إن المؤثرات و التمثيل و الصوت و التصوير و العامل النفسي يؤثران في عملية
الإنجذاب للفيلم،
فإن أنت (( اقتنعت )) بما تراه من المؤثرات و الصوت..فإنك ستنجذب إلى الفيلم،
أما إذا (( لم تقتنع )) نجو الفيلم فلن تحس بأي انجذاب نحوه بل و تبدأ بنقد الفيلم...
حسناً، إن أهم نقطة أريد التوصل إليها هو أنك كيف (( انجذبت )) إلى الفيلم مع سابق
علمك بأن كل ما تراه تمثيل × تمثيل ؟
هنا تأتي النقطة الثانية في الموضوع.
العقل الداخلي (اللاوعي) و العقل الخارجي(الوعي)
لتفسير هذه الظاهرة قام العلماء بتقسيم العقل - من أجل توضيح الفكرة -
إلى قسمين: العقل الداخلي(اللاوعي) و العقل الخارجي(الوعي)
. العقل الداخلي(اللاوعي):هو منشأ الأفكار الخيالية - أي أنك مثلاً تفكر بأنك تستطيع الطيران أو
تستطيع اختراق الجدران،
بينما العقل الخارجي(الوعي):يعمل عمل فلترة الأفكار الناشئة عن العقل الداخلي...
فيرد على العقل الداخلي قائلاً: دعك من أفكارك الغبية!
و لكن
العقل الخارجي يمر أحياناً بأوقات راحة فيأخذ العقل الداخلي فرصته
و يبدأ بطرح أفكاره الخيالية عليك،
والوقت الذي يتوقف فيه العقل الخارجي عن العمل هو وقت النوم،
و الدليل على ذلك هو عندما تحلم، فلعلك أثناء الحلم تجد نفسك محلقاً فوق
المريخ بدون أجنحة و فجأه تقابل مخلوقاً فضائياً يقول لك أن اسمه ((*&&^%$))!..
و الغريب في الأمر أنك أثناء الحلم تصدق الأحداث الواقعة فعلاً و تجزم بأن
هذه حقيقة، و لكن عندما تصحى من النوم يبدأ العقل الخارجي في العمل
ليخبرك أن مارأيته لا يتعدى حدود الأحلام.
الآن
و بعد أن اتضحت لك هذه النقاط، سأحدثكم عن قصة الشخص الذي ينوم إيحائياً- و هو (( المنوم )).
المنوم الايحائي:
هو إنسان عادي لا يمتلك أية مقدرات أو اشعاعات دماغية كما قد يدعي،
و لكن كيف يقوم بتنويم الأشخاص ؟؟
إن (( أسلوب الإقناع )) هو الذي يتبعه المنوم ليثبت لك بأنه يستطيع تنويمك،
فهو يقوم بتحديث عقلك الداخلي (( صاحب الأفكار الخيالية ))
و يقول له - بأسلوب مقنع جداً - بأنه يستطيع تنويمك و يحاول ارسال جميع الكلمات
الممكنة ليثبت لك ذلك - وطبعاً مؤثرات الصوت و حركة يده تلعبان دوراً مهماً،
و هنا يصبح تفكيرك بين خيارين: إما أن تصدقه أو لا تفعل،
فإن صدقته تقع في شباكه و يتوقف العقل الخارجي (( الفلتر )) عن العمل
و (( تنام ايحائياً ))، و بما أنك صدقته فإنك - بالتأكيد - أجزمت بأنه يستطيع
التحكم بك، لذا فإنك بعد أن تنام تفعل كل ما يأمرك به.
هناك بعض النقاط التي أريد توضيحها
أولها: أن المنوم لن يستطيع تنويمك إذا لم تقتنع بكلامه أو لم تلق له بالاً،
ثانيها: هي أنك لن تنفذ أوامره في الأشياء التي يستحيل عليك عملها أثناء
حياتك الاعتيادية - مثلاً إذا طلب منك الانتحار و أنت في حالة النوم الايحائي فلن تفعل ذلك.
ثم إن التأثير الذي قام به المنوم لا يختلف كثيراً عن تأثير الفيلم فيك،
فالفيلم استطاع أن يثبت لك - أثناء العرض - بأن ماتراه حقيقة مع أنه خيال،
والمنوم الإيحائي استطاع أن يثبت لك بأنه يستطيع تنويمك فنمت..
و هذا هو (( النوم الإيحائي الكلي )).
لعلي أستطيع قراءة الاستنتاجات في ذهنك و التي تقول:
(( أن ظاهرة النوم الإيحائي ظاهرة طبيعية ملازمة لنا في كل يوم ))
أما الان
عزيزي القاريء اقول لك
لقد نومتك ايحائياً!!!
صدق أو لا تصدق........ كيف؟!
انك عندما كنت تقرأ الموضوع ضعف اتصالك بالعالم الخارجي،
و اندمجت مع الموضوع فأصبحت منوماً ايحائيا - هذا طبعاً في حال
كونك أعجبت بالموضوع، وقس على ذلك أي حالة يذهب فيها اهتمامك (وعيك)
نحو شيء معين: فأنت عندما تدرس، تتحدث باندماج، تسمع الأخبار،
تشاهد التلفاز، تجلس أمام شاشة الكمبيوتر؛ كل هذا فإنك تكون نائماً ايحائياً،
و هذا - طبعاً - يعتمد على مدى انجذابك إلى هذه الأشياء.
هذا كل ما يتعلق بالتنويم الايحائي - و لعلك لاحظت بأنني حاولت إقناعك بالفكرة
بأسلوب سلس حتى يتسنى لك تصديق الموضوع برمته، فلو أنني استخدمت
طريقة الإلقاء العادي لما صدق الكثير من القراء هذا الموضوع.
إنني أوضح لكم مدى أهمية السلاسة و الأسلوب من أجل جعل الطرف الآخر
(( يقتنع )) و (( ينام ايحائياً! )).
//
/
مما راق لي و إستمعتت بقراءته.