اصحاب الغار

[ماطر السويدي]

اللهمَّ ارْزُقْنِي الْفِرْدَوْسَ الأعلى مِنْ غَيْرِ عِتَابٍ ولا حِسَابٍ ولا عَذَابْ


يقول عليه الصلاة والسلام فيما رواه البخاري ومسلم عن ابن عمر رضي الله عنه وعن أبيه

قال عليه الصلاة والسلام : (( انطلق ثلاثة نفر ممن كان قبلكم من الأمم السالفة حتى أواهم المبيت إلى غار فدخلوا الغار ))

فسالت الأرض وأمطرت السماء ((فأنطبقت صخرة من الصخرات على فم الغار فسًدته)) فأصبحوا في موقف

لايعلمه إلا الله فلا أنيس ولارقيب ولاولد ولاصاحبة

فجلس الثلاثة وقد أظلهم الليل الدامس فليس عندهم من الطعام ولا من الشراب مايكفيهم وهم في صحراء قاحلة وفي قفر مدوي

لايسمع صوتهم إلا الله ولايسمع بكاءهم إلا الله ولا يسمع صوتهم إلا الله ولايسمع بكاءهم إلا الله ولا يسمع صياحهم إلا الله فتشاوروا فيما يصنعون والمرء

إذا ضاقت به الأمور أخلص التوحيد لله الواحد الأحد ...



فقال أحدهم : ((والله لاينجيك من مكانكم هذا إلا أن تدعوا الله بصالح أعمالكم))

فإن كنتم أحسنتم في الرخاء فالله سينجيكم في الشدة ... لأن الله يجيب من يطيعه في الرخاء وقت الشدة.

أما رأيتم يونس عليه السلام يوم ضاقت به الحيل يوم ألقى في اليم ويوم أبتلعه الحوت ويوم أصبح في ظلمة الليل

قال : ((لا إلـــه إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين)) [الانبياء:87]

فقال الله : [[فلولا أنه كان من المسبحين *للبث في بطنه إلى يوم يبعثون]] [الصافات 143,144]

أنه لاينجيكم إلا أن تدعوا الله بصالح أعمالكم.

فقام الأول: قأستقبل قبلتهم وقال: يارب اللهم إنك تعلم أنه كان لي أبوان شيخان كبيران وكنت لاأغبق _ أي أشرب اللبن _

قبلهما ولا أقدم عليهما أحداً من الناس حتى أطفالي وإنك تعلم يا رب أنني قد طلبت الشجر يوماً من الأيام وماأتيت إلا بعد أن ناما ...

فحلبت غبوقهما في الإناء وأتيت إليهما فوجدتهما نائمين فكرهت أن أوقضهما ولم أسق الصبية حتى طلع الفجر فلما أستيقضا سقيتهما ...

اللهم إن كنت تعلم أني فعلت ذلك إبتغاء مرضاتك ففرج عنا نحن فيه ... فأنفرجت الصخرة شيئاً لايستطيعون الخروج منه))

فهذا الأول قد توسل ببره لوالديه البر الذي ضيعناه اليوم في عالمنا إلا من رحمه الله فلم يعد عندنا ذلك الإحترام الذي يستحقه هذان الوالدان ونسنا قوله تعالى وقضى ربك ألاتعبدوا إلا إياه

وبالوالدين إحساناً إما يبلغن عندك الكبر أحدهما او كلاهما فلا تقل لهما أف ولاتنهرهما وقل لهما قولاً كريماً*واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً))

فياسرور من بر أبويه وياسعد من رحم أبويه يوم تأتي فتتقرب إلى الله ببرهما حينها يفتح الله لك باب الجنة ويسدل عليك رحمته ويجعل أبناءك بارين بك ويتولاك في الدنيا والأخرة.

منقول

وأسأل الله لي ولكم التوفيق