بداية الربيع ونمط الشخصيه ...

نمط الشخصية .. كيف نستخدمه في توظيف القوى البشرية ؟!



بقلم : عماد الحاج

قد تكون شخصية الموظف تميل للتفكير والإبداع .. خيالي يحب الأفكار الجديدة لكنه يعمل في مجال يغلب عليه الواقعية والروتين .. أوراق وأرقام وملفات .. وآخر يحدث معه العكس تمامًا .. وشخصية اجتماعية منفتحة تميل لبناء العلاقات .. طاقة .. حيوية .. لكنه يعمل في مكان مغلق دون أن يكون في عمله احتكاك بالآخرين .. وآخر يحدث معه العكس .. !!

من هنا يعتبر وضع الرجل المناسب في المكان المناسب ليس بالأمر السهل .. وليس بالأمر التقليدي أو التلقائي الذي يمكن أن يجيده أي شخص .. فقد يكون لديك مجموعة من الموظفين بأنماط مختلفة ومتنوعة داخل المؤسسة وتهدف لتوزيعهم في أفضل مكان وموقع مناسب .. بحيث تصل لأفضل أداء .. ماذا تفعل ؟

أو قد يكون لديك وظيفة وتحتاج لشخص يملأها بشكل قوي .. ولديك مجموعة من المتخصصين في المجال المطلوب ولديهم الخبرات والمهارات .. فلمن ستكون الأفضلية .. ؟! من هنا كان لعلم الأنماط الشخصية الأهمية الكبرى في وضع الرجل المناسب في المكان المناسب ..

بعيدًا عن الواسطة أو المحسوبية .. ما يحدث حاليًا هو البحث عن الخبرات أو المهارات .. وهذا شئ جيد .. لكن الأفضل أن يتم عمل اختبار لتحديد نمط كل شخصية .. وهذا متوفر الآن عبر استبانه تحديد الأنماط البشرية .. تحتوي على العديد من المواقف التي يتعرض لها الإنسان في حياته اليومية .. ويتصرف تجاهها من خلال نمطه الشخصي الذي فضل مفرداته وتعود على مخرجاته وتبرمجت لديه قدراته .. تعطي هذه الاستبانة في النهاية نتائج باهرة في مجال الأنماط البشرية .. توصلك لما تريد ومن سيحقق لك أهدافك في تلك الوظيفة ..

والأنماط البشرية التي اتفق عليها العلماء ثمانية أنماط تتركز في نقاط أربعة .. الأولى بالطاقة والاتصال الخارجي وفيها نمطين المنفتح والمتحفظ .. والثانية في المعارف والمدارك وطريقة استقبال المعلومات وفيها نمطين الحسي والحدسي .. والثالثة في كيفية اتخاذ القرارات وفيها نمطين المفكر والمشاعري .. والرابعة في رؤية العالم من حولك وفيها نمطين الحاسم والتلقائي .. واليكم نبذة مختصرة عن هذه الأنماط :

1- المنفتح أو الاجتماعي Extroverted .. ويطلق عليه أيضًا الانبساطي .. متفتح ومنطلق على العالم الخارجي .. طاقته عالية .. يحب الكلام .. ويجيد نسج العلاقات والاختلاط بالناس .. ويحب العمل مع المجموعة .. ولا يجيد العمل بشكل منفرد ..

2- متحفظ أو انطوائي Introverted .. وهو الذي يكون في قمة نشاطه وحيويته إذا كان لوحده .. لا يزعجه أحد .. يميل للتفكير بعمق .. غامض .. يسمع أكثر مما يتكلم .. يفضل الاتصال بالكتابة .. أنشطته محدودة ..

3- الحسي أو الواقعي Sensor.. يحب الدقة .. ويلجأ للبحث عن التفاصيل .. عملي .. يميل بدرجة كبيرة للحقائق والأرقام .. يحب الترتيب والتنسيق .. لديهم موهبة في تبسيط وتسهيل الأعمال الشاقة ..

4- الحدسي Intuition .. مبدع.. مبتكر .. خيالي .. يميل للبحث عن الصورة العامة ولا يهتم بالتفاصيل .. يحب الأفكار الجديدة .. يحب القفز للخاتمة بسرعة .. يكرهون ضياع الوقت في الأمور الدقيقة ..

5- المفكر Thinker .. منطقي .. عقلاني .. يميل للنقد .. صادق .. يقول كل ما لديه .. غير مهتم بالمشاعر .. يميل لإنجاز المهمات الصعبة ..

6- المشاعري Feeler .. عاطفي .. دبلوماسي .. يقدر الآخرين .. يميل للشكر والمديح .. ويتجنب جرح شعور الآخرين .. يحب خدمة الناس ..

7- الحاسم Judger .. المسيطر .. شخصية تميل للعصبية .. يتخذ قراراته بسرعة .. لا يوجد لديه وقت يضيعه .. شخصية عملية .. يفضل العمل على الراحة .. منظم في حياته ..

8- التلقائي Perceiver .. المدرك لحواسه .. يميل للتأجيل في اتخاذ القرارات .. لأنه يرغب بمعرفة المزيد .. أوقاته غير مجدولة .. حياته غير منظمة .. يحب الحياة تسير بتلقائية .. أفكاره ابتكاريه ..

ليس بالضرورة أن يكون للشخصية نمط واحد فقط .. وهذا بالطبع غير منطقي .. فكل إنسان لديه كل هذه الأنماط .. لكنها متفاوتة .. وقد تغلب واحدة .. اثنتان .. ثلاثة أو أربعة على شخصيته .. و لا يوجد نمط أفضل من الآخر على الإطلاق .. فجميعها جيدة .. لها ايجابياتها ولها سلبياتها .. المهم كيف نستثمر الشخصية في نوع العمل .. وكيف نضع هذه الشخصية في المكان الذي يناسبها ..

وهناك أربعة قوالب لهذه الأنماط :

القالب الأول : الباحثين عن المعرفة .. وتجمع بين صفتين .. الحدسي والمفكر .. وهؤلاء مبدعون في المجال الأكاديمي .. منهم العلماء والمخترعون .. ويجيدوا العمل في المجالات التي تحتاج إلى تفكير .

القالب الثاني : الباحثين عن المثالية .. وتجمع بين صفتين .. الحدسي و المشاعري .. وهؤلاء مبدعون في مجال الإصلاح بين الناس .. في مجال الإرشاد .. ممرضين .. باحثين اجتماعيين .. علاقات عامة .. ويجيدوا العمل في مجال العلوم الإنسانية بشكل عام ..

القالب الثالث : الباحثين عن العمل .. وتجمع بين صفتين .. الحسي والتلقائي .. وهؤلاء المهندسون .. والمحاسبون .. وفنيو الحاسوب .. والحرفيون بشكل عام ..

القالب الرابع : الباحثين عن الواجب .. وتجمع بين الصفتين .. الحسي والحاسم .. وهؤلاء هم الإداريون ..

يجب أن يوضع علم معرفة الأنماط الشخصية في مكان مهم عند إدارة وتوظيف وتخطيط القوى البشرية .. وعند الرغبة في تحقيق أفضل النتائج .. يجب أن يكون لنمط الشخصية الأفضلية عند وضع الرجل المناسب في المكان المناسب .. إلى جانب التخصص ومجموعة الخبرات والمهارات التي يتمتع بها الشخص .

أخيرًا .. هذا علم واسع .. وبدأت المؤسسات العالمية تطبيقه .. وحصدت من خلاله على نجاحات متعددة .. أتمنى على مؤسساتنا الاستفادة منه واستخدامه ..


بصراحه اعجبتني طريقة الطرح كثير (( منقوووووووول ))