كلمة الرحال بمناسبة العيد
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد،
إن العيد مناسبة للفرح والاحتفال ولكن بما يرضي الله تعالى، وما أكثر الوسائل التي تسعد القلب وترضي الرب. إن كثيراً من المسلمين يجعل من يوم عيد الفطر يوم انتقام من الطاعات، فيبدد كل ما حصله في الشهر الكريم من الحسنات في أول ساعات العيد بما يقع فيه من المخالفات، ولسان حاله كما قال من فسد ذوقه: رمضان ولىّ هاتها يا ساقي مشتاقة تسعى إلى مشتاق بالأمس قد كنا سجيني طاعة واليوم منَّ العيد بالإطلاق إن العيد ليس لمن لبس الجديد بل العيد لمن خاف يوم الوعيد، وقد سئل أحد السلف عن العيد فقال:"كل يوم لا أعصي الله فيه هو يوم عيد"، يعني فرح، فالعيد لمن أطاع الله تعالى واهتدى بهدي رسوله صلى الله عليه وسلم، "قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ" (يونس:58). إن علامة قبول الله تعالى لطاعات العبد في رمضان أن يستقيم على الهدى بعد رمضان فمن علامة قبول الطاعة الاستقامة والمواصلة في خطها لا الرجوع إلى ما يزيلها يمحو أثرها.
كل عام وانتم بخير
|