قصائد الشوق للبلد الحرام (3) من (3)
وهذه نفحـات من أديب العربية الحضـرمي علي أحمد با كثير:
طف بي بمكة إني هدني تعبي
واترك عناني فإني ها هنا أربي
ودع فؤادي يمرح في مرابعها
ففي مرابعها يغدو الفؤاد صبي
هنا أمرغ خدي صبوة وجوى
فتهتف الحور بشرى خدك الترب
فإن رأيت دموعي أنبتت حجراً
فتلك مني دموع الفرحة العجب
هنا بمكة آي الله قد نزلت
هنـا تربى رسول الله خـــير نبي
هنــــا الصحابة عـاشوا يصنعون لنـــا
مجـدًا فريداً على الأيـام لم يشب
كم هزني الشـوق يـا خير الديـار وكـــــم
عـانيت بعدك وجــدا دائما السبب
أمــــا شعر عبد الرحيم البرعي اليمني في التشوق لمكة والمديـنة :
ضربت سعاد خيامها بفؤادي
من قبل سفك دمي بسفح الوادي
وفيه يقول :
ماكان حجة من أقام بمكة
أن لايحدثني حديث سعاد
بعثت إلي من الحجاز خيالها
شتــــان بين بلادي وبلادهـا
يـا هذه عودتني ألم الضنى
وأراك لست أراك في العـواد
فقف المطي ولو كلمحة نـاظر
بربا المحصب أو منى يا حـادي
وأعد حديثك عن أباطح مكة
وعن الفريق أرائح أم غـادي
ومسرة للناظرين بدت لنــا
مـا بين سوق (سويـقة) (وجيـاد)
تلك مقتطفات من حديقة غناء بالأزهـار من كل لون هي بعض أجود ما قرأت من أشعار الحنين إلى الديـار المقـدسة ،وأردت وضعهــا أمامكم لعلكم تستمتعون بحلاوتهــــا وطلاوتـها.
ولكن لاينتهي الكلام دون أن أضيف بيتين للشـاعر عمر بن مظفر؛المشهـور بابن الوردي من أعيـان القرن الثامن:
هل لي إلى مكة من عودة
فـأبلغ السـؤل وأقضي الديـــــون
غير عجيب جري مـاء بهــــا
فقد جرت شوقـــاً إليـهــــا العيـون
|