فتاة الصراف !
عند الصراف و على بعد إنشات
تقف بجانبي تلك الفتاة
لم تكن من السافرات الفاتنات
لكنها فتاة تكسوها العباة
تتجه نحوي و في خطوتها سبات
ما شعرت بها إلا و هي نطقت لي ببعض الكلمات
و لم أسمع !
قلت لها : عفوا إني لم أسمع !
عيدي لي ما قلتيه فأنا و الله لم أسمع !
و كأني قلت لها اهجعي هجعت و ما أردتها تهجع !
فأنا كغيري من الشباب أناشد ودها الأزمع
ركَّزت عليها أنظاري و كانت أنظار الملهوف
وقلت :
روف بي يا ضبي
عانق بالكفوف
تيَِ الكفوف
و عادت لتباعد بيننا الإنشات
بخطوة تسابقت في سبقها الخطوات
لكنّ هوى نفسي
و ما زاده الشيطان من وسوسات
أردى بي متسائلاً عندها و لها
ماذا قلتي عندما كنا هناك ؟!
أجابت بصوت خافتٍ و كانت الإجابة تمتمات
تم
تم
تت
تم
تم
تات
وأنا كنت لا اسمع
والآن أنا لا أفهم !!
عفوا ماذا ؟!
عيدي لي ما قلتيه
فقالت و بصوتٍ عالٍ :
خاف الله يا عبد الله
أما أن لديك أخوات
و زادت بالقول فقالت :
أنا لم أطلب قربك قط
فأنت الشيطان المفرط
تدعوني حتى أسقط
و لن أسقط
لكني طلبتك حاجة
لأني فتاة محتاجة
و أبي كهل عاجز
و أمي توفاها الرحمن
و الفقر لبيتي عنوان
و رأيتك تدخل للصراف
فطلبتك حاجة يا إنسان
لكن حيائي كفتاة
أبعدني عنك فكان
أني ظننتك الإنسان
و لكنك كنت الشيطان
و كما أنت اليوم أدنت
غدا من غيري ستدان
فعوضني الله الجنة
و هداك الله من العصيان
,
,
,
من إرشيف
الشيناني
|