جروح الكون
أعزائي حضور مجلس أبي ذؤيب الهذلي...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد
نزولاً عند رغبة أستاذي الكريم رداد الفضلي بتمييز عنونة مشاركاتي "قصائد من ديواني"
أضع بين أيديكم هذه القصيدة وعنوانها:
(جروح الكون)
[poem=font="traditional arabic,6,darkblue,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="double,5,darkblue" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
ذكــــراكِ وردٌ وســـــاقي الوردِ آمـــاقي = أَعجبْ بغيثٍ شكى من حَرّه السَّاقي
تغــــــريدُك العَــــــذبُ في سمــــعي تردُّدُه= يُحـــرّضُ الشــــوقَ في قلــــبي لإحـراقي
أَمـَــــا تـرين الصَــــــــبَا زادتْ تَوهُّــجَهُ = كنـــافخِ الجـــمرِ في أعمـــاقِ أعمـــاقي
فإنْ فتـــحتُ فمــي كي أشتـــكي ألمـــي = أَطَـلَّتْ الشـــمسُ من حلـقي بإشراق
لا تحــــسبيني مللـــتُ الشــوقَ سيــدتي = إنّي عــلى العــــهدِ لن يخـــــتلَ ميثــاقي
والله لم أرتقبْ من الهوى فرجاً = ما كان دائي فبعضٌ منه ترياقي
فكـم عزمـتُ على النسيــانِ فانـتـفضتْ = روحُ المُحـبّ وقـد همَّــتْ بإزهـــــاقِ
وكم سَفـــكتُ دموعي في الثـَّـرى أَسَــفاً = حتى بكـــاني وما أبكـــتكِ أشــواقي
وكـــــم زَفَـــــرتُ مـــن الآلامِ قــــافــيةً = فقــــطَّعتْ بعــــظيم الوجــدِ تشهاقي
وكـم تفـرَّق صـــبري في الهـــوى شِيـَـعاً = فراحــــلٌ ومقيـــمٌ خــلـف إطــــــراقي
وكـــــم نظــــرتُ إلى الأفــلاكِ مُكتــــئباً = حتى اخــتفتْ بأتـيّ العـــينِ دفَّــــــاقِ
وكم بلــــوتُ صحــــابي بالشــــكاةِ فــما = أبقتْ شكاتي على صحبي وأحداقي
وكــم طَـــرَقتُ إليـــك الدهــرَ مشتكياً = ممـــا دهـــاني فقــامَ الدهـــرُ بالبـــاقي
خذي حُشاشةَ نفسٍ فاض آخرُها = دمعاً على الخدِّ واستصفيه رقراقي
يـا وردةً جــرَّحتْ بالشــــوكِ حــاملَــها = جَرَحـتِ جُرحاً وما للجُرحِ من راقي
لطـالمــا غُرســت ظُبا الزمــانِ به = معـــوَّدُ الطَّـــعنِ من ســــيوفِ حُــــذَّاقِ
حتى كــأنَّ جروحَ الكونِ في جســدي = وفـــودُ تعـــــزيةٍ جــــاءتْ على ســــاقِ[/poem]
|