شعراء المحاورة هل أصبحت الماديات أكبر من كلمتهم؟
مكة المكرمة -تركي السويهري:
مازال عددٌ من شعراء المحاورة لا يلتزمون بالحضور للحفلات التي يدعون لها مسبقاً لفترة قد تزيد عن ثلاثة شهور ويستجيبون لحظة الدعوة وليلة الحفل لا يحضرون وبنسبة 99% يذهبون لحفلة أخرى يتقاضون فيها مكافأة اكبر فهم يبحثون عن المادة فقط لاغير
ولا يهتمون بكلماتهم ولا بمواعيدهم فهم يحضرون لمن يدفع أكثر فالمبدأ عندهم الحرص على المادة.. المادة دون سواها..
لا مبدأ.. ولا كلمة.. ولا موعد.. أدفع لهم أكثر تضمن حضورهم.
وعلى النقيض من ذلك كله نجد أن هناك شعراء محترمين..
يحترمون كلمتهم وقولهم وموعدهم مهما كلف الأمر ويحظون باحترام وتقدير الجماهير فالوعد عندهم مقدس والكلمة لديهم ثابتة لا تتغير بتغير المعطيات المادية فهم يحضرون لمن التزموا معه مسبقاً للحضور ولا ينجرفون كغيرهم من الشعراء لهثاً خلف الماديات التي تدفع لهم من أصحاب الحفلات الأخرى .
عدد من الشعراء تحدثوا عن ظاهرة اختلاف المواعيد بكل وضوح وشفافية حيث تحدث في البداية:
الشاعر المعروف - محمد بن طمحي الذيابي وشدّد على أهمية التزام الشاعر وحضوره الحفلة التي دعي إليها واستجاب قبل فترة من الزمن.
فيجب على الشاعر الذي التزم بالحضور عندما وجهت له الدعوة والذي استجاب قبل فترة من الزمن - أن يوفي - فالوفاء من شيم الكرماء، وصاحب المناسبة لم يوجّه الدعوة لذلك الشاعر إلا محبة فيه ورغبة منه في حضور مناسبته دون سواه من شعراء الساحة.. وفي هذا الجانب لايرد الكريم إلا اللئيم - وأنأى بنفسي وزملائي الشعراء عن هذه الصفة الذميمة.
وأشار الشاعر الذيابي إلى أن الشاعر الذي يلتزم لحضور حفلة وتحدث لديه ظروف تمنعه من الحضور - بشرط عدم توجهه لحفلة أخرى بها مكافأة أكثر من المكافأة الأولى، فعلية الاتصال بصاحب المناسبة والاعتذار منه ويجب على صاحب الحفلة أن يقبل العذر..
@@ ويشاركه الرأي الشاعر المتألق - شديد الرياحي ويؤكد على أهمية الوفاء بالوعد والالتزام بالكلمة مشيراً إلى أن الشاعر بشر تحدث عليه ظروف خارجه عن إرادته قد تمنعه عن الحضور ولكن لا تمنعه عن إشعار صاحب الحفلة بعدم مقدرته على الحضور ليكون صاحب الحفلة على بينة من أمره ويدعو شاعراً آخر لإحياء حفلته، بشرط أن لا يكون الظرف لهثاً وراء المادة وبحثاً عن الزيادة في المكافأة.
&&الشاعر محمد السناني شدّد على أهمية الحضور للحفل من قِبل الشعراء الذين يلتزمون بذلك وقال: يجب على كل شاعر أن يحافظ على المبادئ الأنسانية الجميلة ومن أجملها
- الوفاء بالوعد - وتقديره لكلمته وقيمتها فالكلمة تمثل صاحبها وشخصيته.
وأضاف السناني: الوفاء بالوعد من شيم وصفات المؤمنين والشاعر المحترم يحترم كلمته مهما كانت المغريات ولا يتأخر عن الحضور إلا بسبب مقنع وظرف قاهر، فليس من المعقول أن يلتزم الشاعر بالحضور ويذهب لحفلة أخرى مقابل زيادة مادية.
فالماديات مهما بلغت تذهب ولا يبقى سِوى الاحترام والتقدير فمن أوفى بوعده وبكلمته احترم كلمته واحترم نفسه ومن احترمهما احترمه الآخرون والعكس كذلك.
@@الشاعر عبدالله بن سنان الذيابي الشهير "بالأعمى" قال:
ليس من شيم النبلاء ولا الكرماء الإخلال بالوعد ونكث العهد والالتزام فعلى من التزم الوفاء. فوق كل أرض وتحت كل سماء.
وأضاف الأعمى: إذا التزم الشاعر وحدث لديه أمر ضروري وطارئ فعليه بالمبادرة بالاتصال بصاحب المناسبة والاعتذار منه شخصياً على أقل تقدير لان صاحب المناسبة قد تكلف ووجه رقاع الدعوة للناس وما ذلك إلا بعد موافقة الشاعر على الحضور وإحيائه الحفل..
ونوه الشاعر الأعمى: على أن العديد من الشعراء ولله الحمد يلتزمون ويوفون بوعدهم.مهما كلف الأمر.
@@ الشاعر العذب محمد المسعودي.. تعجب من تصرفات الشعراء الذين يلتزمون بالحضور وبالموعد ولا يحضرون وما ذلك إلا للزيادة الماديه بحثاً عن المادة !!!
وأضاف المسعودي.. عجباً لمن يفعل ذلك !!!
هل أصبحت الماديات أكبر من كلمة الشاعر؟؟
واستطرد المسعودي: لا عذر للشاعر عن عدم الحضور والإخلال بالوعد، إلا إذا كان ظرفاً طارئاً وقوياً يقتنع به صاحب الحفلة.
بشرط أن لا يتغيب الشاعر للحضور في حفلة أخرى تقاضى فيها مكافأة اكبر أو بحجة أن صاحب حفلة أخرى عزيز لدى الشاعر أو قريب له فلا وألف لا فهذا ليس عذراً إطلاقاً. ومن تخلف دون اعتذار وذهب لحفلة أخرى مكافأتها أكبر فهذا ذنب لا يغتفر !! ولا يصدقه العقل. فالمؤمنون عند أقوالهم..
جريدة الرياض
التوقيع |
________________________________
>>>السؤال مفتاح المعرفة <<< |
|