت الوزارة صنيعهم ومن لم يأكل رزاً فليأكل تراباً أو تبناً أو لينم جائعا ولا عزاء للمساكين ، وأعجب من ذلك أن تنخفض الأسعار في كل العالم بل تفلس شركات إلا هنا تبقى الأسعار ثابتة وربما تزيد ولا مكان للمقاطعين. ما حيلة أسر فقيرة لا تطرق أبواب الجمعيات الخيرية تكففا وحياء، ولا ترضى النفاق و التملق لمسئول أو صاحب جاه وليس لهم إلى الشرهات طريق وقد أثقلتهم الديون والرسوم . ما حال ذلك الشاب و الذي هو صورة لمئات الشباب وقد حمل بيده ملفه الأخضر وقد امتلاء بكل شهادات التفوق لكنه خلا من شفاعة شيخ أو تعميد أمير ، وفي يده الآخر خمسون ريالاً يصرفها بين سيارات الأجرة متنقلا بين وزارة وأخرى بحثاً عن وظيفة.
قبل أن يجف حبر قلمي تلمست إدارة المرور معاناة المواطن وما يمر به من ظروففأصدرت نظام مضاعفة رسوم المخالفات ... لقد انتهت كل مشاكل المرور فلم يعد ثمة زحام في الطرق أو اختناق عند التقاطعات بل أن متحدث المرور في الإذاعة كل صباح يخيل إليك أنه يتحدث عن كوكب أخر، فأنت في طريق مزدحم أو نفق مغلق أو إشارة متوقفة وهو يقول كل الطرق سالكه وبنظام وانسيابية وحسب التوجيهات. لقد أصبحت سيارة المرور تصل إلى الحادث حسب اتجاه الريح فتارة ساعة أو يوم أو قد لا تصل ، ونجح المرور في حملة ربط حزام الأمان حتى أصبح المواطن ينام خائفاً ومهموماً من نسيان الحزام ورسوم المخالفة، وربما ربط أناس الحزام على بطونهم من شدة الفاقة .
وفي الوقت الذي ربط الحزام على المواطن المغلوب ضاق الحزام على صندوق المخالفات لدى المرور بعد أن تكدس بالأموال وفي النهاية لا حزام ولا يحزنون. لقد كان أولى بالمرور مراجعة وتقويم الأخطاء والإجابة على السؤال الكبير لماذا فشلت تلك الأنظمة و الحملات ؟ و التي راح ضحيتها جيوب المواطنين بدلاً من مضاعفة رسوم المخالفات والاتكاء على فتوى شرعية تجيز لهم ما يفعلون.
لست هنا أدافع عن أخطاء السائقين ولا أبرر لأهل المخالفات ما يفعلون بل أدعو للحزم في ذلك ولكن ليس على حساب المواطن وبهذه الطريقة . لا يليق أن يتحول المرور إلى إدارة جباية على مواطن مغلوب أثقلته رسوم الخدمات ثم يضاف لها مضاعفة المخالفات.
لن يشعر بمعاناة ذلك المواطن عضو الشورى وهو يصادق على هذا النظام فهو لا يصل إلى قبة الشورى إلا بسائق وسيارة فارهة أما رسوم الخدمات و المخالفات فحاشا لمثله أن يسدد أو يقع في مخالفة. ولن يعيش هذه المعاناة ذلك العالم الشرعي حينما أفتى بجواز ذلك وصمت وأطرق أمام معاناة الآخرين. إنها دعوة ودعوات رفقاً بالمواطن.
وقبل الختام هي دعوة لهيئة سوق المال إذا أردت رجوع مؤشر الأسهم فلتسمح بإدراج سهم المرور للتداول فسوف يحقق أرقاما فلكية تتجاوز كل أسهم الخشاش.
المشكلة فينا نحن الدولة تغيرت وأصبحت أكثر شفافية وتتقبل النقد لكن الاصوات التي تخرج من حناجرنا لا تصل الا الي أذنين فقط
مقال أكثر من رائع لكن التوقيت واذا فات الفوت مايتفع الصوت
صدق الشيخ فيما قاله وليس إدارة المرور فحسب بل أصبح كل شي عندنا جبايه تدفع>>>> والا ماتنفع .. فأصبحنا طبقتين طبقه فوق وطبقه على البلاط ، ما فيه شي اسمه وسط !!
أصبحنا في زمن الإحتكار والإختلاس تؤخذ أموال المواطن من جيبه وهو ينظر لتسديد فواتيرالنصب والاحتيال لكبريات الشركات بدون رقيب ولا حسيب تحت مظلة تقديم أفضل خدمه للمواطن والعكس غير ذلك .. زمن القوى يأكل الضعيف بلا هواده ، وهذا من طمع الدنيا وضعف الوازع الديني لدى البشر .
اشكرك كل الشكر على طرح هذا الموضوع ونتمنى أن يكون لدعاتنا وعلمائنا ولأصحاب الرآي والحل وقفه صامده وواضحه أمام هذا الجشع البشري الذي أصبح ينهك كاهل المواطن ، دمت كما تحب وأفضل ،،،
أستاذي ابوخالد لا نستطيع تجاوز مانثرته بالمجلس العام
من رسالة وصلت على أميلك لمقالة شيخنا جزاه الله خير الجزاء
لأنها تتحدث بمراره عن مال اليه المواطن من ضيق عيش
في هذا البلد الغني بثرواته كوطن والفقير بمعيشته كمواطن
ولكن لا حيات لمن تنادي في عصر العولمه أيه الفارس
لانه بينك وبين ولي الأمر عازل حراري من الفولاذ الناري
وحال لسان المسؤل يقول : كلن يسدد فاتورة ماجنت يدها
بفعل فاعل كعبدً مامور واالله المستعان أخي الحبيب
ونقول حسبنا الله ونعم الوكيل
ولقد وضح الله في كتابه طريقة تريح القلوب وتهدئ ثائرة النفس
وذلك بالصبر والاسترجاع وقرن ذلك بالجزاء الأوفى من الله والثواب
الذي يرفع الله به درجة الصابر المحتسب وهو وعد من الله سينجزه سبحانه
كما قال سبحانه تعالى : ( وبشّر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون
أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون ) صدق الله العظيم
ودمتم بإحسن حال والحمد لله رب العالمين > وكل عام وأنتم بخير
كلام الشيخ واقعي ومنطقي ويحكي واقع الحال بلا شك
ولكن
لانلقي باللوم كله على الحكومة
حكومتنا ولله الحمد أفضل حكومة على وجه الأرض ولديهم الرأفة والرحمة
ولكن من يوصل كلام الشيخ إلييهم الذي هو لسان حال كل مواطن
سكوتنا نحن كمواطنين على هذا الوضع دليل رضانا بمايحدث
والله لو وصلت معاناتنا كما هي لأبو متعب حفظه الله لتغير الوضع
ولكننا نسكت على ظلم الوزارات والإدارات الحكومية ثم نشتكي لبعضنا فقط
لكن من يوصل تلك المعاناة والظلم لولاة الأمر ؟؟؟؟
هنا مربط الفرس
التوقيع
بسم الله
والحمدلله
ولاإله إلا الله
واللــه أكـــــــبـــر
ولاحول ولاقوة إلا بالله
آخر تعديل ابوفهد الياسي يوم 09-22-2009 في 04:55 PM.