قصص شعبيه / 1 / المرأة اللعوب
يُحكى أن رجلاً بدوياً إحتاج بعض المال فذهب ليبيع خروفاً له في سوق المواشي ، وكانت المسافة بعيدة
ويحتاج من يجلب مواشيه أن يذهب في المساء ويبيت في الطريق وفي الصباح التالي يصل إلى السوق
وفي ساعات المساء إختار البدوي مكاناً ليبيت فيه وربط خروفه بجانبه
وباتت مجموعات أخرى من الناس في نواحي المكان .
فرآه بعض القوم الخبثاء ، وكانت معهم إمرأة ماكرة لئيمة
فقالت ماذا تعطوني لو عشيتكم من خروف هذا الرجل ، فقالوا نعطيك الشيء الفلاني
فذهبت إليه وتحدثت معه وقالت له إنها وحيدة في هذا المكان وتريد أن تذهب إلى السوق
وسألته هل أنت متزوج فقال لا فقالت وكذلك أنا ، وقالت له إنها جوعانة ولم تذق طعم الأكل منذ فترة
فقال ما دمنا سنتزوج فلا حاجة بنا إلى بيع الخروف ، وذبحه وشوى منه وتعشيا معاً
وبعد أن شبعت قالت تعال بنا نتمشى قليلاً وأخذت تتدلع عليه وطلبت منه أن يركبها على رقبته
فوضع ما تبقى من اللحم في خريطة ((كيس من القماش أو الجلد )) كانت معه ، وأركبها على رقبته
وهي تقول له سر بنا من هنا ومن هناك حتى أقبلت على جماعتها وأصبحت قريبة منهم
فقالت قرشوا للأقيمر جاكوا
فهبّوا إليه . فشعر الرجل بخديعة المرأة ومكرها معه
وكان رجلاً طويلاً عظيم البنية ، فشدّ على رجليها بيده ، ووضع يده الأخرى على ظهرها
وأطلق ساقيه للريح فانطلق القوم في أثره ولكنه ضاع من بين يديهم
وإختفى في ظلام الليل ولم يستطيعوا اللحاق به
وفي الصباح ركبوا خيولهم وقصوا الأثر فوجدوا أثر أقدامه غائراً في الأرض عدة سنتيمترات
ووجدوه قد داس على أفعى فقطعها نصفين دون أن يشعر بذلك
ووجدوا في الطريق قافلة جمال فسألوا صاحبها هل رأيت رجلاً يمر في الليل من هنا
فقال لقد جفلت الإبل في الليل وكادت تدوسني ، وسمعت قرقعة ، ورأيت زَوْلاً (( شبحاً ))
يمر كأنه السهم من هنا ولم أستطع التحقق منه لسرعته ، فعاد القوم أدراجهم مخذولين
أما الرجل فعاد بعد سبع سنوات ومعه زوجته وعدة أطفال قد ولدوا له منها .
دمتم سالمين
|