ظاهرة الكسوف الجزئي للشمس
أحبتي بعد طول غياب عن منتدانا الحبيب و عنكم، أعود إليكم بمجموعة من الصور إلتقطتها بعدستي من خلال التليسكوب للشمس أثناء كسوفها الجزئي الذي شهده العالم يوم الثلاثاء الماضي الرابع من يناير من العام الجاري
أقام قسم علم الفلك بكلية العلوم بجامعة القاهرة يوما مفتوحا للعامة لمشاهدة ظاهرة الكسوف الجزئي للشمس و التي شهدها العالم الأسبوع الماضي و كانت القاهرة إحدى المدن المحظوظة و التي شَهِدت الظاهرة كاملة على مدى ثلاث ساعات. قام الفريق المسؤول عن تغطية الحدث برئاستي و إشراف أستاذي "أ.د. محمد راسم" بتغطية كاملة للحدث من خلال الرصد بالتليسكوبات الشمسية و التصوير الفوتوغرافي للظاهرة حيث يتم إلتقاط صورة كل خمس دقائق في المراحل الأولى ثم كل 7-8 دقائق في وسط المدة ثم صورة كل نصف دقيقة في اللحظات الأخيرة للتماس.
و اسمحوا لي هنا قبل أن أعرض لكم جانب من الصور أن أعطيكم نبذة بسيطة عن ظاهرة الكسوف الشمسي - للذكرى - و أتمنى أن تستفيدوا بما أنشر من معلومات.

كسوف الشمس هي ظاهرة فلكية تحدث عندما تقع الأرض والقمر والشمس على إستقامة واحدة تقريبا (كما هو مبين في الشكل أعلاه) ويكون القمر في المنتصف - أي في وقت ولادة القمر الجديد - عندما يكون في طور المحاق مطلع الشهر القمرى بحيث يلقي القمر ظله على الأرض وفى هذه الحالة اذا كنا في مكان ملائم لمشاهدة الكسوف سنرى قرص القمر المظلم يَعبُر قرص الشمس المضىء. و بالرغم من أن القمر يقع كل أول شهر عربي بين الأرض و الشمس إلا أننا لا نرى كسوف الشمس كل أول شهر عربي و ذلك لميل مستوى دوران القمر حول الأرض بزاوية مقدارها خمس درجات تقريباً على دائرة البروج (مدار الأرض حول الشمس) كما هو مبين بالشكل الثاني

و من هذا يتبين لنا أن الكسوف يحدث
فقط إذا كان الثلاث أجرام في نفس المستوى الهندسي للحركة. و لا تحدث ظاهرة كسوف الشمس (أو خسوف القمر) إلا عندما تمر الشمس في نقطة التقاء المستويين - و تعرف بالعقدتين - وتمر الشمس فيهما مرتين كل عام و لذلك تحدث الظاهرة بمعدل مرتين كل سنة مثل ظاهرة خسوف القمر. وتسمى الفترة التي تبقى الشمس في العقدتين بفترة الخسوف والكسوف حيث تبقى في كل عقدة أكثر من شهر وهو ما يجعل كل كسوف شمس يرافقه على الأقل خسوف قمر إما قبله أو بعده بنصف شهر و العكس صحيح.
تكمن أهمية ظاهرة الكسوف الشمسي في أنها تتيح للفلكيين فرصه نادره لتصوير الإكليل الشمسي الخافت و دراسته و الذي يبدو واضحا عند إختفاء ضوء الشمس الشديد الذى يمنعهم فى العاده من الرؤية.

أيضا يتيح الكسوف و بخاصة الكلي رؤية النجوم القريبه من قرص الشمس حيث يتيح هذا قياس مواقع هذه النجوم.
و للكسوف ثلاث أنواع تختلف بإختلاف المساحة المغطاة من قرص الشمس هي الكسوف الكلي، الجزئي و الكسوف الحلقي.

يحدث الكسوف الكلي للشمس عندما يغطي ظل القمر قرص الشمس بأكمله (شكل A) و يسبقه و يليه تغطية جزئية لقرص الشمس (شكل C). يعرف الأخير بالكسوف الجزئي للشمس - و هذا ما رآه العالم يوم الثلاثاء الماضي. و هناك حالة أخرى يكون فيها مساحة قرص ظل القمر أصغر من قرص الشمس بالنسبة لمشاهد (راصد) على سطح الأرض ، فإن القمر لا يحجب قرص الشمس كاملا و لكن تبدو الشمس كحلقة مضيئة حول الظل المعتم للقمر ( شكل B) و هذه الحالة تعرف بالكسوف الحلقي.
الآن أترككم مع الصور الحقيقية للظاهرة كما إلتقطتها لكم بعدسة كاميرتي من التليسكوب بعد عمل إسقاط للصورة المرصودة خارج التليسكوب حتى لا نؤذي عين المشاهد
1- صور للشمس قبل الكسوف و تبدو الشمس فيها كقرص مكتمل
2- صورة الشمس و قد بدأ القمر يمر أمامها في أول تلامس بين قرص الشمس و ظل القمر و ذلك في تمام الساعة 9:02 صباحا بتوقيت القاهرة الساحرة
و بعد حوالي خمس دقائق
و بعد خمس أخرى
3- قرص الشمس و قد تغطى جزء أكبر منه بالقمر بعد مرور 30 دقيقة تقريبا
و من الملاحظ أن الجزء المحجوب من الشمس يزداد بمرور الوقت و إليكم بعض الصور
5- تقريبا عند أقصى كسوف و كان حوالي 55% من قرص الشمس مغطى و ذلك في تمام الساعة 10:30 ص بتوقيت القاهرة
ثم يبدأ القمر بالتحرك بعيدا عن الشمس فتزداد المساحة المرأية من الشمس حتى ينتهي الكسوف

و هنا اللحظات الأخيرة للكسوف و بداية التماس الأخير لعبور القمر أمام الشمس

حتى تعود الشمس قرص مكتمل مرة أخرى
ختاما
أتمنى أن أكون وفقت في نقل الحدث لكم و أرجو الله العلي القدير أن يكون الموضوع قد أفادكم
فائق إحترامي للجميع
ملك