العالم الذي أنهى "النصب" وسب علي.. من هذيل
ويروي ابن الأثير قصة ترك عمر بن عبد العزيز سب الإمام في الجزء الخامس من الكامل فيقول :
كان بنو أمية يسبون أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، عليه السلام ، إلى ان ولي عمر بن العزيز الخلافة ، فترك ذلك وكتب إلى العمال في الآفاق بتركه ،
وكان سبب محبته عليا انه قال : كنت بالمدينة أتعلم العلم ، وكنت ألزم عبيدالله بن عبد الله ابن عتبة بن مسعود (الهذلـــي) ، فبلغه عني شئ من ذلك ، فأتيته يوما وهو يصلي ، فأطال الصلاة ، فقعدت انتظر فراغه ، فلما فرغ من صلاته التفت إلي فقال لي :
متى علمت ان الله غضب على أهل بدر وبيعة الرضوان ، بعد ان رضي عنهم ؟!!!
قلت : لم اسمع ذلك
قال : فما الذي بلغني عنك من علي ، فقلت معذرة إلى الله واليك ، وتركت ما كنت عليه !!!
وكان أبي إذا خطب فنال من علي ، رضي الله عنه ، تلجلج ، فقلت : يا أبه انك تمضي في خطبتك ، فإذا أتيت على ذكر علي عرفت منك تقصيرا ،
قال : أو فطنت لذلك ، قلت نعم ،
فقال : يا بني ان الذين حولنا لو يعلمون من علي ما نعلم ، تفرقوا عنا إلى أولاد ، فلما ولي عمر الخلافة لم يكن عنده من الرغبة في الدنيا ما يرتكب هذا الأمر العظيم لأجلها ، فترك ذلك ، وكتب بتركه ، وقرا عوضه ( إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ) ،
فحلّ هذا الفعل عند الناس محلا حسنا ، وأكثروا مدحه بسببه ،
فمن ذلك قول كثير عزة :
وليت فلم تشتم عليا ولم تخف = بريا ولم تتبع مقالة مجرم
تكلمت بالحق المبين وانما = تبين آيات الهدي بالتكلم
وصدقت معروف الذي قلت بالذي = فعلت فاضحي راضيا كل مسلم
رحم الله عمر بن عبد العزيز
ورحم الله شيخه عبيدالله بن عبد الله ابن عتبة بن مسعود (الهذلـــي)
|