العفو من شيم الكرام النبلاء
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
[line]-[/line]
العفو من شيم الكرام النبلاء :
أخذ مصعب ابن الزبير رجلا من أصحاب المختار فأمر بضرب عنقه فقال أيها الأمير: ما أقبح بك أن أقوم يوم القيامة إلى صورتك هذه الحسنة، ووجهك الذي يستضاء به فأتعلق بك ثم أقول يا رب سل هذا فيم قتلني؟
قال: قد عفوت عنك.
قال أيها الأمير: اجعل ما وهبت لي في حياتي في خفض فإنه لا عيش لفقير. فقال: ردوا عليه عطاءه، وأعطوه مائة ألف درهم. فقال: أشهد الله أنى قد جعلت نصفها لابن قيس الرقيات. قال: ولم ، قال لقوله:
إنما مصعب شهاب من الله * تخلت عن وجهه الظلماء
ملكه ملك رحمة ليس فيه * جبروت ولا به كبرياء
يتقى الله في الأمور وقد أفلح * من كان همه الاتقاء
فضحك مصعب وقال: أرى فيك للصنيعة موضعا، وجعله في ندمائه وأحسن صلته.
[line]-[/line]
من كتاب الفرج بعد الشدة للقاضي التنوخي.
|