رد: وزير الإعلام بين نصرة المطران والتخاذل عن نصرة علمائنا
مقال عبدالعزيز البرتاوي
وعلى الأرض الكلام
في بيروت. منتصف ليلة الميلاد. جامع «محمد الأمين»، يشمخ بمنائره، سموقاً نحو السماء. حوله تصر نواقيس الكنائس المكتظة، إعلان وجودها أكثر منه هذه الليلة. وسط بيروت، يغص بالعابرين المسيحيين وسواهم، يجتمعون في حلل من الجدة والزينة، عل «كلمة الرب» تهبهم أماناً في بلد يقبع في مهب ريح الشتات والتقسيم.
آن انتصاف الليل، كبير كهنة الكنيسة البيروتية، يلقي خطابه، حيث المسيح، قبل 2010 أعوام من الآن، في مذوده، جوار مريم العذراء، عليهما السلام.
في خطاب «الشيخ» المسيحي، عدة أمور. غير أن أبرزها، حين مرر إشكالات لبنان، هذا البلد الترمومتر المضطرب، على سياقات من الإنشاء، وتماثيل من الكلام، محاولا بين الفينة والأخرى، إبداء استيائه لما يجري، داعياً إلى لحمة واحدة، حقيقة ومتماسكة.
المشكل الحقيقي تم، حين قرر السيد المسيحي الأكبر الليلة، ما مفاده التالي: أن لا سلام للبنان، ولا للبنانيين، إلا حين تجمعهم كلمة «أبانا» الذي في السماء، ودفء بيت واحد هو هذا الذي نقبع فيه اللحظة: «الكنيسة». ضارباً عرض الحائط، بوجود المنائر الملاصقة لحائط كنيسته، وبالعابرين المسلمين، وبحوارات الأديان، الممتدة من الرياض إلى مدريد، وبوجود الأكثرية المغايرة لدينه، في بلد، ينام على الفتنة، ولا يصحو إلا على ضجيجها.
إشكال أن يدعو أحدهم إلى دينه آن تقرر حقائق الأديان في بلدانٍ بعينها، وأكبر إشكالية منه، حين يجزم رجل دين طائفة ما، أن لا سلام للطوائف المتبقية في بلده، ولا وجود لهم، إلا إن انضموا تحت لواء دينه السمح العظيم الجميل الكريم.
إنها لغة لا يمكن أن تصدر من سياسي، سوى لحظة ارتجال بلهاء ــ بوش مثلا في 2001 ــ، كيف إن تكن في ساعة بقداسة ساعة الميلاد، وبجلالة الذكرى، وبحضور هذا الكم المتنوع من الفئات والطوائف والأعراق والأديان في لبنان. ومن رجل قدر أن يكون أعرف الناس بفحوى كلمة: «وعلى الأرض السلام».
لن تقبل جموع الـ«نحن السائرة خلف «قائديها»، مصافحة الآخر، ما دامت مهمة القادة: قطع الأيدي، وفظ التسويات.
ولهذا، من الصعوبة بمكان، أن يتواءم الناس في بلد، ما دامت صدارته الدينية، في يد مرجعيات، تنادي في أقدس لحظاتها: الآخر محارب مهزوم، حتى يكون معنا، وتحت مظلتنا، وحين ذاك، سيهبه الله السلام.
هناك اصوات سعودية وعربية وتقول كلنا عبدالعزيز البرتاوي لأنه من غير المعقول السماح للأقلام السعودية بمهاجمة علماء المسلمين والتشديد عليها لعدم نقد المطران بولس مطر
هذه مقولة عبد العزيز البرتاوي التي تم حذفها ( والله المستعان ) شكرا لك مطرفي الدلم