ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ......
أؤمن كثيرا ً بهذا القول الرباني " ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم " لأنه قول رباني أولا ً غير أنك لو تأملت نهاية الآية ستجد أن الله يثبت ويؤكد على سعة عِلمه وفضله بقوله " واسع عليم " أي يعلم عن خلقه كل شيء فهو الخبير العليم المتدبر وصاحب الفضل الذي لديه كل الحق أن يؤتي من يريد ومن يستحق هذا الفضل .. سبحانه .
بالأمس كُنت في مؤتمر اليوم العالمي للأيدز ، وتذكرت ذات القول لله جلّ علاه بعد أن أخذت " غفوة صغيرة " أراها عبارة عن ردة فعل من سوء الإلقاء الخطابي مما تسبب لي بالنعاس و الملل الذى بدا واضحا ً حتى على ضيوف الحفل .
المحاضرات كانت من الساعة الثامنة صباحا ً و امتدت لوقت _ ما بعد الظهر _ لا أعلم تحديدا ً الساعة التي انتهى فيها هذا الاحتفال ( ثقيل الدم ) لأنني اكتفيت بالجلوس إلى بريك الغداء ( وملئت العدوه ) وهرّبت إلى المنزل
طوال تلك الساعات كنت والجمع الغفير وكأننا في حصة " للقراءة و المطالعة " فا المحاضر يقرأ من الشاشة أمامه ونحن " نتبع " ما يقرأه في شاشة العرض التي أمامنا
لا أعتب على صديقاتي اللاتي عبرّنَ عن ذرعهن و التهيّن بأجهزة البلاك بيري
و بعضهن أخذن يتسلّين فيما بينهن حتى ينقضي الوقت ، فـكما تعلمون أحد شروط الإلقاء الجيد هو شد انتباه الحضور لك وحثهم إلى الاستماع بإنصات من خلال ما تقدمه لهم من معلومات
نحن لم نشعر حتى بان الواقفة أمامنا " مرتاحة " على المسرح ، بل ظلت ثابتة ويبدو عليها آثار الارتباك من نحنحتها التي لا تنتهي و تحريك رجلّيها يمنه ويسره ، غير أنها لا تلتفت للحضور بل لا تراقب سوى شرائح العرض .... !
وإحداهن تقرأ و كأن هناك من يجري خلفها وهي تحاول الهروب منه !
لم نسمع ولم نفهم منها شيء أبدا ً ....... على الرغم من أن القائمين على الحفل أطباء وطبيبات .
لا أعلم ، ما الهدف من كل هذا الضجيج و إقامة المؤتمرات والمحاضرات ، هل لأجل الشعارات و التقليد ( نحن احتفلنا باليوم العالمي للأيدز ؟ ) أم للفائدة ؟
و لما لا تُقام دورات تدريبية تطويرية داخل المستشفيات عن فنون الإلقاء الجيد و الخطابة لطالما هم في حاجة لها ؟
هل الخطابة و الإلقاء موهبة فطرية تتماشى مع قول الله تعالى " قل إن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء " أم يمكن أن تكون مهارة مكتسبة ؟
وهل كل شخص يمكن أن يكون خطيب أو ملقي ؟
ما هي مواصفات أو سمات هذا الشخص من وجهة نظرك ؟
|