المحاورة والغارقون في أوهامهم

[align=justify] منذ أن أخذت المحاورة تتربع على عرش الفنون الشعبية بالجزيرة العربية ونحن نلتمس طرق التطوير والإزدهار لذلك الفن مع كل قادم جديد يقتحم أسوارها وينثر إبداعه , ولم يكن عبدالله المسعودي وحيداً مغرداً خارج السرب بإبداعه بل شاطره الإبداع عمالقة كبار كان من بينهم مطلق الثبيتي وصياف الحربي والجبرتي ومستور العصيمي ( سابقاً ) وأخذ هؤلاء على رسم نهج المحاورة ووضع اللبنات الأساسية التي أرادوا أن يسير على نهجها من يأتي من بعدهم وقد نجحوا فيما أرادوا وأوصلوا ذلك الفن لإعتلى عرش الفنون الشعبية بالوطن العربي.
وبالرغم من السنوات العجاف والغياب التقني في ذلك الوقت إلا أن توثيق موروثهم لم يغب عن رجال جندوا أنفسهم لتوثيق ذلك الموروث ونقله لجيل بعد جيل وها نحن اليوم نطرب مسامعنا بتلك المحاورات التي علقت في ذاكرة من قبلنا قبل أن نحبها ونتناقل محتواها الشعري الغني بالمعاني والإطروحات الذهبية التي كان يسعى كل واحد منهم أن ينقلها في صور شعرية رائعة.
أما اليوم فهناك من دخل إلى الساحة وهو في صراعات مع نفسه لإثبات وجوده بأي شكل من الأشكال حتى لو كان ذلك على حساب التجريح أو التطاول ... وهناك من جرفته " قلة عرفه " لساحة كانت أكبر منه بكثير ... وهناك من أخذته العزة بالإثم في كثيراً من الحفلات التي يتشرف بحضورها ... وهناك العديد والعديد ممن سار بخطاه لطريق يبعد كثيراً عن مقاصد المحاورة وموروثها الشعبي الأصيل نعم أولئك هم الغارقون في أوهامهم وأحلامهم وأمانيهم في إعتقاد منهم بأن الثبات ضمن الأقوياء بتلك الطرق والتصرفات والتي لم تتوقف عند تلك بل وصل الحال ببعض الشباب الذين منّ الله عليهم بالدخول لتلك الساحة ووجدوا مساحة من الحب فتحها لهم أناس أحبوهم أن يتعالوا على من ساهم في دعمهم ويجعلون من الماديات حجر عثرة بينهم وبين من كان سنداً لهم ... وكلنا يعرفهم حينما قدموا للساحة وهم ينثرون إبتساماتهم يمنة ويسرة لكسب رضاء الجمهور دون غيره مع إجابة لدعوات الحفلات دون مقابل وكله من أجل السعي الحثيث لإثبات وجودهم حتى من خلال الإعلام والتقرب منه للوصول إلى مبتغاهم ... نعم تعالى بعض الدخلاء على من ساندهم ولم يعد للصداقة ولو زاوية محدودة في قلوبهم التي أصبحت تتسع لغيرها فيا من تمكنوا من الدخول لساحة المحاورة وأنحرفت بكم ألسنتكم كثيراً ووتكابرت نفوسكم ... تيقنوا بأن مزاحمة الكبار لا تحتاج لتلك التصرفات وقلوب الناس ليست كالسبح التي تحملونها بين أصابعكم. [/align]