السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نجد من الناس من يغلب عليه جانب المبالغة في إطلاق الأحكام ، فتراه يعمم الحكم في ذمّ طائفة ، أو قبيلة ، أو جماعة من الناس 0
وهذا التعميم قد يوقعه في الحرج دون أن يشعر ؛ فقد يكون من بين الحاضرين من يتناولهم ذلك الذم العام؛ فلا ينتبه المتكلم إلا بعد أن يقع الفأس بالرأس0
بل ربما عرّض ذلك الذامُ نفسه للإساءة ؛ فقد يسيء بصنيعه إلى شخص غضوب لا يتحمل الإساءة ، فيقوده ذلك إلى الانتقام والتشفي، ورد الإساءة بمثلها أو أشد .
ولهذا كان من الأهمية بمكان أن يتفطن المرء لهذا الأمر ، وأن يتحفظ من سقطات لسانه ، وأن يتجنب كل ما يشعر بأدنى إساءة لأحد من الحاضرين ؛ فذلك أسلم له وأحفظ لكرامته .
قال ابن المقفع : "إذا كنت في جماعة قوم أبداً فلا تعُمّنّ جيلاً من الناس ، أو أمة من الأمم بشتم ولا ذم ؛ فإنك لا تدري لعلك تتناول بعض أعراض جلسائك مخطئاً فلا تأمن مكافأتهم ، أو متعمداً فتنسب إلى السفه.
ولا تذمن مع ذلك اسماً من أسماء الرجال أو النساء بأن تقول: إن هذا القبيح من الأسماء ؛ فإنك لا تدري لعل ذلك غير موافق لبعض جلسائك ، ولعله يكون بعض أسماء الأهلين والحرم .
ولا تستصغرن من هذا شيئاً ؛ فكل ذلك يجرح في القلب ، وجرح اللسان أشد من جرح اليد "
.................................................. ..............
المصدر: الأدب الكبير والأدب الصغير ص162
أخوكم / ابو خلود
أتمنى لكم الفائدة