بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وحده لا شريك له يرزق من يشاء بغير حساب ويختص برحمته من أراد بيده الملك مجيب الدعوات .. لا اله الا هو سبحانه وتعالى
غربةٌ مرةُ المذاق وكفاحٌ عانق السحاب لا هي وحدة فتُنسى ولا هي بعشرةٍ فتذكر بل هي من الافٍ ضِعاف وقعت ضحية أمورٍ خلاف على حساب عمرها الماضي ومشاعرهه الباكية فأذرفت العيون مدامعاً فاضت كسيلٍ جارف في الأوّله والأخره وشتان مابينهما من طرقٍ عابرة
إنها معلمة التعهد
وزارة التربية والتعليم اتخذت قرار عام 1430هـ وحتى الان من العام الحالي بأنها لا تعطي قرار تعيين لمعلمة إلا بعد أن توقع تعهد بعدم مطالبة نقل خارجي حتى تمضي في السلك التعليمي تلاث سنوات وبهذا القرار تكون قد خالفت نظام وزارة الخدمة المدنية في أحقية الموظف الحكومي لطلب النقل الخارجي بعد مضي السنة الاولى من عمله وهي ماتسمى بالسنة التجريبية فسكتت المعلمات وكل دفعة تتبع ماقبلها فتوقع على التعهد الظالم الى أن جائت حركة النقل العملاقة على مستوى وزارة التعليم في غرة السنة الدراسية الماضية فنقلت 28ألف معلمة على الرغبة الأولى في الوقت ذاته الذي حرمت فيه معلمات دفعة 1430هـ من الحركة فبقين في أماكنهن يندبن حظهن العاثر ولكن ماحدث لم يكن في الحسبان وبتسهيل من رب الأكوان فقد تقدم زوج إحدى معلمات التعهد الأستاذ الفاضل محمد القحطاني وتولى الموضوع بأكمله وجاهد بكل ما أوتي من قوة ومعرفة وانضم معه مجموعة من المعلمات القديرات وعلى رأسهن الأستاذة الفاضلة وجدان الكعبي فقاموا بتجمعات في الوزارة عند مدير الشئون المدرسية مرار وتكرارا وعلى مدى خمس شهور فتارة عنده وتارة عند نائب الوزير لشئون البنات .. ولم يجدوا القبول فطرقوا كل باب أمل بعد الله من ديوان المظالم وحقوق الانسان وهيئة مكافحة الفساد والصحف وبرنامج داود الشريان وحتى وصل بهم المطاف عند حبيب الشعب ملكنا المفدى عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله فأمر بدراسة الموضوع وهو نقلنا على الرغبة الأولى أسوة بزميلاتنا المنقولات .. سار الموضوع في دربه ماشيا حتى اخر تجمع لهم عند الدكتور سعد الفهيد و.. فقامت المعلمة وجدان الكعبي أثناء النقاش باكيه منادية لقبت بعدها بالمعلمة الواقفة ".. وقفت بكل حزم وجدية وتحدثت نيابة عن جميع المعلمات ولسان حالها لا ينطق الا حقا .. سكت الجميع وأنصتوا وعمّا المكان هدوء مطبق لا صوت غير صوتها ولا حديث يقاطع حديثها فاسترسلت بما في قلبها وقلوبنا مترجما بعبارات أشبه بأشواك جارحة تدوسها أقدام دامية ومع هذا تمشي قدما .. هاتفتني مرارا وأخبرتني بعدم السكوت عن حقنا وأن الحق لن يضيع مادام ورائه مطالبين ..فكنت أهدء من روعها وأخبرها أن الأمر صعب للغاية فلندعه لحاله وقالت لي بالحرف والله لن أسكت .. كانت توافيني عزيزتي بالأخبار أولا بأول فيقفز الأمل عاليا ويعقبه سقوط جارح ليعاود القفز أعلى مما سبق وهكذا .. كونوا مجموعة سُميّت بمعلمات التعهد على كل مواقع التواصل الاجتماعي من الفيسبوك والتويتر والمنتديات وحتى الواتساب .. كانوا كيدٍ واحدة يضربون بها قرارات الظلم عرض الحائط في الوقت الذي يساندون فيه بعضهم لأجل النصر والظفر بالحق .. هذه المعلمة الواقفة عاشرتها سنين طوال أو بالأحرى ظننت أني عاشرتها فلم أتوقع يوما ما كل هذه القوة والعزم والارادة داخلها ماشاء الله لا قوة إلا بالله .. أختلفت معها كثير حول التجمعات وبهذا الموضوع حتى كاد يصل الحال بنا للفراق .. لكنها خبأت بداخلها قلب عطوف كريم .. نتشاجر اليوم فنعاود الاتصال باكرا نشتكي الهموم ونختم اللقاء بالمشاجرة أيضا .. لترسل لي بعدها هذه العبارة يا أيام النقاش معك عقيم
بعدها لم تعطيني أي خبر بخصوص النقل إلا في يوم أرسلت لي هنيئا لنا النقل .. تعجبت وسكت .. ذهبت للدوام وأذا بقرار فتح الحركة أمامي .. يالها من فرحة عامرة ولله الحمد والمنه .. توالت الأخبار الطيبة بعدها لتقف عند ..
مبروك تم نقلك
فاللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطان
اللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد إذا رضيت ولك الحمد بعد الرضا
اللهم دمها لنا من نعمة واحفظها من الزوال
تحيتي
أختكم أيام