تحيى راسيات كالجبال تحمل في طياتها الحب في الله أسرع من الشمال
أحييكم بتحية الإسلام تحية أهل دار السلام تحيتهم يوم يلقونه سلام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,,
واثني بالحمد والثناء على خالق الأرض والسماء مُنزل القرآن بالشفاء من العيِّ وسائر الأدواء على النعمة المهداة والرحمة المزجاة صلوات ربِّي وسلامه عليه وعلى آله وصحبة ومن والاه . أما بعد
إخوة الدين والنسب والله إني لأتشرف بوجودي بينكم كأخٍ يشوقه التواصل مع مثلكم والأخذ من معينكم الصافي الزلال كيف لا وأنتم أبناء هُذيل ! أهل العلم والحكمة؛ والفصاحة والبيان, أعزكم الله بالإسلام فأخذتم منه بأوفر النصيب, أحسبكم كذلك ولا ازكي على الله احد.
لا أُخفيكم أنني قُمت بإطلالة سريعة على مجلسكم المبارك قبل كتابتي لهذه الأسطر فوجدت فيه ما يثلج الصدر ويريح الخاطر ويستدر قريحتي ويطلق العنان لقلمي حتى أكتب ما كتبت من الشكر والثناء وهو قليل في حقكم, واسمحوا لي أن أستهل مشاركاتي بموضوع قد كتبته ببعض المنتديات واحسبه قد لاقى الإستحسان وأرجو أن يكون كذلك بالنسبة إليكم.
موضوعي عن إختيار المعرف أو اسم المستخدم الذي يكون عنوانا للكاتب ومقدمة لما يطرحه من أفكار, فحينما يكني الإنسان نفسه بكنية ما؟ فهو يُعبر شاءَ أم أبا عن قيمة يحملها ومعنى يعتز به له ارتباطات وثيقة باختلاجاتٍ نفسيةٍ وأخلاقٌ باطنيةٍ, يقول الرازي: "أن الخلق الظاهر والخلق الباطن لا بد وان يكونا تابعين للمزاج فإذا ثبت هذا كان الاستدلال بالخُلُق الظاهر على الخُلُق الباطن جاريا مجرى الاستدلال بحصول احد المتلازمين على حصول الآخر ولا شك أن هذا نوع من الإعتيبار صحيح" [كتاب دليلك إلى معرفة أخلاق الناس وطبائعهم وكأنهم كتاب مفتوح].
فإذا تقرر هذا المعنى واصبح واضحاً لنا فيُستحسن منا أن نضعه إمام أعيننا فنختار لأنفسنا كنى أو أسماء معرفات محببة للنفس وليس العكس فالذي يختار كنية فيها تعالي وما شابه ذلك في هذا المنتدى أو ذاك فهو بهذا الفعل قد عبَّر عن مكنوناته النفسية التي تحتاج إلى وقوف ومراجعة ؟!
أما فيما يخص الأسماء الحقيقية فقد ورد في الآثار بأن لكل إنسان من اسمه نصيب فحينما ورد سهيل على المسلمين المرابطين في الحديبية قال صلى الله عليه وسلم سهل الله عليكم ومن هذا الباب ما أخرجه مالك في الموطأ من حديث يعيش الغفاري أن النبي صلى الله عليه وسلم ندب جماعة لحلب شاة ، فقام رجل يحلبها ، فقال : ما اسمك ؟ قال مرة ، فقال اجلس ، فقام آخر فقال : ما اسمك ، قال : حرب ، فقال اجلس ، فقام آخر فقال : ما اسمك ؟ فقال : يعيش ، فقال : احلبها.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يغير الاسم القبيح إلى الاسم الحسن لكي لا ينتقل قبح الاسم إلى قبح النفس فقد مر عليه السلام على قرية يقال لها عفرة فسماها خضرة ، وغير اسم عاصية بنت عمر إلى جميلة ، وغير اسم شهاب إلى هشام ، لما في معنى الشهاب من الحرارة والبأس وجاءته امرأة فقال ما اسمك فقالت : جثامة المزنية ، فقال : بل أنت حسانة , وقال المناوي : ومن تأمل معاني السنة وجد معاني الأسماء مرتبطة بمسمياتها حتى كأن معانيها مأخوذة منها وكأن الأسماء مشتقة منها ألا ترى إلى خبر أسلم سالمها الله وغفار غفر الله لها وعصية عصت الله.
وقد سأل عمر بن الخطاب رضي الله عنه رجلا عن اسمه
فقال : جمرة
قال : ابن من ؟
قال : ابن شهاب
قال ممن ؟
قال : من الحرقة
قال : أين مسكنك ؟
قال : بحرة النار
قال : فبأيها ؟
قال : بذات اللظى
فقال عمر بن الخطاب : أدرك أهلك فقد احترقوا
قيل فكان كما قال عمر رضي الله عنه.
ارجو أن لا أكون قد أثقلت عليكم بطول الموضوع فإني رأيتها فرصة مناسبة لتذكير نفسي اولاً ثم ابناء العمومة وباقي إخواننا المسلمين, أسأل الله ان يرينا الحق حقاً ويرزقنا إتباعه وأن يرينا الباطل باطل ويرزقنا إجتنابه هذا والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل وصلى اللِّهم وسلم على سيدنا محمد. .