أبله سميرة الدنجيرة ..!
في المنزل ...
في عام ما قبل زمان بالمرة كنت طالباً في التمهيدي ( الروضة )
وكانت أمي حفظها الله ما إن أنتهي من لبس ثوبي في كل صباح
حتى تقوم بإقفال جميع الأزارير حتى أزرار الرقبة
ثم تقوم بتمشيط شعري على الجنب الأيمن
مع مسح وجهي بدهن العود الذي أصبحت أتجنبه الآن فقط لأنه يذكرني بأيام الدراسة
كانت كذلك تُجهِّز أدواتي الدراسية المتمثلة في حقيبة فيها كتابين وكراس وقلم رصاص وممحاة
مع عبوة للماء كنا نسميها ( زمزمية ) مع حبة كمثرى أو تفاحة
وبعد ذلك اخرج بشعري الكلاسيكي وثوبي القصير المثير
و حقيبتي على ظهري أكاد أتقطع من شدة حرصي عليها
لأنتظر ( باص الروضة ) عند باب المنزل
في الباص ...
كنت أذهب للروضة مع زملائي وزميلاتي الطلاب والطالبات ممتطين جواد العلم ( باص الروضة )
بقيادة المايسترو الهندي ( حسين )
يراني أمامه عند باب المنزل
ومع ذلك يضرب بمنبه الباص ( البوري ) ولا أدري هل كانت منه سعادة أم كانت منه لكادة
أركب الباص وأنواع الإزعاجات التي كنت أشترك فيها
ولا أنكر أني كنت مملاً جداً ولا أمزح باللسان أبداً
مع الأولاد ركل بالأرجل ومع البنات شد للشعر
ولكن ما يجعلني استغرب الآن
هو أنني كنت أركل الولد في بطنه ( شاكلته ) وأراه يضحك !
وأشد شعر البنت حتى أخرج بشعرتين أو ثلاث من رأسها وأراها أيضاً تضحك !
ربما أنها براءة الأطفال هي من جعلتنا نضحك ونعتبرها ( مزوح تجي وتروح )
في الروضة ...
أذكر أني كنت طالباً في فصل اسمه تمهيدي (ز)
وكانت الأستاذة رائدة ذلك الفصل مصرية واسمها سميرة
لم أعرف الكف في حياتي إلا بعد أن صفعتني به سميرة
ولم أُصفع بكفٍ في حياتي ككف سميرة
كذلك هنادي كانت زميلة لي في الروضة
كان أبوها يعمل بواباً للروضة
وهنادي هي الأخرى تلقت عضة من سميرة لن أنساها ما حييت
ولن أنسى فم هنادي وهو ينفتح على مصراعيه عندما صرخت متألمة من هذه النهشة ( التي كانت تُسمى عضة )
فائدة ...
تعلمت من سميرة الحروف الهجائية العربية والحروف الإنجليزية قراءة وكتابة
وتعلمت منها أنه ليس كل كف كـ كف سميرة
وليس كل فم إذا انفتح كـ فم هنادي
,
,
فهل لا زال في المراكز التربوية
نسخاً من أبله سميرة
ونسخاً من فم هنادي
,
,
,
بقلمي
الشيناني
التوقيع |
ليـتـهم يــدرون ..
إن المــجــد كــايــد
سهل نطقه..
لكن..
الصعب اعتلاءه
,
,
,
|
|