المبايعة شعراً
المبايعة شعرا " من كتاب روائع البدائه لابن ظافر الأزدي:
روي أن الشاعر العباسي أبا نواس خرج يوما ماشياً في أحد أحياء الكوفة قبيل عيد الأضحى فصادف أعرابيا يسوق أغناما فابتدره قائلاً :
أيا صاحب الذود اللواتي يسوقها ... بكم ذلك الكبش الذي قد تقدما ؟
فأجابه الأعرابي :
أبيعكه إن كنت تبغي شراءه ... ولم تك مزاحاً بعشرين درهما
فقال أبو نواس :
أجدت هداك الله رجع جوابنا ... فأحسن إلينا إن أردت تكرما
فقال الأعرابي:
أحط من العشرين خمساً لأنني ... أراك ظريفاً فأخرجنها مسّلما
بيد أن أبا نواس انصرف بعد المفاصلة في السعر بالشعر.
فقيل للأعرابي: أتدري من يكلمك منذ اليوم ؟ فقال: لا، فقيل : أبو نواس؛ فرجع ولحقه وحمل إليه الكبش وحلف إن لم يقبل الكبش هدية منه خالصة ليتركن كل غنمه في الطريق ، فقبله وسأل عن الرجل فقالوا إنه أعرابي من باهلة ، وباهلة قبيلة مضرية من أفصح القبائل وأصرحها نسباً ؛ فقال :
وباهليٍ من الأعراب منتخبٍ ***جادت يداهُ بوافِ القرنِ والذنبِ
فإن يكنْ باهلياً عند نسبتهِ***ففعله قرُشيٌ كامل الحسبِ
|